تحقيقاتصحيفة البعث

المكتبـــة المركزية في جامعة تشــــرين..مواجهة قوية مع هيمنة تكنولوجيا المعلومات

 

أجيال هذه الأيام متهمة بعدم معرفة قيمة الكتاب الورقي، وجمالية تقليب صفحاته، وفقدت العلاقة مع الكتاب مؤخراً في ظل انتشار التقنيات الحديثة، والإدمان على الهواتف الذكية، وأصبح التوجه تفضيل القراءة الالكترونية على القراءة الورقية، لتسليط الضوء على هذه الظاهرة توجهنا إلى المكتبة المركزية في جامعة تشرين، وحدثنا عبد الرحمن ريس المينا، مدير المكتبة، عن دورها وأهميتها وسط هيمنة تكنولوجيا المعلومات، والبعد عن المطالعة، والنزوح عن شراء الكتب واستعارتها.

أقسام المكتبة
أوضح ريس المينا أن أقسام المكتبة تحولت إلى بيئة جاذبة من شأنها رفد الطالب بالكثير من المعلومات والمعارف التي تعينه في مسيرته العلمية، ويتخذها زاداً له في حياته العملية، وتضم أقسامها: دائرة التزويد التي تزود المكتبة بأحدث وأهم الكتب من خلال تواصلها مع دور النشر في بيروت، وتبادل الهدايا مع جامعات عربية كالأردن، ويصل عدد الكتب حالياً إلى 107802 “كتاب عربي”، و56960 “كتاب لغة أجنبية”، ليصبح المجموع العام 164762 كتاباً، ودائرة الإعارة، وهي على نوعين: داخلي وخارجي، وتختص بحركة الإعارة أو الاستعارة، وتضم مكتبتها ما يقارب /110آلاف/ لكافة الاختصاصات العلمية الأدبية التكنولوجية، ودائرة التصنيف والفهرسة، وتقوم بترتيب الكتب وتصنيفها وفهرستها، سواء الكتب المشتراة جديداً، أو المهداة إلى مديرية المكتبات قبل دخولها إلى الإعارة حسب تصنيف (دي وي) العالمي، ودائرة الخدمات الإدارية التي تعنى بشؤون الموظفين الإدارية، والمالية، والمحاسبات داخل المكتبة.
كما أكد مدير المكتبة أن قاعة المطالعة تتسع لـ 600 طالب، مع توفير الراحة الكاملة للطلاب من وسائل تدفئة، وجو يسوده الهدوء الكامل، وقاعة للأنترنت مجانية، وأنترنت سريع، وهي مجهزة بأحدث الأجهزة، وتستقبل كل أعضاء الهيئة التدريسية، وطلاب الدراسات العليا من الماجستير، والدكتوراه، أو الباحثين، وحتى الزوار من خارج الجامعة من الطلاب أيضاً، وتضم المكتبة الالكترونية، ومكتبة جبرائيل سعادة باللغتين العربية والفرنسية المؤلفة من 7000 كتاب، حيث تتحدث أغلبية منشوراته عن اللاذقية، وأنطاكية، وعن مدينة أوغاريت.

تزويد المكتبة بكل جديد
يقول ريس المينا: نحاول أن نتكيف مع الآليات الحديثة لتزويد المكتبة بعناوين حديثة الإصدار، ونحرص أن تكون الكتب المقتناة مرفقة بقرص مدمج عن الكتاب، بحيث نستطيع إعارة الكتاب والقرص المدمج/CD/، مع التأكيد على التواصل المستمر مع المكتبات الالكترونية.
ويضيف مدير المكتبة: نحن حريصون كل الحرص وبشدة على تزويد المكتبة بكل جديد مرتين خلال العام، وبأحدث وأهم الإصدارات، وخاصة العلمية ولكافة الاختصاصات، ولا نقبل اقتناء كتب قديمة أبداً، ونعمل على تزويد المكتبة بأحدث المراجع والكتب والموسوعات، والاطلاع على كل جديد يتم إما من قبل أعضاء الهيئة التدريسية، أو من قبل طلاب الدراسات العليا، أو من خلال الأبحاث التي يقوم بها الباحثون أيضاً من خلال المعارض التي تقوم بها المكتبة، حيث يقام معرضان في العام الواحد في شهر نيسان، وفي شهر تشرين الثاني، ويتم خلالهما إهداء المكتبة عدداً من الكتب القيّمة من دور نشر عالمية وعربية أو محلية، كما تقوم المديرية بالمبادرة نفسها، وتهدي كتباً هامة أيضاً، وتشارك في المعارض دور نشر كبيرة وهامة ومنوعة لتبلغ على الأقل 12 داراً للنشر من الداخل والخارج.

خدمات أخرى
يتبع للمكتبة بهو كبير للمعارض العلمية، أو الفنية التشكيلية، أو التطبيقية، ويستقبل جميع أنواع المعارض لكليات الجامعة وأنشطتها، وفعالياتها، ونشاطات المؤسسات والشركات، والفعاليات سواء الحكومية أو الخاصة، وأيضاً هناك قاعة المطالعة في المكتبة تتسع لـ 600 طالب وتؤمن لهم كافة مستلزمات الدراسة من تأمين الجو الهادىء، والتكييف الساخن والبارد، وكله مجاني.
ولفت المينا إلى أن قاعة المؤتمرات هامة جداً لأنها تستقبل جميع الندوات داخل الجامعات السورية كدمشق وحلب، أو الجامعات العربية كالقاهرة والاسكندرية، أو من خلال التواصل مع مركز الباسل للحاسبات في الجامعات للاطلاع على كل جديد في مجال الإصدارات الهامة.

آراء رواد المكتبة
يقول بشار محمود جاسم، طالب برمجيات: أنا من رواد المكتبة المركزية في جامعة تشرين، وأهتم بقراءة كل ما هو جديد في عالم الحاسوب، ولا أستطيع أن أهجر قراءة الكتاب.
وتضيف بتول أحمد اسماعيل، طالبة علوم: أحب قراءة الروايات العالمية، وأستمتع بتقليب صفحات الكتاب، وأنا حالياً أقرأ رواية الجريمة والعقاب.
وتحدثت ريم صالح، طالبة آداب، عن حبها لقراءة كتب التاريخ، بينما أشارت دارين علي بهجت، طالبة تربية، إلى اهتمامها بقراءة كتب المسرح والتأليف المسرحي.

باختصار
تعتبر المكتبة المركزية في جامعة تشرين منهلاً علمياً مكملاً لمسيرة العلم والاستثمارات البشرية للنهوض بالمعرفة، ومواكبة التطورات، وتكمن أهميتها في ترسيخ ثقافة قراءة الكتاب، وتنمية المخزون الثقافي والمعرفي، والارتقاء به دون تكلفة، ودورها حاضر في رفد المتطلبات والاحتياجات العلمية لطلابها في أبحاثهم ودراساتهم من المرحلة الأولى وحتى المراحل العليا.

عائدة أسعد