دراساتصحيفة البعث

روسيا تتجه نحو التخلي عن الدولار

ترجمة: لمى عجاج

عن موقع بلومبرغ 4/8/2019

بدأ عدد متزايد من الدول، ليس فقط في الشرق ولكن أيضاً في أوروبا، التفكير بكيفية تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، فإلغاء الدولار بات حقيقة واقعة، فما هو البديل هل هو، اليورو، اليوان، أو البتكوين؟.

 

تعمل روسيا بناءً على تعهد من الرئيس فلاديمير بوتين على تقليص دور الدولار في التجارة الدولية، بالتزامن مع التوتر الذي تشهده العلاقات بين واشنطن وموسكو، هذا التحوّل هو جزء من إستراتيجية “لتخفيض الدولار” في الاقتصاد الروسي ومن أجل تقليل التعرّض للتهديد المستمر بالعقوبات الأمريكية، فعلى الرغم من تمكّن البنك المركزي التخلّص بسرعة من نصف مقتنياته بالدولار العام الماضي، إلا أن التقدم في التجارة كان بطيئاً بسبب الاستخدام الراسخ للعملة الأمريكية في العديد من المعاملات، بسبب فرض الولايات المتحدة لمزيد من العقوبات على روسيا لاستخدامها المواد الكيميائية.

ارتفعت حصة اليورو في الصادرات الروسية للربع الرابع على التوالي على حساب العملة الأمريكية، ووفقاً لبيانات البنك المركزي فقد تجاوزت العملة الموحدة الدولار في التجارة مع الاتحاد الأوروبي والصين، وارتفعت تجارة الروبل مع الهند. كما لم تتغيّر حصة الدولار في معاملات الاستيراد وبقيت عند حوالي الثلث. وقال ديمتري دولجين الاقتصادي في بنك “آي إن جي” في موسكو: “كان هناك حافز قويّ للتغيير ليس بالنسبة لروسيا فحسب، بل لشركائها التجاريين أيضاً”، وأضاف: “يواجه الاتحاد الأوروبي الآن ضغوطاً تجارية من الولايات المتحدة، الأمر الذي يدفعهم لمحاولة التقليل من الاعتماد على الدولار”.

اقترب اليورو من أن يحلّ محل الدولار باعتباره العملة المفضّلة للصادرات الروسية إلى الاتحاد الأوروبي، مع ارتفاع حصته إلى 42% في الربع الأول من 32٪ في العام السابق، لا تزال روسيا تعتمد على الدولار في أكثر من نصف تجارتها السنوية البالغة 687.5 مليار دولار، وربما هذا ما حفّزها على التخلي عن الدولار والبحث عن عملة بديلة، والسبب هو أن الشركات الروسية عانت من تأخر نحو ثلث المدفوعات الدولية “الدولارية” بسبب العقوبات الأمريكية. وقال وزير المالية الروسي أنتون سيلوانوف في ديسمبر/ كانون الأول: “إن الشركات الغربية تعاني من تأخر في تحويل المدفوعات إلى الشركات الروسية، لأنهم يتحقّقون من وحدة متابعة تنفيذ العقوبات الأمريكية على روسيا عما إذا كانت الشركات التي يتعاملون معها تخضع للعقوبات أم لا”. هذا وقد زادت حصة اليورو أيضاً في التجارة الروسية البالغة 108 مليارات دولار مع الصين، حيث قفزت إلى أكثر من ثلث اتفاقيات التصدير في الربع الأول من لا شيء تقريباً في بداية عام 2018، غطى هذا التحوّل على مبيعات السلع في روسيا وعلى عقود الدولة الكبيرة، وكان سبباً في تسارعها من خلال تطوير البنية التحتية للمدفوعات في البنك المركزي والمقرضين، وذلك بحسب صوفيا دونتس الخبيرة الاقتصادية في رينيسانس كابيتال في موسكو.

لقد بدا واضحاً أن هذا التحوّل هو الأكثر دراماتيكية وخاصة في تجارة روسيا البالغة 11 مليار دولار مع الهند، حيث شكّل الروبل ثلاثة أرباع إجمالي التسوية في الصادرات بين السوقين الناشئين بعد أن اتفقا على طريقة دفع جديدة من خلال عملاتهم الوطنية لصفقات الدفاع بمليارات الدولارات، ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه لأن البنية التحتية للمعاملات بالعملات البديلة آخذة في التحسّن، هذا ما قالته دونتس من شركة رينيسانس كابيتال.