ثقافةصحيفة البعث

“صلاة لملك البحار”.. نثر القصيدة وريشة الألوان

صدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب وضمن سلسلة “إبداعات شابة” النصوص النثرية “صلاة لملك البحار” تأليف الفنان رامز حاج حسين المعروف برسوماته وألوانه، حيث يضم الكتاب نصوصاً نثرية للكبار يكتبها حاج حسين لأول مرة ليعبر من خلالها عما يدور في خلده وهي نصوص تتلمس خطاها بين نثر القصيدة وريشة الألوان.

المعاناة السورية
يرى حاج حسين أن أهمية هذه النصوص تنبع من كونها الأولى ودائماً ماكان الكشف الأول ملهماً للروح ومحفزاً لها لتلقي انطباعات المتلقين والمحيط الثقافي عن هكذا تجارب، وكذلك لكونها جاءت كتعبير عن كل مايجول في خلده خلال فترة المعاناة السورية وقد تنوعت مواضيعها بين الحكاية والترميز الأسطوري لرحلة معاناة السوريين، وكيف كان معظم التصدي لها مزيج فريد من الألم المغلف بابتسامات والتفاف فطري حول الألم، موضحاً أن النصوص تم اختيارها من بين مجموعة كبيرة من النصوص المبعثرة لديه فوق صفحات دفاتر المسودات وأنه مازال هناك الكثير مما يمكن البوح به وقد أسعدته الانطباعات الأولية عن هذه التجربة والتي أعطته زخماً آخر ودافعاً معنوياً كبيراً للاستمرار في التجربة بمواضيع غرائبية جديدة واتباع نهج مماثل لما قام به في “صلاة لملك البحار” مذكراً حاج حسين أن الكتاب وقع وهو في نسخته الأولى كأوراق متناثرة ومخطوطات باليد بمحض المصادفة بين يدي صديقه الشاعر قحطان بيرقدار، حيث استوقفته النصوص بطريقة أثرت فيه من خلال كلمات التشجيع والمديح منه ليتحول بعدها لمشروع كتاب فكان بيرقدار خير ناقد وداعم له في هذا العمل.

بين القلم والريشة
ولأن الفنان دائماً ما يكون غير راضِ تمام الرضى عما يراه في لوحته كلما عاد إليها وتأمل ملامحها، يؤكد حاج حسين أنه في هذه التجربة عامل نصوصه بنفس الطريقة فكلما قرأها أحد المقربين منه أو اطلع هو عليها شذبها وقلمها وأضاف منمقات أو حذف عبارات حتى ظهرت بشكلها النهائي، ولا يرى حاج حسين اختلافاً مابين القلم والريشة وما بين الكتابة والرسم، بل تكامل وتضافر لأن الكلمة عنده لون للريشة والألوان حبر لقلمه لذلك سنجد في الكتاب الريشة والقلم يخطان معاً على تلك المساحات البيضاء ما يجول في الخاطر، موضحاً أنه يهرب دائماً إلى الرسم عندما تحار الكلمات في التعبير عما يريده وعندما تعجز أو تختنق الكلمات في مآقي القلم ويكتب بالحروف حين تعجز ريشته عن رسم لوحة ما أو استحضار تكوينها وعناصرها للتعبير عن الموقف، من هنا يجد حاج حسين أن العلاقة معقدة بينهما كتعقيد الروح وأحلامها وتشابك والتفاف أغصان زيتونة كبيرة عتيقة، مع تأكيده على أن الرسم لا زال هو أساس التعبير بالنسبة له، ولهذا نجد في مقدمة كل نص لوحة تعبيرية عن روح هذا النص رسمها ثم عبر عنها بالكلمات جاعلاً “اللوحة والكلمة” مترادفين في السير نحو ذائقة المتلقي.
وشكر حاج حسين وزارة الثقافة والهيئة العامة السورية للكتاب ومديرية التأليف، وكل من سانده ودعمه في مشوار إطلاق هذا الكتاب.
أمينة عباس