الصفحة الاولىصحيفة البعث

“النواب الأمريكي” يُدين تصريحات ترامب العنصرية

 

مازالت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العنصرية تتفاعل في الأوساط الرسمية الأمريكية، وخاصة في مجلس النواب، الذي أدان هذه التصريحات، الأمر الذي دفع بعض أعضاء حزبه إلى رفع صوتهم والخروج عن صمتهم، وذلك حفاظاً على قاعدتهم الانتخابية، التي باتت مهدّدة بوجود شخصية عنصرية كترامب في البيت الأبيض.
فقد صوّت مجلس النواب الأمريكي رسمياً لمصلحة قرار يدين ترامب بسبب تغريداته العنيفة والعنصرية التي استهدفت أربع نائبات ديمقراطيات ولغته العدائية تجاه المهاجرين.
وذكرت “فرانس برس” أن أربعة نواب جمهوريين انضموا إلى الأغلبية الديمقراطية في المجلس لإدانة “التعليقات العنصرية” لترامب التي “شرّعت وزادت الخوف والكراهية تجاه الأمريكيين الجدد والأشخاص الملوّنين” حسب بيان الإدانة.
وأيّد نائب واحد مستقل القرار الذي يتناول تغريدات ترامب التي طلب فيها ممن يتحدّرن من أقليات عرقية أو دينية أن “يعُدن” إلى البلدان التي جئن منها.
وانتقد القرار “قول ترامب: إن أعضاء الكونغرس من المهاجرين زملاءنا الذين يعتقد خطأ أنهم من المهاجرين، لا ينتمون إلى الكونغرس أو إلى الولايات المتحدة الأمريكية”، كما أنّب القرار ترامب أيضاً لنعته المهاجرين وطالبي اللجوء بـ”الغزاة”.
ويتمتع الديمقراطيون بأغلبية في مجلس النواب، لكن للجمهوريين الأغلبية في مجلس الشيوخ، ولذا من غير المرجّح أن يتم النظر في القرار.
ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في تشرين الثاني 2020، يبدو ترامب مصمّماً أكثر من أي وقت على استقطاب قاعدته الانتخابية البيضاء في أكثريتها وعلى العمل على بث الفرقة في صفوف خصومه الديمقراطيين.
من جهته رأى سيناتور أريزونا السابق الجمهوري جيف فليك، الذي سبق أن انتقد بشدة ترامب، أن “سكوت قادة الحزب عن كلام من هذا النوع لا يمكن تبريره”، وقال في تغريدة: “قلت مراراً إنه لا يمكن للنواب الجمهوريين الرد على كل تصريحات الرئيس، لكن عندما تكون هذه التصريحات فظيعة ومهينة لا بد لهم عندها من إدانتها”.
وكرّر شاك شومر زعيم كتلة الديمقراطيين في مجلس الشيوخ استهجانه صمت كبار المسؤولين في الحزب الجمهوري عن تصريحات ترامب، وقال في هذا الإطار: “من المخيف الملاحظة كيف يمكن للعديد من زملائنا الجمهوريين أن يتركوا العاصفة تمرّ من دون أي تعليق عليها”.
أما جو بايدن نائب الرئيس السابق والمرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة عام 2020، فقال: إن التاريخ الأمريكي “لم يشهد إطلاقاً رئيساً عنصرياً أكثر من هذا الرجل”.
وكان ترامب هاجم في سلسلة تغريدات له على تويتر أربع عضوات في الكونغرس من أصول غير أمريكية بسبب مواقفهن الناقدة له، واعتبر أن عليهن العودة إلى بلدانهن، وردّت العضوات بالمطالبة بإقالة ترامب، ولاسيما أن أجندته المليئة بالكراهية والعنصرية جعلته الرئيس الأسوأ في التاريخ الأمريكي.
إلى ذلك، اعتبرت صحيفة الغارديان البريطانية أن سياسات ترامب تعيد الولايات المتحدة إلى عصر العنصرية الذي كان فيه الزعماء المنتخبون يتحدّثون عن تفوق الرجل الأبيض، وأضافت في افتتاحيتها، والتي حملت عنوان “ترامب يريد إعادة الولايات المتحدة لماضيها العنصري، ويجب على الناخبين دفعها للأمام”، إن ترامب يخفق في فهم أو يتجاهل واحدة من القواعد الرئيسة لبلاده، وهي وجوب عدم التمييز بين الناس على أساس لون بشرتهم أو عرقهم، وأشارت إلى أن ترامب لا يعتبر إلا البيض مواطنين حقيقيين للولايات المتحدة، في وقت ينظر فيه إلى المهاجرين والأعراق الأخرى على أنهم عابرون، موضحة أن مطالبة ترامب أربع عضوات في الكونغرس هن من غير البيض إلى البلاد التي جئن منها لم يكن مفاجئاً نظراً لنهجه وممارساته التمييزية بهذا الصدد.
وأكدت أن كلام ترامب هذا يشكّل “عنصرية واضحة”، ويتماشى مع التصوّر القومي الأبيض الذي يؤيده الرئيس الأمريكي، وأشارت إلى تراجع شعبية ترامب “الذي يتجه بكل قوته صوب اليمين في وقت يبدو فيه أن مزاج الناس في بلاده يتحوّل صوب اليسار”، وفق استطلاعات الرأي.