رياضةصحيفة البعث

التداعيات الاحترافية تضع كرة الكرامة بموقف حرج

 

حمص– نزار جمول

يبدو أن الانتماء للنادي أصبح عملة نادرة في رياضتنا عامة، وكرتنا خاصة، فلم يعد اللاعب يهمه أمر ناديه حتى لو كان بأمس الحاجة له، واحترافنا الذي مازال يعرج في كل تفاصيله ساعد اللاعبين على التمرد، واعتبار الاحتراف أحد أهم حقوقه الشخصية، وذلك لأن مفهومه عند لاعبينا مازال يقتصر على الناحية المادية، متناسين أن الاحتراف يبدأ من كون الرياضة تربية، وانتماء، وأخلاق، وينتهي عند الأمور المادية، وما حصل مع إدارة نادي الكرامة مؤخراً بشأن ضم لاعبي المنتخب الوطني: عمرو جنيات، وتامر حاج محمد، وهما من أبناء النادي الأزرق، وضعها في موقف حرج جداً أمام جماهيرها التي لم تستوعب الطريقة التي تصرف بها اللاعبان تجاه ناديهما عندما اتفقا معه ووقعا لناديين آخرين.

إدارة النادي عبر مكتبها الإعلامي استغربت عدم تنفيذ الاتفاق الذي تم بينها وبين اللاعبين بشأن اللعب للفريق للموسم القادم، فعمرو جنيات تم الاتفاق معه مبدئياً على عقد قيمته 22 مليون ليرة سورية مع مكافأة نهاية الموسم، ومع ذلك فوجئت الإدارة بأنه اتفق مع نادي الوحدة الذي يلعب في اللاذقية بدورة تشرين، وحاولت الإدارة ثنيه عن ذلك بزيادة مبلغ التعاقد ليصبح 25 مليون ليرة مع راتب شهري 250 ألف ليرة، لكنه رفض بحجة أنه مل من الأخذ والرد، وتعاقد مع الوحدة، أما اللاعب تامر حاج محمد فقد طلب 50 مليون ليرة صافية لموسم واحد، وتم إقناعه بتخفيض المبلغ، ووافق على تنزيله خمسة ملايين ليرة، وبعد عودة المنتخب من العراق عادت المفاوضات مجدداً معه، لكن التعنت كان العنوان، وأصر على 40 مليون ليرة كعقد وراتب شهري 350 ألف ليرة، وحاولت الإدارة معه جاهدة لكنه رفض بشدة تنزيل قرش واحد، وعلى الأغلب تعاقد مع نادي حطين.

والأهم من كل ذلك أن قانون الاحتراف في اتحادنا الكروي مازال يتخبط ما بين حقوق اللاعب والنادي، حتى إنه لم يصدر أية تعليمات احترافية واضحة بشأن التعاقدات، لتصبح بورصة التعاقدات مفتوحة على مصراعيها، والدوري القادم سيكون شاهداً على أسوأ احتراف كروي شهدته الملاعب الكروية، وخاصة أن ناديين أو ثلاثة اصطادوا معظم اللاعبين المتميزين، لتكون المنافسة بين هذه الأندية الثلاثة، أما باقي الأندية فستكون مجرد ضيف شرف في هذا الدوري.