الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

حكايــــة أغنيــــــة

يحكى أن شاباً عراقياً من مدينة (المسيّب) التي يشطرها نهر الفرات نصفين بين مدن بغداد وكربلاء والحلة، كان يملك قاربا صغيرا يجوب به نهر الفرات يتنقل وينقل فيه الحيوانات، والحبوب وغيرها.

اعتاد هذا الشاب بصوته الجميل الغناء أثناء تنقله بقاربه فكان الناس يقفون على شاطئ النهر مستمعين لصوته الأخّاذ، فنشأت قصة حب شديدة بين الشاب وفتاة ريفية اعتادت نقل الماء من ضفاف النهر إلى منزلها.

لم يكن يعلم بقصة حبهما سوى صديقتها “ميحانة” التي كانت تشجعها على الإفصاح بحبها له رغم أنها تعي جيدا بأن هذا الشاب كان يبادلها الحب لكنها تخشى أن يعلم الناس بقصتها.

بعد مرور مدة من الزمن حدثت حادثة أودت بحياة هذا الشاب!.. فحزنت محبوبته عليه حزنا شديداً.. وفي أحد الأيام كانت تلك الفتاة جالسة على ضفة الشاطئ تغسل الأواني قرب جسر المسيب التاريخي، فمر القارب الذي اعتاد محبوبها ركوبه، مروراً صامتا خالياً من حبيبها ومن صوته الجميل، فأحزنها وهيج عليها الذكريات، فالتفتت إلى صديقتها “ميحانة” وكانت الشمس توشك على الغروب وأنشدت هذه الفتاة الريفية منادية صديقتها:

ميحانة ميحانة/غابت شمسنا والحلو ما جانا/حياك.. حياك بابا حياك/ألف رحمة على بَيّك /هذول الـ عذبوني/هذول الـ مرمروني/وعلى جسر المسيب سيبوني/عافت عيوني النوم/بعدك حبيبي العين ذبلانة

بلوح القدر مكتوب/بهجرك حبيبي الروح ظمآنة/ظليت أنا سهران/وارعى نجومي ليش ماجانا/وأتسامر ويا الليل/واجمع همومي وروحي تلفانة

لي الدموع تسيل/من عيني دمه الروح ظميانة/خل اللي يلوم يلوم/قلبي يحبه ليش ما جانا/ويش على بيه الناس/كل من بدربه الحلو خلانا/واللي فديته الروح/روحي ظلمه بس كَم خلاّنه/هذول الـ عذبوني/هذول الـ مرمروني/وعلى جسر المسيّب سيّبوني.