روحاني: إيران لن تخضع للإملاءات الأمريكية
تعهّد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بأن إيران ستقف صامدة ضد حملة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدلاً من الخضوع لها، ووصف، في خطاب بث مباشر عبر التلفزيون الرسمي، الإدارة الأمريكية بمجموعة من “السياسيين المبتدئين بأفكار ساذجة”، لكنه أضاف: إن ترامب تراجع عن تهديداته ضد طهران، بعدما نصحه مساعدون عسكريون بعدم خوض حرب مع الجمهورية الإسلامية، وأضاف: إن وحدة الشعب الإيراني غيّرت قرار ترامب بشن الحرب، مؤكداً أنه لا يمكن للرئيس الأمريكي النيل من عظمة إيران، ولا يمكن لواشنطن أن تخضع طهران. وشدد الرئيس الإيراني على أن إيران لن تخضع أو تستسلم أمام الإملاءات والضغوط الأمريكية، فيما أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده لن تتفاوض مع الإدارة الأمريكية ما لم تظهر الولايات المتحدة الاحترام لطهران عبر الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي.
وقال ظريف: لسنا مستعدين للتحدث إلى أشخاص خرقوا وعودهم، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة هي التي انسحبت من خطة العمل الشاملة المشتركة، وليست إيران.
وإذ حذّر ظريف من أن الولايات المتحدة تمارس لعبة بالغة الخطورة في المنطقة في أعقاب قرارها بإرسال قطع عسكرية إلى مياه الخليج، أضاف: إن وجود كل هذه القطع العسكرية الضخمة في منطقة صغيرة هو بحد ذاته خطر، لذلك يجب توخي الحذر الشديد، ولفت إلى أن إيران تصرفت بحسن نية للحد من القدرات النووية مقابل رفع العقوبات عنها، إلا أن الأطراف الأخرى لم تقابل ذلك باحترام وتقدير.
وفي السياق نفسه، أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى حشمت الله فلاحت بيشه أن أوروبا لا تلتزم بوعودها في إطار الاتفاق النووي، وهي غير مستقلة، وتنتظر المستجدات الأخيرة بين إيران وأمريكا دون لعب أي دور مهم، وقال: إن الدول الأوروبية ترغب في الحفاظ على دورها كلاعب فقط دون أن تقوم بإجراءات عملية في خضم المستجدات.
وأضاف: إن البعض يعتقد أن أوروبا عليها أن تنقذ الاتفاق النووي، وهذا أمر خاطئ، أوروبا عالقة بالاتفاق النووي ولم تحافظ عليه لأنها لا تستطيع ذلك، مستبعداً أن تنفذ أوروبا آلياتها المالية “اينستكس”.
وإذ حذّر فلاحت بيشه من محاولات النظام السعودي إشعال الحرب في المنطقة، أشار، في تغريدة على تويتر، إلى أن استهداف السفارة الأمريكية في بغداد، والدعوة السعودية لعقد قمة طارئة، كلاهما جزء من سياسة النظام السعودي لجر المنطقة إلى الفوضى العارمة، وأضاف: إن تعطيل الكونغرس عملية البحث عن الحقيقة حول أحداث 11 أيلول كان خيانة للشعب الأمريكي.
من جهته أكد المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي أن اللغة التي ينبغي أن يعامل بها الإيرانيون هي لغة الاحترام والتكريم وليس لغة التهديد، مشيراً إلى أنه لم تكن يوماً لغة التهديد طوال التاريخ لغة مجدية في التعامل مع الإيرانيين ولن تكون في المستقبل كذلك.
دولياً، بحث نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف مع السفير الإيراني لدى روسيا مهدي سنائي خطة العمل الشاملة للبرنامج النووي الإيراني، فيما أكد رئيس بوليفيا إيفو موراليس أن التهديدات التي تطلقها الولايات المتحدة ضد إيران هدفها تصعيد الأوضاع والترويج لصناعة الحروب لتبرير نشرها قوات إضافية في الشرق الأوسط.
وفي السياق نفسه، حذّر مدير مصلحة الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين من خطورة تأجيج الوضع من قبل الولايات المتحدة حول الاتفاق النووي الموقّع مع إيران، وقال، في تصريح صحفي على هامش اجتماع لمجلس رؤساء الأجهزة الأمنية لأعضاء رابطة الدول المستقلة: “إن الوضع يتطور بسيناريو مقلق للغاية، والسبب الأولي بديهي للجميع، وهو انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الموقّع مع إيران”، مؤكداً أن طهران تلتزم بشكل كامل بتعهداتها في إطار هذا الاتفاق.
ودعا ناريشكين الجميع إلى ضبط النفس، ومنع تغلب اندفاع بعض القادة السياسيين على صوت العقل والتحليل الرصين للأمر الواقع والاستنتاجات الواقعية حول الطريقة الخطيرة التي يمكن أن تتطور بها الأوضاع بشكل متسارع.
يذكر أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صعّدت توتير الأجواء مع إيران بإعلانها مطلع الشهر الجاري إنهاء الإعفاءات التي سمح بموجبها لثماني دول بشراء النفط الإيراني، وبالتالي حظر استيراده منها، في خطوة تؤكد استمرارها في سياساتها الابتزازية والجائرة تجاه الدول والشعوب الرافضة للهيمنة والاستغلال، تبعها إطلاق تهديدات ضد طهران، وردت إيران على ذلك بتعليق تنفيذ بعض التزاماتها وفق الاتفاق النووي الذي توصلت إليه مع مجموعة “5+1” عام 2015.