الصفحة الاولىصحيفة البعث

طهران للأوروبيين: مهلة الشهرين غير قابلة للتمديد

أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن موسكو تتفهم دوافع إيران لعدم تمديد مهلة الـ 60 يوماً للدول المشاركة في الاتفاق النووي، داعياً في الوقت ذاته كل الأطراف لضبط النفس، فيما أكد المتحدّث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أن مهلة الشهرين التي منحتها إيران للأطراف الأوروبية الموقّعة على الاتفاق غير قابلة للتمديد.

وقال كمالوندي: “إنه بناء على قانون الإجراء بالمثل من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية في تنفيذ الاتفاق النووي، فإن إجراءنا مرتبط بكيفية تنفيذ التعهدات من قبل باقي الأعضاء الآخرين في الاتفاق النووي”، مشيراً إلى أنه من غير الممكن أن تلتزم طهران بتعهداتها بينما هم لا يقومون بأي شيء على أرض الواقع.

وأوضح كمالوندي أن رسالة إيران واضحة وعملياً يفهم تصرف الجانب الآخر بأنه لا يريد أن يلتزم بتعهداته أو لا قدرة له على ذلك، لذا سنعمل وفق توجيهات قائد الثورة وقانون مجلس الشورى، مبيناً في الوقت ذاته أن إجراءات إيران يتمّ تنفيذها في الوقت الراهن بشكل متتال ومترابط، ولا تتوفر ظروف العودة إلى الوراء.

إلى ذلك، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الولايات المتحدة تمارس حرباً إرهابية اقتصادية ضد إيران والبشرية، لافتاً إلى أنه من غير المقبول فرض ضغوط اقتصادية على إيران وتوجيه الدعوى لها للتفاوض بالوقت ذاته، وقال خلال اجتماع الحكومة: إجراءات أمريكا ضد الشعب الإيراني جريمة ضد الإنسانية وإرهاب اقتصادي، وهي تحاول عزل إيران، وبث ظاهرة التخويف منها مرة أخرى، وتسعى إلى عدم دفع أي ثمن مقابل انتهاكاتها للقوانين والمعاهدات الدولية. وأضاف روحاني: جوهر الاتفاق النووي هو العلاقات التجارية والاقتصادية الإيرانية مع العالم، بالإضافة إلى إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي تضرّر بشدة من الجانب الآخر، مبيناً أن أفعال إيران تتفق مع القوانين الدولية والتدابير الأخيرة لتخفيض التزاماتها، تتفق مع الاتفاق النووي والمادتين 26 و36، وأكد التزام بلاده بالاتفاق النووي، إلا أنه أشار إلى أن طهران ستتخذ إجراءات جديدة بعد انتهاء مهلة الستين يوماً، كما عبّر عن استعداده للعدول عن تقليص الالتزامات في حال نفّذت أوروبا تعهداتها في الاتفاق النووي.

وشدّد روحاني على أن القوات البحرية الإيرانية توفّر الأمن في بحر عمان ومضيق هرمز وطرق الإمدادات في مواجهة الإرهاب، فيما نفى قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، صحة التقارير التي تتهم إيران بتنفيذ الهجوم على ناقلتي النفط في خليج عمان، موضحاً “أن الولايات المتحدة باتت غير قادرة على اتخاذ قرارات صحيحة، وهو ما تسبب بهزيمتها في المنطقة”، مضيفاً: إن المسؤولين الأمريكيين “اعتادوا على تلفيق الأكاذيب، وبات الكذب فعلاً يومياً لهم”.

من جهته، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أنه إذا غادرت أمريكا المنطقة فلن يكون هنالك أي صدام فيها، لأن وجودها هو السبب بانعدام الأمن وممارستها الضغط على الشعب الإيراني.

ونفى شمخاني احتمال أن تقع الحرب بين إيران والولايات المتحدة، معتبراً أنه ليس هناك سبب لوقوعها، وأضاف: إن الوساطة بين إيران وأمريكا ليست مطروحة في الظروف الحالية، موضحاً أن أمريكا خرجت من الاتفاق النووي بشكل أحادي الجانب، وأخلت بالتزاماتها، وفرضت عقوبات غير شرعية على إيران، لذلك يجب عليها العودة إلى نقطة البداية وتصحيح أخطائها، وهذه العملية لا تحتاج إلى وساطة، وتابع: هناك شك بأن المنطق والحوار مع الحكومة الأمريكية الحالية لا يلبي الواقع، فهي قدّمت أنموذجاً لعلاقتها مع الدول الأخرى، حيث إنها لا ترحم حتى حلفائها”، لافتاً إلى أن أعمال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتناقض مع ما يصرح به، مؤكداً في الوقت ذاته أن بلاده لن تقبل أن يكون الاتفاق النووي ذا اتجاه واحد.

بدوره رفض وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي اتهام القوات المسلحة الإيرانية باستهداف ناقلات النفط واصفاً إياه بأنه كاذب، وقال: “إن إيران دولة قوية وإذا أرادت أن تفعل أي شيء فإنها تعلن المسؤولية عنه، لكن التهم الأخيرة للقوات الإيرانية والتي لعبت دوراً كبيراً في تأمين المنطقة والمجاري المائية الدولية هي تهم في إطار استمرار أعمال التخريب وزيادة الضغوط على إيران”.

دولياً، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن موسكو تتفهم دوافع إيران لعدم تمديد مهلة الـ 60 يوماً للدول المشاركة في الاتفاق النووي، داعياً في الوقت ذاته كل الأطراف لضبط النفس، وذكر أن “إيران كانت تتوقّع خلال عام واحد، بعد انسحاب الولايات المتحدة من خطة الأعمال المشتركة الشاملة، وإعطائها وقتاً إضافياً للمشاركين فيها، تطبيع الوضع حول استئناف تصدير النفط والتبادل التجاري بشكل عام”، وأشار إلى أن العالم لم يشهد شيئاً يمكن اعتباره خطوة إيجابية من جانب أوروبا نحو تنفيذ المطالب الإيرانية.

بالتوازي، طالب أعضاء بمجلس الشيوخ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتقديم إيضاحات حول قراره إرسال ألف جندي إضافي إلى الشرق الأوسط، محذّرين من أن الكونغرس لم يأذن بأي إجراء عسكري ضد إيران.

وذكر موقع ذي هيل الأمريكي أن السيناتور تيم كين من الحزب الديمقراطي والسيناتور مايك لي من الحزب الجمهوري بعثا برسالة وقّع عليها أيضاً السيناتور جيف ميركلي والسيناتور بيرني ساندرز والسيناتور كريس مورفي والسيناتور راند بول، وجاء فيها أنهم يشعرون بالقلق من أن تصعيد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران سيؤدي إلى نزاع عسكري. وأضافت الرسالة: نظراً إلى تنامي المخاطر نود أن نجدد التأكيد أنه حتى هذا التاريخ لم يمنح الكونغرس إذناً لعمل عسكري ضد إيران، ولا يوجد أمر قانوني يسمح للولايات المتحدة بالقيام بأعمال عدائية ضد الحكومة الإيرانية. وطالبت الرسالة ببيان موجز مشترك من الاستخبارات الأمريكية ومجلس الشيوخ ووزارة الدفاع بحلول نهاية حزيران الجاري من أجل معالجة هذه القضايا السياسية والقانونية.