رياضةصحيفة البعث

تونس آخر ضحاياها.. الأخطاء التحكيمية عقدة البطولات الأفريقية والفار زاد المشكلة

 

وصلت بطولة أمم أفريقيا إلى نهايتها مع بقاء مباراة واحدة لمعرفة بطل النسخة الثانية والثلاثين، ورغم منطقية تأهل الجزائر والسنغال للنهائي، يرى كثيرون أن بعض الأخطاء التحكيمية، وخصوصاً في الأدوار الإقصائية، كان يمكن لها أن تغيّر أحد طرفي المواجهة على الأقل، وطبعاً اللوم كله يقع على اتحاد الكرة الأفريقية، كونها ليست المرة الأولى التي تحصل فيها مثل هذه الإشكاليات.
ويمكن تقسيم مشكلة الأخطاء التحكيمية إلى قسمين: الأول يتعلق بالحكام بشكل مباشر، والثاني يخص استخدام تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار)، وبشكل عام لم تشهد البطولة أية حالات تحكيمية معقدة سواء قبل استخدام الفار أو بعده، ما سهل مهمة الحكام، ولكن أثارت أسماء الحكام المختارة لهذه البطولة حنق المتابعين، فقد تقدم نادي “النجوم ” المصري بشكوى رسمية إلى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) على اختيار الحكم الدولي المصري إبراهيم نور الدين ضمن حكام البطولة القارية، داعماً الشكوى بمقاطع فيديو لأبرز أخطاء الحكم الذي تعرّض للإيقاف مرتين هذا الموسم بسبب أخطائه، كما شنت مواقع التواصل الاجتماعي هجوماً كبيراً على اختيار الغامبي بكاري غاساما أيضاً، وهو الذي حكم مباراة إياب دوري الأبطال بين الترجي التونسي والوداد البيضاوي المغربي الذي توقع الجميع إيقافه أسوة بحكم مباراة الذهاب المصري جهاد جريشة، (تم إيقافه ستة أشهر لسوء أدائه)، لكنه لم يوقف، وتم اختياره ضمن الحكام أيضاً، وجرى اختيار حكم تقنية الفيديو الذي شارك جريشة الأخطاء التحكيمية في ذهاب نهائي أفريقيا الأثيوبي باملاك تيسيما ضمن حكام البطولة رغم أنه كان يستحق الإيقاف مثل جريشة، والغريب أن المتابع للبطولة يستنتج أن الاتحاد الأفريقي يقوم باستفزاز الجميع بقراراته، حيث أسند مهمة التحكيم في مبارتي نصف النهائي إلى غاساما (الجزائر ونيجيريا)، وتيسيما (تونس والسنغال).
ولم تخل مباراة تقريباً من حالة تحكيمية خاطئة، ولكن لم يظهر تأثير هذه الأخطاء حتى الدور الثاني، فبعد خروج مالي بأقدام ساحل العاج، صرح مدرب المنتخب المالي محمد مغاسوبا قائلاً: “السبب الرئيس لخروجنا يرجع إلى الأخطاء التحكيمية، فالحكم كان يطلق صافرته للاعب، وللاعب آخر لا، هذا غير عادل، خاصة ونحن في مباراة المغلوب يودع البطولة”، وادعى نجم وسط منتخب غانا توماس بارتي أن سبب خروج فريق بلاده من دور الستة عشر هو الأخطاء التحكيمية التي تعرّض لها في مباراته مع المنتخب التونسي، مشيراً إلى هدف أندريه أيو الذي ألغاه حكم المباراة.
وحول استخدام الفار الذي دخل البطولة من الدور ثمن النهائي بعد تجارب غير مشجعة قارياً آخرها في نهائي دوري أبطال أفريقيا، قرر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم تغيير الشركة المسؤولة عن استخدامه، والغريب أن الفيفا اعتمد شركة محددة لتقديم هذه التقنية، حيث قام الكاف باستخدام غيرها سابقاً، ولأن تكاليفها باهظة لم يصر إلى استخدامها قبل الدور ربع النهائي للمسابقة، وهنا يجب التنويه إلى نقطة هامة جداً، فتقنية الفار لا تقتصر على تركيب الأجهزة فحسب، بل إن قدرة الحكام على التأقلم معها وتوقيت اللجوء إليها أهم بكثير، ودليلنا الارتباك الكبير الذي ظهر على حكام البطولة منذ استخدامها، والوقت الكثير الذي استنزف في كل حالة تمت الاستعانة فيها بالفار، إضافة إلى عدم لجوء بعض الحكام إلى الفار، أو حتى قدرتهم على اتخاذ القرار السليم، ومثالنا على ذلك مباراة السنغال وبينين في الدور ربع النهائي التي انتهت بفوز السنغال بهدف نظيف، لكن المباراة شهدت إلغاء الحكم لهدف صحيح لساديو ماني بداعي التسلل دون اللجوء إلى الفار، ولو أن نتيجة المباراة اختلفت لكان إلغاء الهدف أثار هيستيريا كبيرة، وهذا يعطي فكرة واضحة عن عدم خبرة الحكام بهذه التقنية، وأن التدريب الذي خضعوا له غير جيد نهائياً.
سامر الخيّر