الصفحة الاولىصحيفة البعث

طهران:  10 أيام أمام الأوروبيين لتنفيذ التزاماتهم

كشف مصدر إيراني مطّلع أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصّب بنسبة 3.67 بالمئة تخطّى مستوى الـ 300 كيلوغرام، فيما أعرب المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، عن أمله في أن يتخذ الأوروبيون خطوة ملموسة وعملية لتنفيذ “اينستكس” خلال الأيام العشرة المتبقية من مهلة الـ60 يوماً، وإلا فإن إيران ستتخذ الخطوة الثانية من تخفيض التزاماتها بخصوص الاتفاق النووي في السابع من تموز الجاري.

وقال المصدر: إن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قاموا مرة ثانية بتوزين المواد من اليورانيوم المخصّب المنتجة من قبل إيران، حيث تخطّت الكمية السقف المحدد وهو 300 كغ، وبيّن أن القرار القاطع لإيران هو أن تواصل إجراءاتها في تقليص التزاماتها بالاتفاق النووي، وفي هذا المسار فإن الخطوة الأولى أن تتجاوز قريباً سقف مخزون اليورانيوم المخصّب والمحدّد بـ 300 كيلوغرام.

كما أكد مصدر إيراني آخر أن إيران ستنفّذ الخطوة الثانية من خفض التعهدات تجاه الاتفاق النووي في وقتها المحدد، والتي ستكون على أبعد تقدير في السابع من تموز الحالي.

وبيّن أن السبب وراء عدم الإعلان عن اجتياز مستوى التخصيب مستوى الـ 300 كغ في تاريخ 27 حزيران الماضي، لأنه كان من المحتمل أن الوكالة الدولية ستقوم بنفسها بالإعلان عن هذه القضية.

في الأثناء أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن مخزون إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب تجاوز الحد الأقصى المسموح به بموجب اتفاقها مع القوى العالمية، وقالت: إن مخزون إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب بلغ 205.0 كغم، مشيرة إلى أن الحد الأقصى للصفقة يمثّل 202.8 كغم.

من جانبه أعرب المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، عن أمله في أن يتخذ الأوروبيون خطوة ملموسة وعملية لتنفيذ “اينستكس” خلال الأيام العشرة المتبقية من مهلة الـ60 يوماً، وإلا فإن إيران ستتخذ الخطوة الثانية في السابع من تموز، وأضاف: إنه كما هو الواضح لدينا، وفي ضوء الأنباء المتداولة حالياً حول هذه الآلية المالية، فهي لا ترتقي إلى مطالب الجمهورية الإسلامية والشعب الإيراني، مضيفاً: إن المشاورات متواصلة، وتمّ نقل رسالتنا إلى الأطراف الأوروبية، وبقيت 10 أيام لهم، على أمل أن يتمكنوا من اتخاذ خطوة هامة وعملية إزاء تنفيذ اينستكس.

يأتي ذلك فيما أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مجدداً أن بلاده لن تتراجع أمام الضغوط الأميركية، وأشار، خلال مراسم اليوم الوطني للصناعة والمناجم، إلى أن الضغوط الأميركية الحالية ليست ناجمة عن قوة أميركا، وإنما بسبب الهزائم المستمرة التي تعرّضت لها على الصعيدين الإقليمي والدولي في مواجهة إيران، وأشار إلى أن أميركا استغلت الفرصة على المدى المتوسط لفرض الدولار على الاقتصاد العالمي، واستطاعت ممارسة الضغوط على إيران، لكنها ستتسبب بمشكلة لنفسها على المدى البعيد، لأن الاستخدام المفرط للدولار في المستقبل سيقلل من دوره في العلاقات الدولية، لافتاً إلى إلغاء الدولار من 35 بالمئة من تعاملات إيران في العام الماضي.

وحول الآلية المالية التي تمّ التوصل إليها مع الأوروبيين، قال ظريف: إنه رغم أن آلية اينستكس لا تمثل رداً لتعهدات الأوروبيين، ولا تستجيب لمطالب إيران، إلا أنها ذات قيمة استراتيجية.

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرضت على إيران مؤخراً إجراءات للتضييق على تصدير النفط، حيث أقدمت على إنهاء الإعفاءات التي سمحت بموجبها لثماني دول بشراء النفط الإيراني، وبالتالي حظر استيراده منها، تبعها إطلاق تهديدات ضد طهران، وردت إيران على ذلك بتعليق تنفيذ بعض التزاماتها وفق الاتفاق النووي الذي توصلت إليه مع مجموعة خمسة زائد واحد عام 2015.

في سياق متصل أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني أن إيران لن تقف مكتوفة اليدين في مواجهة الإجراءات الأمريكية الجائرة، وقال: نرحّب بأي اقتراح بنّاء يمكن أن يحفظ مصالحنا الوطنية ولن نكون ألعوبة في يد الآخرين، مبيناً أن الإجراءات الأمريكية ضد إيران ونقضها للقرارات والاتفاقيات الدولية هي إرهاب اقتصادي، فيما جدّد قائد مقر خاتم الأنبياء للدفاع الجوي الإيراني اللواء غلام علي رشيد أن القوات المسلحة الإيرانية سترد بقوة على أي عدوان على الحدود البحرية والجوية والبرية للبلاد.

ونبّه اللواء رشيد في كلمة إلى أن أحداً لا يملك تقدير مدة الحرب في حال اندلاعها أو نطاقها ومدتها، موضحاً أنه ينبغي على الأمريكيين أن يتعلموا من أخطائهم، ولاسيما أن حروبهم على أفغانستان والعراق كلفتهم الكثير من الخسائر، وأضاف: إن لدى طهران إشرافاً استخبارياً واسعاً ولديها القدرة على أن تلحق بالعدو خسائر كبيرة.