مجلس الأمن الدولي يدعو لخفض وتائر العنف في ليبيا
على خلفية مقتل ثلاثة موظفين للأمم المتحدة جراء تفجير سيارة مفخخة في مدينة بنغازي، حثّ مجلس الأمن الدولي جميع الفرقاء الليبيين على خفض وتائر العنف في البلاد، وأعرب القائم بأعمال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، أثناء اجتماع طارئ عقده مجلس الأمن أول أمس بطلب من فرنسا، عن دعم موسكو لوقف العمليات القتالية في الأراضي الليبية بأسرع وقت ممكن.
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أهمية أن تمارس أطراف النزاع ضبط النفس، وأبدى تفاؤل موسكو إزاء الاتفاق المبرم مؤخراً بين “الجيش الوطني الليبي” بقيادة المشير خليفة حفتر وحكومة الوفاق، على إعلان هدنة إنسانية خلال أيام عيد الأضحى، معرباً عن أمل روسيا في أن يكون وقف إطلاق النار مستداماً، مشيراً إلى أن إلقاء اللوم على أي من طرفي النزاع أمر غير بنّاء، لأن الوضع المأساوي الذي تمر به البلاد حالياً نتيجة مباشرة لتفكك الدولة الليبية جراء أحداث عام 2011.
من جانبها، دانت ممثلة فرنسا في الاجتماع آنا غوفين التفجير الذي أودى بأرواح موظفين أمميين، وشددت على ضرورة إجراء تحقيق في الحادث وملاحقة المسؤولين عنه، مشيرة إلى أن النزاع الليبي دخل مرحلة حرجة، مؤكدة أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة، وحثت جميع الفرقاء الليبيين على الالتزام بالهدنة الإنسانية.
وأكدت مندوبة بريطانيا الدائمة لدى الأمم المتحدة، كارين بيرس، أيضاً ضرورة ملاحقة المسؤولين عن هجوم بنغازي، داعية طرفي النزاع إلى الالتزام بوقف إطلاق النار واتخاذ خطوات في سبيل تعزيز الثقة المتبادلة.
بدوره، أشار ممثّل الولايات المتحدة في الاجتماع جوناثان كوهين إلى أن ما حصل في بنغازي يدل على ضرورة خفض وتائر العنف في البلاد، مناشداً جميع الأطراف المضي قدماً في تخفيف حدة التوتر.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أدان بأشد العبارات التفجير الإرهابي الذي وقع قرب مجمع تجاري في مدينة بنغازي شرق ليبيا، ودعا في بيان إلى احترام الهدنة الإنسانية التي وافقت عليها كل الأطراف الليبية بدعوة من مبعوثه الخاص والعودة لطاولة المفاوضات سعياً إلى مستقبل سلمي يستحقه الشعب الليبي، مطالباً في الوقت نفسه السلطات الليبية بعدم ادخار أي جهد في تعقب المدبرين للتفجير الإرهابي وإحالتهم للعدالة بسرعة. وتشهد ليبيا منذ عدوان حلف شمال الأطلسي “ناتو” عليها عام 2011 حالة من الفوضى والانفلات الأمني في ظل انتشار السلاح والتنظيمات الإرهابية التي تحاول فرض نفوذها وسيطرتها على مختلف المدن والمناطق، بينما يتنازع السلطات حالياً طرفان أساسيان هما حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج والحكومة الموازية العاملة في شرق ليبيا التي يدعمها مجلس النواب في مدينة طبرق والجيش الليبي بقيادة حفتر.