أخبارصحيفة البعث

الإرهاب يطل برأسه بقوة في غرب أفريقيا

قُتل ما لا يقل عن 30 شخصاً في هجوم انتحاري بولاية بورنو النيجيرية الواقعة في شمال شرق البلاد، وذلك في أكبر عملية قتل جماعي ينفذها إرهابيون هذا العام، ولم تعلن أي جماعة بعد مسؤوليتها عن الهجوم، لكن كثيراً ما تنفّذ جماعة “بوكوحرام”، المرتبطة بـ “داعش” الإرهابي، التفجيرات التي تستهدف مدنيين في ولاية بورنو، والتي أودت هجماتهما بحياة مئات آلاف الأشخاص، وشرّدت الملايين.

وقال مسؤول بخدمة الطوارئ: “وردت أنباء عن وقوع انفجار ضخم للغاية في قرية كوندوجا. ولدى الوصول إلى مكان الحادث وجدنا كثيراً من الضحايا. في حقيقة الأمر تجاوز عدد القتلى 30 والمصابين 42″، فيما ذكر بولاما كالي، رئيس قرية كوندوجا، إن ثلاثة إرهابيين شاركوا في الهجوم مستهدفين مكاناً تجمّع فيه القرويون لمشاهدة مباراة لكرة القدم على شاشة كبيرة، وأضاف: إن معظم القتلى دُفنوا بينما نقل العديد من الناجين إلى مستشفى في مايدوجوري.

وتبعد كوندوجاً نحو 25 كيلومتراً عن مايدوجوري عاصمة ولاية بورنو.

وكان الفرع النيجيري لـ “داعش” في غرب أفريقيا أعلن الجمعة مسؤوليته عن هجوم استهدف قاعدة تابعة للجيش النيجيري في ولاية بورنو، وقال: إنه قتل 20 جندياً.

ونفّذ “داعش” في غرب أفريقيا، الذي انشق على جماعة بوكوحرام الإرهابية، في 2016 عدداً من الهجمات في شمال شرق نيجيريا خلال الشهور القليلة الماضية استهدف بعضها قواعد عسكرية.

وتقول الحكومة: إن جماعة بوكوحرام وداعش في غرب أفريقيا المنافس لها يلفظان أنفاسهما الأخيرة، لكن الجهود المستمرة للقضاء على التكفيريين فشلت، ومازال الجيش يتكبّد خسائر ثقيلة.

ويسعى الفرع النيجيري لـ “داعش” إلى ترسيخ أقدامه في المنطقة من خلال اعتداءات دموية على القوات الحكومية، مستغلاً الاضطرابات الأمنية.

وتتنافس أفرع القاعدة و”داعش” في أفريقيا على مناطق النفوذ، حيث تلتقي هذه الجماعات في الأسلوب الدموي ذاته، وتتصارع في ما بينها على المصالح والنفوذ والزعامة.

وحالة التنافس بين الجماعات الإرهابية في نيجيريا خاصة وفي غرب أفريقيا عموماً تكاد تكون نفسها في أفغانستان، حيث يتزاحم الفرع الأفغاني لتنظيم “داعش” وحركة طالبان على إيقاع أكبر قدر ممكن من القتلى في هجمات متواترة ضمن سعي كل منهما لتعزيز موقعه.

وتناسل التطرّف في أفريقيا على وقع الخلافات والانشقاقات في أفرع القاعدة ضمن خلافات على الزعامة وعلى استراتيجية التمدّد في القارة، فتحوّل التنظيم إلى تنظيمات، والجماعة إلى جماعات، لكل منها حساباتها.

وتناثر الإرهاب سريعاً في المناطق التي تشهد اضطرابات وفراغات أمنية، حيث تتغذّى الجماعات المتطرفة من بيئة الفوضى المستشرية.

ونفّذت جماعة بوكوحرام، التي كانت إلى سنوات خلت موالية للقاعدة، مئات الهجمات الإرهابية على السكان وقوات الأمنية مخلّفة مئات القتلى، كما تقوم عادة بعمليات سبي ونهب واختطاف.

يذكر أن نيجيريا تتعرّض منذ عام 2009 لاعتداءات متكررة من إرهابيي “بوكوحرام” خلّفت أكثر من 30 ألف قتيل، وأجبرت 2.6 مليون شخص على النزوح.