رياضةصحيفة البعث

مع تزايد الإقبال عليها.. الأكاديميات الكروية في حماة بين الرعاية الصحيحة والربح المادي

حماة- منير الأحمد

انتشرت في محافظة حماة مؤخراً ظاهرة الأكاديميات الكروية التي تعنى باكتشاف المواهب الشابة، وصقل موهبتها، وإعدادها لتقمص ألوان الأندية المحلية، أو المنتخبات الوطنية، غير أن البعض ينظر إليها بعين الريبة، ويرى أن هدفها مادي بالدرجة الأولى، وليس التكوين الرياضي، فيما البعض الآخر يتساءل: هل هذه الأكاديميات والمدارس الكروية مرخصة بشكل رسمي ووفق الأسس والقوانين الرياضية الناظمة التي تمنحها الشرعية القانونية، أم ماذا؟!.

جيدة ولكن!

عن هذا الموضوع أكد رئيس اللجنة الفنية الفرعية لكرة القدم في حماة صلاح اورفلي “للبعث” بأنه من حيث المبدأ الأكاديميات بادرة جيدة للاهتمام بالفئات العمرية في سن مبكرة اكتشافاً وإعداداً، وهي حتماً الخطوة الأولى في تطوير مستويات كرة القدم بالأندية والمنتخبات، وقد واكبت مسيرة العديد من الأكاديميات والمدارس الكروية مثل أكاديمية الشرطة، وأكاديمية فراس الخطيب، وغيرهما، وجميعهم يعملون بجد، ويستقطبون أعداداً كبيرة من اللاعبين بأعمار مختلفة.

وأضاف اورفلي: الخطوة بشكل عام جيدة جداً، ولكنها للأسف لم تواز حتى الآن ما تقوم به الأندية المجتهدة في حماة: (الطليعة، والنواعير، والعمال)، وغيرها فيما تعده من الفئات العمرية، وإن كان الأداء في الأندية لم يصل حتى الآن لما نطمح به، ولكنها تبقى أفضل مما تقدمه هذه الأكاديميات، فالأندية لم تعط حتى الآن الاهتمام اللازم بمدربي هذه الفئات لا من حيث الإعداد العلمي المتخصص، ولا من ناحية التعويضات المناسبة على ما يبذله المدربون من جهد، ومع ذلك نرى المواهب تظهر كل عام في الأندية، ويكتشفها، ويكتشف جهود المدربين مهرجان براعم الكرة الحموية في كل عام.

ملاحظات ضرورية

ذكر رئيس اللجنة الفنية جملة من الملاحظات على أداء الأكاديميات تتلخص بالنقاط التالية: أولاً لم يعط المشرفون على هذه الأكاديميات موضوع إعداد المدربين المتخصصين بالفئات العمرية الاهتمام اللازم، مع احترامي لخبرة واجتهاد وطموح المدربين الذين يعملون في هذه الأكاديميات، ومعظمهم من المدربين المتخصصين في كرة القدم، ونال بعضهم شهادات التدريب الآسيوية (D وCوB)، ولكن كل هذه الشهادات أعدت لمدربي فرق الأندية والمنتخبات للأعمار الكبيرة، وهي الرجال، وأحياناً الشباب، ولكن في الوقت نفسه يجب أن يكون مدرب الفئات العمرية متخصصاً بتدريب هذه الفئة من أعمار ٨و١٠ و١٢و١٤ سنة، فضلاً عن أن شهادة المدرب الذي يدرب فريق الرجال لا تعطي المعلومة، والوسيلة، وطرق تدريب الفئات العمرية الصغيرة بشكل واضح وجدي ومجد.

فائدة بسيطة

وشدد اورفلي على أن فنية قدم حماة أقامت منذ سنتين دورة تخصصية للمدربين المهتمين بالفئات العمرية أشرف عليها المدرب الآسيوي المتألق خالد الشيخ، وكانت من أنجح الدورات التي أقيمت في هذا المجال، واستفاد منها ٢٤ مدرباً من كل أندية محافظة حماة، علماً أننا نطمح ونحلم بإعداد جيل من المواهب يعد إعداداً علمياً صحيحاً ليكون عماد أندية المحافظة، ورافداً حقيقياً للمنتخبات الوطنية، ونجحنا بشكل أو بآخر في هذا المجال، مؤكداً أنه يجب أن ينال مدرب الفئات العمرية، سواء في الأندية، أو الأكاديميات، أو المدارس الكروية، حقه الطبيعي اللازم في استعمال الأساليب العلمية الحديثة، لتصبح لدينا أجيال من الفئات العمرية ذات مستوى عال وعلمي متطور.

وحول إن كانت هذه المدارس غايتها ربحية أكثر من كونها تكوينية قال اورفلي: من الطبيعي أن تكون هذه الأكاديميات ذات مردود مادي، وذلك لتتمكن الأكاديمية من تغطية المصاريف كتعويضات للمدربين، وثمن إيجار الملاعب، والألبسة، والكرات، بالإضافة إلى مصاريف مباريات، كل هذا طبيعي، ولكن يجب أن تواكب هذه الجهود تعويضات مناسبة للقائمين على هذا العمل من مشرفين ومدربين وغيرهم، أما ما يتعلق بقانونية وشرعية هذه الأكاديميات، فأعتقد أن كل الأكاديميات في محافظة حماة مرخصة من قبل الاتحاد الرياضي العام واتحاد كرة القدم.

تعقيب

ما تقوم به الأكاديميات عمل مشكورة عليه، ويكمل ما تقدمه الأندية، رغم شح الإمكانيات المادية، وكان يمكن للأندية أن تعطي كل المطلوب منها في الاكتشاف المبكر، والرعاية، واستمرار المتابعة للمواهب حتى تصل إلى قمة البطولات، وحتى تكتمل الصورة، ويتحقق الإنجاز الكبير، يجب أن يتغير التعامل مع مدربي الأندية بشكل إيجابي يدعم المدربين ويشجعهم ويقدم لهم العون الفني.