أخبارصحيفة البعث

“دور الصهيونية في صفقة القرن” في محاضرة بدمشق

دمشق- ريناس إبراهيم:

بدعوة من اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني، ألقى الباحث إبراهيم عبد الكريم، رئيس التحرير في مؤسسة الأرض للدراسات الفلسطينية، محاضرة بعنوان “دور الصهيونية في صفقة القرن وفي الأحداث الجارية في المنطقة”، في المركز الثقافي العربي بدمشق.

وتطرّق الباحث عبد الكريم في حديثه إلى عدة محاور، أهمها خلفية الدور الصهيوني في السياق الجيوبوليتيكي، ومكانة اليهودية في هذا السياق، إضافة إلى الحديث عن أسباب هذا الدور ومفاعيله، مشيراً إلى مشكلة العمق الاستراتيجي الإسرائيلي، والحسابات التي يقيمها الكيان الصهيوني إزاء قضايا عديدة، ولا سيما إزاء الفلسطينيين عامة وقطاع غزة والقدس وقضايا اللاجئين، كما عرّج على ذكر الملامح العامة لما تسمى “صفقة القرن” والأطراف التي تسعى لتمريرها، وأضاف: “إن “صفقة القرن” تشكّل حلقة في سلسلة التطورات التي تشهدها المنطقة، وتتضمن آليات لإغلاق دائرة الصراع العربي- الإسرائيلي عبر حل تصفوي يترتب عليه إنجاز حسم استراتيجي صهيوني، إبادة سياسية لقضية فلسطين بحفنة من الدولارات، ويطلب معه من الأمة العربية أن تقبل بوجود الكيان الصهيوني كأمر واقع وشطب وإلغاء وجود الشعب الفلسطيني”.

وشدّد الباحث على دور الصمود الشعبي الفلسطيني في إلحاق الإخفاقات بكيان الاحتلال، إضافةً إلى أهمية استمرار مسيرات العودة وأعمال المقاومة في قطاع غزة والضفة الغربية في مواجهة المشروع الهادف إلى فصلهما، مؤكداً أن العمليات الفدائية الفردية والجماعية، وبعض المبادرات المؤسسية، وصمود الأهالي في منازلهم، كان سبباً في عجز الاحتلال عن تهجيرهم وترحيلهم عن أراضيهم، رغم عمليات الاستيطان السرطانية التي ينفذها الاحتلال.

وفي حديثه عن صفقة القرن، أكد الباحث أنها تشتمل على الاستثمارات وضخ الأموال، وتخليد الوضع القائم في الضفة الغربية والقطاع، إضافةً للتطبيع مع الأنظمة العربية، مؤكداً أن الولايات المتحدة الأمريكية ملتزمة بحماية الأمن الإسرائيلي، وهذا ما يقوده ثالوث الشر “جاريد كوشنر عراب صفقة القرن، وديفيد فريدمان السفير الأمريكي لدى “إسرائيل”، وجيسون غرينبلات مبعوث الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط”، إضافةً إلى بنيامين نتنياهو الذي يضغط على الأمريكيين للإسراع بتنفيذ الصفقة.

وعن الدور الصهيوني في الدول العربية، أوضح عبد الكريم أن الولايات المتحدة و”إسرائيل” تسعى إلى نشر حالة الفوضى في البلاد العربية، وتحاول تدمير سورية بهدف ضرب محور المقاومة.

في مداخلات لهم، لفت الدكتور محمد مصطفى ميرو رئيس اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني إلى ضرورة الاستمرار بدعم صمود الشعب الفلسطيني، وتعزيز مقاومته لتشمل كل الأراضي الفلسطينية.

ورأى الدكتور خلف المفتاح مدير عام مؤسسة القدس الدولية- فرع سورية أن الإرادة السياسية والإيمان بالقضية والثبات في الموقف عوامل مهمة في مواجهة المخططات الصهيونية التي تستهدف المنطقة، معتبراً أن الوعي العربي المبكر بأبعاد “صفقة القرن” قيدها، وأدى إلى تعثرها.

واعتبر الدكتور خالد عبد المجيد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني أن الموقف الفلسطيني الموحّد كان له دور مهم بإفشال نتائج ورشة البحرين وعرقلة الصفقة.