وقفات الغضب تعمّ المدن الفلسطينية فصائل المقاومة: الانتفاضة السبيل الوحيد لإفشال “ورشة المنامة”
عمّت وقفات الاحتجاج المدن والبلدات الفلسطينية، أمس، رفضاً لما تسمى “صفقة القرن” وللورشة الاقتصادية، التي دعت الولايات المتحدة الأميركية لعقدها في العاصمة البحرينية المنامة، فيما انطلقت في بيروت أعمال منتدى “السيادة من أجل السلام والازدهار”.
فقد نظّم الفلسطينيون في رام الله ونابلس وطوباس وقلقيلية وقفات احتجاجية رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات باللغتين العربية والانكليزية، أكدوا فيها أن “صفقة القرن” لن تمر، ووقوفهم صفاً واحداً في وجه كل المؤامرات الأمريكية الإسرائيلية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، وتمسّكهم بالمقاومة حتى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ورفض كل أشكال التطبيع معه.
وفي قطاع غزة المحاصر، احتشد الفلسطينيون أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ورفعوا الأعلام الفلسطينية، وردّدوا هتافات تؤكّد على التشبث بالحقوق الوطنية، وعلى رأسها حق العودة للاجئين وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس مهما بلغت التضحيات، داعين إلى تحقيق الوحدة الوطنية لمواجهة “ورشة البحرين” والتحديات والمؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية ومطالبين الأنظمة العربية التي أعلنت عن مشاركتها بالورشة بمقاطعتها.
وفي رام الله، دعت حركة فتح والقوى الوطنية إلى تظاهرة مناهضة لـ”صفقة القرن” في المدينة بمشاركة شعبية وتنظيمية لتأكيد صمود الفلسطينيين في وجه التهديدات الإسرائيلية الأمريكية.
وعشية انطلاق أعمال ورشة المنامة، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن ثقته بأن الورشة لن يكتب لها النجاح لأنها بُنيت على خطأ، وأكّد إيقاف كلّ الاتصالات مع الإدارة الأميركية، مجدّداً موقفه الرافض لقيادة الولايات المتحدة لعملية التسوية، فيما ذكرت كتائب المقاومة الوطنية أنّ الشعب الفلسطيني ومقاومته موحّدان في مواجهة ورشة البحرين وصفقة ترامب. وأشارت في بيان إلى أنّ خيار الانتفاضة والمقاومة بكل أشكالها السبيل الوحيد القادر على إفشال ورشة البحرين، مؤكدةً أنه لا يحق لأحد التحدث باسم الشعب الفلسطيني المتمسك بحقوقه الوطنية والرافض للمساومة عليها.
من جهته، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية أن رفض فلسطين ومقاطعتها “ورشة البحرين الاقتصادية” يسقط عنها الشرعية، قائلاً: “إن محتوى الورشة هزيل ومخرجاتها ستكون عقيمة”، ومشدّداً على أن حل القضية الفلسطينية يتمثل بإنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من استثمار موارده وبناء اقتصاد مستقل.
وبيّن أشتية أنه على من يريد تحقيق السلام والازدهار للشعب الفلسطيني أن يوقف سرقة كيان الاحتلال لأرضه وأمواله وموارده الطبيعية ومقدراته، ويلزمه بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وإنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وفك الحصار عن قطاع غزة.
كما توالت ردود الفعل العربية الرافضة لورشة المنامة، حيث انطلقت في بيروت أعمال منتدى السيادة من أجل السلام والازدهار رفضاً لصفقة القرن وورشة البحرين، الذي تنظمه جمعية الوفاق البحرينية بمشاركة أحزاب وقوى سياسية وفعاليات.
وجاء في البيان الختامي الصادر عن المنتدى: “اعتبار كل من يشارك في ورشة البحرين خائناً لفلسطين”.
وقال نائب الأمين العام لجمعية الوفاق البحرينية المعارضة الشيخ حسين الديهي: “إنّ مؤتمر البحرين هو مؤتمر العار”، مضيفاً: “الاستجابة لدعواتنا مقاطعة مؤتمر البحرين لن تحصل إلا من قبل الشرفاء في هذه الأمة”.
كما أكد أنّ القضية المركزية هي فلسطين وأنّ شعب البحرين ملتزم بالقضية الفلسطينية، مشدّداً على أنه لو سُمح لشعب البحرين بالخروج إلى الشوارع لخرج بعشرات الآلاف ليدوس العلم الإسرائيلي.
من جهته، ذكر الشيخ حسن عز الدين مسؤول العلاقات العربية في حزب الله أن موقف لبنان الرسمي بعدم المشاركة في ورشة البحرين هو موقف طبيعي انطلاقاً من مساندة لبنان المطلقة للقضية الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية.
في سياق متصل، أعرب أعضاء مجلس الأمة الكويتي في بيان أنّ الكويت مناصرة على الدوام للحقوق الثابتة والمشروعة للشعب في فلسطين المحتلة، واعتبروا أنّ ورشة المنامة المزمع عقدها بمشاركة صهيونية تهدف لتكريس الاحتلال وإضفاء الشرعية عليه، مؤكدين أنّ الموقف الشعبي الكويتي يرفض رفضاً قاطعاً أي محاولة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، كما دعوا الحكومة لإعلان موقف حازم وحاسم بمقاطعة أعمال ورشة المنامة ورفض نتائج هذه الورشة التي من شأنها تضييع الحقوق التاريخية لفلسطين.
ميدانياً، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم شعفاط وسط مدينة القدس المحتلة، وأجبرت أصحاب المحال التجارية على إغلاق محالهم، وداهمت عدداً من منازل الفلسطينيين، واعتقلت شابين فلسطينيين.
واقتحمت قوات الاحتلال مدينة القدس المحتلة وبيت لحم وبلدة كوبر في رام الله بالضفة الغربية، واعتقلت 16 فلسطينياً.
إلى ذلك، اقتحم مستوطنون إسرائيليون بلدة سنجل شمال مدينة رام الله بالضفة الغربية، واعتدوا على ممتلكات الفلسطينيين، وقال رئيس بلدية سنجل معتز طوافشة: “إن مجموعة من المستوطنين اقتحمت القرية، واعتدت على بيوت وممتلكات الفلسطينيين، وأعطبت إطارات عدد من المركبات”.
كما جدد مستوطنون إسرائيليون اقتحام المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.
بالتوازي، كشف الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنا عيسى أن مجموع المستوطنات التي أقامها الاحتلال على أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية وصل إلى 503 مستوطنات 29 منها في مدينة القدس المحتلة، مطالباً المجتمع الدولي بالتحرك لتنفيذ القرارات الدولية التي تطالب بوقف الاستيطان.
وأوضح عيسى أن جدار الفصل العنصري الذي يبلغ طوله 725 كم، ويمتد من غور الأردن شمالاً حتى جبال الخليل جنوباً يبتلع نحو 20 بالمئة من مساحة الضفة الغربية البالغة بالأصل 5844 كم مربع، مضيفاً: “إن مساحة الطرق التي أقامتها سلطات الاحتلال للربط بين المستوطنات تبلغ 800 كم مربع”.
وبيّن عيسى أن استيلاء سلطات الاحتلال على أراضي الفلسطينيين يعرقل حركتهم ونموهم الاقتصادي، ويهدد إمكانية إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس.
وأكد عيسى أن مواصلة سلطات الاحتلال عمليات الاستيطان على الأراضي الفلسطينية المحتلة مخالفة لقرارات الشرعية الدولية وللأعراف والاتفاقيات الدولية وخاصة المادة /49/ من اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين والفقرة “ب” من المادة الثامنة من ميثاق المحكمة الجنائية الدولية لعام 1998 التي تعتبر الاستيطان جريمة حرب، مطالباً المجتمع الدولي بضرورة التحرك لإلزام سلطات الاحتلال بوقف الاستيطان.