ثقافةصحيفة البعث

“أماســــي” تكــــرم الإعلاميـــة منـــى كـــردي

 

خصصت جلسة أماسي  في المركز الثقافي العربي- أبو رمانة- لتكريم الإعلامية منى كردي

وفي لقاء وردي باحت كردي بحنينها إلى الكلمة والكاميرا، لكنها تؤمن بأن الحياة متجددة، ولابدّ أن نتكيف ونبحث عن الإيجابيات التي نعيشها.

استهلت السيدة رباب أحمد الحديث عن منى كردي بأنها كانت نافذتنا إلى العالم الغربي، ووصفها مدير الجلسة الإعلامي ملهم الصالح بأنها نجمة الإعلام بالسبعينيات والثمانينيات، وتابع عن مسيرتها خلال نصف قرن بين عملها الإعلامي والإنساني في منظمة الهلال الأحمر، وما قدمته في حرب تشرين وسنوات الحرب الإرهابية، وعن رهانها على تطور المرأة وتحسين صورتها لدى الغرب. وعُرض فيلم وثائقي اختزل مسيرة عمل منى كردي وحياتها، إذ أتقنت العربية والفرنسية والإنكليزية وقدمت العديد من البرامج السياسية والثقافية، وتحاورت مع الرؤساء والقادة وكبار الشخصيات الثقافية وتعرّفت عن قرب إلى نجوم العالم وآمنت بأهمية العمل الجماعي لإنجاح العمل، درست في كلية الآداب –قسم اللغة الفرنسية – رغم أن علاماتها تؤهلها لدخول كلية الصيدلة، ومن ثم دخلت عالم الإذاعة عام 1968 بعد إقناع الأهل، وتطرق الفيلم إلى برامجها الهامة بالإذاعة” امرأة أين أنت الآن” والقضايا العربية في الصحافة الأجنبية وغيرها وصولاً إلى دخولها التلفزيون عام 1973وتقديمها نشرات الأخبار بالفرنسية وإعدادها البرامج وتقديمها إلى برنامجها الأشهر” نجوم وأضواء”، وتابع محطات من حياتها الخاصة ثم عملها بمنظمة الهلال الأحمر، ودمج الفيلم بين التوثيق ولقاءات تسجيلية لها في وقتنا الحالي.

المحطة الأولى كانت باستضافة صديقتها الإعلامية هيام حموي منذ أيام الجامعة، لتفاجئ جمهور أماسي بأن منى كردي ساهمت برسم قدرها حينما دعتها إلى العمل معها بالإذاعة فتقاسمت معها الدراسة والميكرفون والصداقة والزمن والعمل مع اللاجئين، وتابعت عن حبّ العطاء الذي اتصفت به كردي واستعادت ذكرياتهما المشتركة والمساهمة بتأسيسهما المكتبة الجامعية المتضمنة المقررات والمحاضرات ومساعدة الطلاب المحتاجين، وإقامة صالة معارض واستضافة الفنانين في الكلية.

الفلكلور والمعاصرة

وعاد الصالح مع كردي التي تعود أصولها إلى أرمن حلب إلى مرحلة الطفولة وتأثرها الإيجابي بأسرتها المتماسكة التي نهلت منها الحبّ، وبدراستها بمدرسة دار السلام في حلب ومن ثم في دمشق حينما انتقلت للعيش فيها مع عائلتها وهي في السابعة، وكما ذكرت كردي لم تكن مدرسة للتعليم فقط إذ تلقت فيها مبادئ الفنون، فتعلمت الموسيقا والغناء مع الكورال والرقص إضافة إلى اللغات، والأهم هو دراسة مادة الأخلاق وتنمية أسس الحوار في اجتماعات الإدارة مع الأهالي، كما تابعت الحديث عن أجواء المحبة والألفة التي اكتسبتها من الأصدقاء والمعارف. وتوقف الصالح معها عند برنامج”أنغام من العالم” مع حكمت الصبان الذي قدم أغنيات من الفلكلور العالمي، ورغم نجاحه إلا أن الجمهور كان بحاجة إلى المعاصرة فعملت مع  المخرج أسامة الروماني ببرنامج “فلاش” الذي كان  يعرض لمدة 35دقيقة باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية، ثم تطور ليصبح البرنامج الأشهر”نجوم وأضواء” وأصبح يعرض ب 45 دقيقة، وشهد انتقال التلفزيون العربي السوري من الأبيض والأسود إلى الملون، وانتقل إلى عواصم أوروبا ولقاء النجوم برفقة المخرج عماد اليافي.

الزمن لا يتكرر

ومن المحطات أيضاً إتباعها الدورة التأهيلية في هولندا عام 1974التي وصفتها بأنها مدرسة لثقافة الشعوب، وعملها بالتدريس بكلية التجارة مدة عام واحد، وأوضحت كردي بأن الشغف الإعلامي كان يسري بدمها فلم تجد نفسها بالتدريس، ليضل معها الصالح إلى المنعطف الهام في حياتها وقرارها الصعب بالابتعاد واختيارها تكوين أسرة والإقامة في إسبانيا عام 1988، ومن خلال دورة الألعاب الأولمبية التي استضافتها إسبانيا عام 1992عملت مراسلة للتلفزيون العربي السوري، وفي منتصف التسعينيات عادت إلى أرض الوطن ليفتح لها الإعلام السوري أبوابه، فدُعيت للعمل في سانا وبالتلفزيون، وللمشاركة بتأسيس الفضائية السورية، إلا أنني اعتذرت عن جميع العروض لوفائي لأسرة نجوم وأضواء وإيماني بأهمية العمل كفريق واحد والابتعاد عن “الأنا” وتمثل الـ “نحن” بالعمل التلفزيوني بالتحديد وأضافت: “حينما عدت لم أجد عائلتي” فآثرت التوجه نحو العمل الإنساني بمنظمة الهلال الأحمر منذ عام 1997حتى 2018.

حلب بالذاكرة

ولم تخل أماسي من وجدانيات خاصة يفاجئ بها الصالح جمهور أماسي حينما طلب من كردي تقديم أغنية، فنثرت السحر العاطفي بحنان صوتها وابتسامتها الدافئة وهي تسرد كلمات أغنية “لو لم تكوني موجودة”، ليكمل الصالح المفاجأة بعرضها بفيديو للنجم جون داثان.

وكانت حلب أيضاَ ضمن الوجدانيات لتقول كردي: “المكان هو الشخص” وحلب بذاكرتي، زرتها وقت الشدة في الأيام العصيبة وبعد التعافي لأبعد شبح الذكريات المؤلمة عني، لكن ارتباطي الأقوى بدمشق.

ومن الأسئلة التي وجهت لها من الجمهور حول قوة حضور الإعلام في الزمن الجميل، وتأثير مذيعات الأمس وتراجع تأثيرهن اليوم؟ فأجابت كردي بأن مستقبل سورية مع جيل الشباب وأن الإعلام رسالة وليس مهنة، ولابدّ من تأهيل الكوادر الشابة تأهيلاً جيداً، وأن النجاح لا يكون بالاعتماد على الشكل فقط، فالإعلام ثقافة وحضور ومسؤولية، ونوّهت إلى أهمية الارتقاء بالثقافة، والعمل على إدخال الثقافة بالبرامج التربوية، ومسؤولية الأهل تجاه أطفالهم بتعريفهم إلى ثقافة بلدنا وتاريخها، واطلاعهم على المشهد الثقافي، فهم مستقبل سورية ونستطيع بجيل أن نبني وطناً.

الحلم لا يتوقف

كما حفلت أماسي بشهادات من المخرج مازن لطفي الذي أكد على ضرورة التأهيل الإعلامي، ومن الأستاذ عماد اليافي الذي جال عواصم أوروبا معها وبيّن بأن “نجوم وأضواء” كان قائماً بالمعدة وهي المقدمة ومصور ومخرج، ليأتي صوت أسامة الروماني” أنظرُ اليوم إلى ما أنجزته منى ليكبر قلبي بأن الأحلام لا تتوقف عند حدّ”.

وسلم مدير ثقافة دمشق وسيم المبيض الإعلامية منى كردي درع التكريم مع مديرة المركز رباب أحمد والإعلامية هيام حموي، وأعربت كردي عن سعادتها بالتكريم وشكرت سورية التي تكرم قاماتها في حياتهم.

ملده شويكاني