الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

 الجولان في الشعر العربي القديم

 

نَلِجُ بكل المهابة والمحبة ديوان العرب، ونقلِّب صفحات خالدات من التِّبر؛ كُتبت بماء الذهب، ونسأل عن الجولان والغار والأفنان، فيزهو الفخر؛ ويشمخ العنفوان؛ ويتجذّر السنديان؛ ويفوح العطرن بالتيجان. ولا غرابة.. ولا تثريب.. إنه الجولان

أعترف أنها إطلالة عابرة، لأن الإحاطة الشاملة الكافية الوافية تحتاج لزمن والصبر والبحث الدؤوب في مغاني القوافي المغناج الطروب.

فقد ذكر الشاعر الجاهلي النابغة الذبياني الجولان قائلاً:

فآب مُضلّوه بعينٍ جَليّةٍ

وغُودِرَ بالجولان حَزمٌ ونائلُ

سقى الله قبراً بين بصرى وجاسم

بغيثٍ من الوسميّ قَطرٌ ووابِلُ

بكى حارث الجولان من فَقدِ خَيلهِ

وحوران منه موحِش مُتضائلُ

أما الشاعر الأخطل فذكر الجولان بقوله:

فأين منا غداة دنونا منهم

رهن إليك بالجولان صور

ويمدح الشاعر حسان بن ثابت جبلة بن الأيهم الغساني؛ ذاكراً الجولان:

لمن الدار أوحَشتْ بمعانِ

بين أعلى اليرموك فالخمان

تلك دار العزيز بعد أنيس

وطُلول عظيمة الأركان

ثُكِلَتْ أمهم وقد ثكلتهم

يوم حلوا بحارث الجولان

أما الشاعر الجواس بن القعطل فلم يكتف بذكر الجولان؛ بل أفصح عن هوية أهله من قبيلة قيس العربية:

أعبد المليك ما شكوتَ بلاءنا

فَكُلْ في رخاء الأمن ما أنت آكِلُ

بجابية الجولانِ لولا ابن مجدلٍ

هلكتَ و لم ينطق لقومك قائل

وهذا القعقاع بن عمرو التميمي يصف معركة اليرموك الخالدة التي وقعت في الجولان قرب قرية الواقوصة:

ألم تَرنا على اليرموك فزنا

كما فزنا بأيام العراق

قتلنا الروم حتى ما تساوى

على اليرموك مفروق الوراق

محمد غالب حسين