أبو أحمد فؤاد: المقاومة الخيار الوحيد لاستعادة فلسطين
دمشق- سنان حسن:
ضمن فعاليات يوم القدس الثقافي، أقامت مؤسسة القدس الدولية “سورية”، أمس، محاضرة بعنوان “تاريخ القدس والمستجدات والمؤامرات التي تستهدف القدس وفلسطين”، ألقاها نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد على مدرج المركز الثقافي العربي بأبي رمانة في دمشق، وبحضور عدد من الفعاليات الشعبية والأهلية وممثلين عن الفصائل والتنظيمات الفلسطينية.
وفي بداية حديثه أكد أبو أحمد فؤاد أن التاريخ يرسم معالم الأمم والشعوب، وهو الذي يؤسس لحاضرها ومستقبلها، ولكن أن تُبنى دولة على أساس أسطورة تتخذ منها إيماناً وجودياً حدّ القداسة عبر طمس شعب آخر، فتلك هي الجريمة الكبرى، مبيناً أن الهوس الصهيوني في إيجاد تاريخ ووجود له دفعه، بشراهة المحتل، للبحث عن أرض تبنى عليها روايته، فكانت القدس، وبات التقويض المعرفي والتاريخي والثقافي والديني لهذه المدينة شغله الشاغل وهمّه الرئيس، فعمد، أي الاحتلال الصهيوني، إلى اعتماد سياسة التهويد عبر مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات، في المقابل العمل على حصر الوجود الفلسطيني ضمن تجمعات سكنية محددة ومهددة بالإزالة في أي لحظة، وبناء أيديولوجية دينية تعمل على النظر إلى القدس كموضوع غير قابل للنقاش ولا التفاوض، وأنها من حق “إسرائيل”، وإصدار التشريعات الهادفة لنقل الأراضي الفلسطينية إلى ملكيتها، وخلق أحزاب سياسية ومجموعات ضغط تتماشى مع المخططات الاستيطانية.
وتابع أبو أحمد فؤاد: إن قضية القدس هي جوهر القضية الفلسطينية، مشدّداً على أن المقاومة هي الخيار الوحيد لاستعادة الأرض من النهر إلى البحر، فكل “المفاوضات العبثية” لم تثمر إلا في زيادة طغيان الاحتلال وتعنّته، والمثال القائم هو اتفاق أوسلو، وطالب بإنهاء الانقسام الفلسطيني، واستعادة الوحدة الوطنية، وعدم استخدام عبارة “القدس الشرقية” في الخطاب الرسمي الفلسطيني، وإنما التأكيد على القدس هي العاصمة الأبدية لفلسطين، والعمل على تطوير الحراك الشعبي في الضفة الغربية إلى انتفاضة، وإسقاط نتائج مؤتمر المنامة للتطبيع، والتأكيد على الموقف الموحد الرافض لما يسمى بـ”صفقة القرن”، وإسقاط اتفاق أوسلو، وما أعقبه من اتفاقات سياسية وأمنية واقتصادية.
بعد ذلك فتح باب الحوار، حيث شدّدت المداخلات على أهمية إنهاء الانقسام الفلسطيني كخطوة أولى وجوهرية لمواجهة المخططات والمشاريع التي يقودها “عرب الاعتدال”، بالتعاون مع كيان الاحتلال وأمريكا، لتصفية القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها “صفقة القرن”.
من جانبه أشار مدير المؤسسة الدكتور خلف المفتاح إلى أن محاضرة يوم القدس الثقافي تمّ تخصيصها في سياق النشاطات التي تجري لمواجهة “صفقة القرن” وإفشالها لما تشكّله من خطر على فلسطين والأمة العربية، موضحاً أن وحدة الشارع العربي اليوم في وجه المخططات الإسرائيلية والوقوف بجانب القضية الفلسطينية تشكّل رادعاً لكل من يفكر المساس بها.