زواياصحيفة البعثمحليات

بانتظار الفرح!

 

على الرغم من أن الوقت ما زال مبكراً إلى حدّ ما للإعلان عن معدلات القبول الجامعي، لكن البيت السوري انشغل منذ الآن “بالحكي” عنها وسط ترقب وانتظار على أحرّ من الجمر، وربما لا نبالغ بالقول إن حديث المفاضلة الجامعية (مستقبل الأبناء) يكاد يطغى اليوم على الأخبار الأخرى رغم أهميتها!.
حالة الترقب هذه باتت عادة عند السوريين، تبدأ عقب صدور نتائج الثانوية العامة، فتحمل عند البعض ذكريات طيبة، وعند البعض الآخر ذكريات مؤلمة، ومن اكتوى بلهيب المعدلات العالية وضاعت أحلامه ورغباته على أجزاء من العلامة لا يمكن أن ينسى حالة القهر التي أُصيب بها!.
قياساً لنسب النجاح الحالية هناك من يتوقع انخفاضاً في معدلات القبول في الإعلان الأول للمفاضلة، ولكن هذا ليس مضموناً، فنتائج الدورة التكميلية قد ترفع المعدلات، وتقلب الطاولة على الناجحين الذين يأملون ألّا ترتفع المعدلات إلى حدود خيالية لا تراعي القدرات المتوسطة والجيدة للناجحين، فليس كل الناجحين بمستوى متميز أو عبقري!.
وحسب المثل الشعبي “طلع على لساننا الشعر” ونحن نطالب بتطوير نظم الالتحاق بالجامعات من خلال الاعتماد على شروط ومعايير جديدة، فمن الظلم أن يبقى مجموع الدرجات هو الآمر الناهي الذي يتحكّم بتحديد رغبة الطالب دون النظر إلى ميوله الحقيقية!.
الناجحون في حالة فرح فلا تنزعوا فرحتهم بمعدلات صاروخية لا يطالها إلا من هم في قمة الذكاء، فليس بمجموع العلامات وحدها تتحقّق الرغبات، هناك طرق أكثر عدالة، يمكن أن تكون بوابة للخروج من مأزق انكماش فرص القبول، ويبقى السؤال الذي نكرّره منذ أكثر من ثلاثة عقود: هل عجزت وزارة التعليم العالي عن إيجاد أسس ومعايير توحي بالثقة والمصداقية في القبول الجامعي من خلال مراعاتها كل المستويات، أم أن الشهادة الجامعية في الكليات الطبية والهندسية ستبقى حلماً صعب المنال؟!.
هامش: في عام 2007 تحمّس المعنيون في التعليم الجامعي وعقدوا في جامعة البعث ملتقى وطنياً لتطوير سياسات القبول في الجامعات “طبلوا وزمروا له كثيراً”، لكن للأسف لم يخرج بنتيجة مرضية تُوقف مسلسل هدر الطاقات والكفاءات وهجرتها خارج البلد، وإجبار الطلبة على الدراسة في الجامعات الخاصة ذات الأقساط العالية؟!.
غسان فطوم
gassanfatom@gmail.com