بعد هزيمة إرهابييها.. واشنطن تهدّد بفرض عقوبات على المشاركين في المعرض بمشاركة 38 دولة ومئات الشركات.. معرض دمشق الدولي ينطلق اليوم
تنطلق اليوم فعاليات معرض دمشق الدولي، تحت شعار “من دمشق.. إلى العالم”، بمشاركة دولية واسعة، وستتواجد شركات محلية وأجنبية، بزيادة 500 شركة عن العام الماضي، إضافة إلى حضور وفود رجال أعمال من العراق وعمان والإمارات ولبنان وإيران وغيرها من الدول الصديقة والشقيقة، لتبشّر سورية بانتصاراتها على كل محاولات الضغط والحصار، والنيل من هذا الوطن، موطن الإنسانية ومهد الحضارات، ولتؤكّد أنها ماضية في البناء والإعمار، رغم الحرب الإرهابية والعقوبات الغربية.
في الأثناء، تواصل الولايات المتحدة الأمريكية سياساتها العدائية ضد سورية، عبر استهدافها بشكل مباشر، أو من خلال دعم الإرهاب، أو فرض الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب غير الشرعية على الشعب السوري. وآخر ما تفتقت عنه الذهنية الأمريكية، بعد فشلها سياسياً وهزيمة إرهابييها ومرتزقتها عسكرياً، هو تهديد واشنطن للشركات التجارية أو الأفراد الذين سيشاركون في معرض دمشق الدولي بدورته الحادية والستين، التي تنطلق اليوم، بفرض عقوبات بحقهم، وفق بيان للسفارة الأمريكية بدمشق على صفحتها على موقع فيسبوك، قالت فيه: “إنها لا تشجّع على الإطلاق الشركات التجارية أو الأفراد على المشاركة في المعرض”، مضيفة: إن الولايات المتحدة “ستواصل مع حلفائها الضغط على الحكومة السورية من خلال فرض عقوبات اقتصادية قاسية”.
ويرى مراقبون أن التهديد الأمريكي الجديد يشكّل إرهاباً اقتصادياً جديداً، ووسيلة لزعزعة استقرار سورية، بعد إخفاق تدخلات واشنطن السياسية وممارساتها العدوانية العسكرية، ودعمها للإرهاب، ويؤكّدون أن مصير تهديد واشنطن الفشل، إذ إن المعرض، والذي يقام تحت شعار “من دمشق إلى العالم”، يأخذ زخماً جديداً هذا العام، في ظل إعلان 38 دولة مشاركتها بصفة رسمية، فيما تجاوزت المساحات المحجوزة ضمنه الـ 100 ألف متر مربع، وهي أكبر مساحة بتاريخ المعرض، إضافة إلى زيادة عدد الشركات المشاركة بنحو 500 شركة عن العام الماضي.
الخارجية الروسية أدانت التهديد الأمريكي، وقالت في بيان: “إن محاولات واشنطن تعطيل معرض دمشق الدولي تتناقض مع قرارات المجتمع الدولي بشأن سورية.. وإننا نعتبر استمرار الولايات المتحدة علناً بحجب الجهود التي تبذلها القيادة السورية بعد الأزمة بشأن إعادة الإعمار في البلاد أمراً ضاراً بوحدة وسيادة سورية وسلامة أراضيها، ويتعارض بشكل مباشر مع نص وروح قرارات المجتمع الدولي بشأن سورية، بما في ذلك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254”.
وأضاف البيان: إنه منذ الـ 22 من آب “تظهر على الموقع الالكتروني للسفارة الأمريكية في سورية دعوات متتالية تحثّ على عدم حضور معرض دمشق، وتهدد بفرض عقوبات من قبل وزارة الخزانة الأمريكية”.
ووصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحفي أمس الأول، التهديد الأمريكي بأنه “غير مقبول”.
بالتوازي، أكد عدد من الخبراء والمحللين الروس أن مشاركة الشركات الروسية في الدورة الـ 61 للمعرض تأتي تكريساً للعلاقات الوطيدة بين البلدين والشعبين الروسي والسوري، وتهدف للمساهمة في إعادة الإعمار.
وقال رئيس الجمعية الروسية للصداقة والتعاون مع البلدان العربية فياتشسلاف ماتوزوف: “إن الشركات الروسية تنتظر إقامة معرض دمشق الدولي للمشاركة بفعالياته باعتباره تظاهرة اقتصادية مهمة ليس على صعيد سورية وحسب، بل على الصعيد الإقليمي أيضاً”، وأشار إلى أن هناك حاجة ملحة اليوم لمساهمة رجال الأعمال في عملية إعادة إعمار سورية، موضحاً أن الشركات الروسية لا بد أن تكون في مقدمة هذه العملية للمساهمة في إعمار سورية وتطورها.
بدوره قال كبير الباحثين في مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الاستشراق الروسي بوريس دولغوف: “إن معرض دمشق الدولي كان ولا يزال يشكّل تظاهرة اقتصادية كبيرة”، موضحاً أن إحدى المهمات الكبيرة والملحة المطروحة أمام سورية حالياً تتمثّل في إعادة إعمار الاقتصاد ومشاريع البنية التحتية، ويتوجب بصورة بديهية إسهام الشركات الروسية في هذه العملية.
وقال الخبير السياسي عضو رئاسة جمعية الصداقة والعلاقات الثقافية بين روسيا وسورية فلاديمير بونوماريوف: “إن مشاركة الشركات الروسية في معرض دمشق الدولي دليل إضافي على أن العلاقات الروسية السورية تستند إلى الثقة المتبادلة بين قيادتي الدولتين، وتقوم على أساس التضامن بين الشعبين الروسي والسوري”، مشدداً على أن هذه العلاقات وطيدة، وتعمّدت بدم الشهداء من الجانبين في الحرب ضد الإرهاب الدولي على الأرض السورية.
إلى ذلك، أعلن وزير الصناعة في جمهورية شبه جزيرة القرم الروسية أندريه فاسيوتا أن وفداً من فعاليات الجمهورية سيشارك في المعرض، وقال: “الوفد يضم ممثلين عن الوزارات والإدارات المعنية، وكذلك عن مجتمعات الأعمال وبيت التجارة سورية القرم”، ولفت إلى أنه سيتم افتتاح جناح شبه جزيرة القرم في معرض دمشق وعرض المنتجات الكهربائية ومعدات اللحام، إضافة إلى منتجات الصناعة الكيميائية والمنتجين الزراعيين، وكذلك المعادن وأحواض بناء السفن.
وفي السياق نفسه، أعلن مسؤولون إيرانيون أن نحو مئة شركة إيرانية ستشارك في المعرض، وقال رئيس الهيئة الإدارية ومدير عام شركة المعارض الدولية التابعة لوزارة الصناعة والمعادن والتجارة الإيرانية الدكتور بهمن حسين زاده: “إقامة معرض دمشق الدولي بدورته الـ 61 تعكس قدرة سورية وتعافيها من الأزمة التي مرت بها”، موضحاً أن هذه الدورة تحظى بأهمية كبيرة جداً، ولا سيما في ظل الإجراءات الاقتصادية القسرية الغربية المفروضة على سورية، فيما أكد مستشار النائب الأول للرئيس الإيراني، ورئيس لجنة تنمية العلاقات الاقتصادية السورية الإيرانية العراقية، حسن دانائي فر، أن المشاركة الإيرانية هذا العام ستكون أكثر فاعلية.
من جانبه أكد مدير الجناح الإيراني المشارك في المعرض محمد رضا خانزاده أن المشاركات الدولية اللافتة في فعاليات المعرض تؤكّد أن سورية تجاوزت الأزمة وانتصرت على الإرهاب، مبيناً أن إيران ستشارك بجناح بمساحة 1200 متر مربع، والعشرات من الشركات في مجال الصناعات الثقيلة والسيارات وغيرها، منوّهاً بالتسهيلات التي تقدمها الحكومة السورية للمشاركين في المعرض.
إلى ذلك، أكد برلمانيان مصريان أن إقامة المعرض تمثّل عنواناً لعودة الاستقرار إلى سورية وانتصارها في حربها ضد الإرهاب وداعميه، وقالت البرلمانية المصرية اليزابيث شاكر: “إن إقامة وتنظيم سورية معرض دمشق الدولي رغم الحرب التي تخوضها ضد الإرهاب إنما تعبّر عن أنها تسير بخطوات ثابتة نحو المزيد من الإنجازات”، وأضافت: “إن سورية أصبحت أنموذجاً وقدوة للجميع في السير بخطوات ثابتة ومتوازية في الحرب ضد الإرهاب والتقدم الاقتصادي على حد سواء”، لافتة إلى أن معرض دمشق الدولي يؤكد الثقة بالنفس التي يتمتع بها الشعب السوري.
بدوره قال البرلماني المصري أحمد إمبابي عضو لجنة الشؤون العربية: “إن إقامة معرض دمشق الدولي في ظل الحرب الإرهابية التي تشن على سورية إنما تعكس قدرة الشعب السوري على الصمود والتقدّم”.
كما أكد سفير جمهورية الصين الشعبية بدمشق فيونغ بياو أن تهديد الولايات المتحدة الأمريكية بفرض عقوبات على المشاركين في المعرض لن يثني الشركات الصينية عن المشاركة في فعالياته، ولفت إلى أن معرض دمشق الدولي يعد مصدر قوة للشعب السوري ونافذة لتطوير اقتصاد سورية، مؤكداً أن تهديد واشنطن بفرض عقوبات على المشاركين بالمعرض لن يثني الشركات الصينية عن المشاركة، ونحن نشجعها على الحضور إلى دمشق لتأكيد عمق علاقات الصداقة بين الشعبين الصيني والسوري.
وكشف السفير الصيني أن 58 شركة صينية ستشارك في فعاليات معرض دمشق الدولي هذا العام، وهو عدد يفوق بكثير مشاركتها خلال السنوات الماضية، كما أن مساحة الأجنحة التي حجزتها الصين زادت على 380 متراً مربعاً، وبيّن أن الشركات التي ستحضر فعاليات المعرض تعمل في 4 مجالات، أولها يختص في معدات ومواد إعادة الإعمار كمواد البناء والألمنيوم والمحركات ومواد الزخرفة والديكور وتوليد طاقة الرياح والمعدات الصناعية، وثانيها مختص بالتجهيزات المكتبية والطاقة الشمسية والأجهزة الكهربائية المنزلية ومعدات صنع الأدوية واللوازم الطبية، وثالثها يختص بالمنتجات ذات التكنولوجيا المتقدمة كأجهزة الأشعة تحت الحمراء والمنتجات الرقمية، ورابعها يختص في مجال استيراد وتجميع وتصنيع السيارات.