ثقافةصحيفة البعث

في تجربته السينمائية الأولى الليث حجو: “الحبل السري” رسائل المرأة في زمن الحرب

 

بعد أن تم تقديمه في العديد من المهرجانات المحلية والدولية وحصوله على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان الأفلام القصيرة دوش بنسخته الثامنة في فرنسا تسنَّى لجمهور دمشق مؤخراً متابعة فيلم “الحبل السري” تأليف رامي كوسا إخراج الليث حجو في أول تجربة سينمائية كانت حصيلة ورشة أقيمت لمجموعة من الكتاب والمخرجين السوريين في بيروت مؤخراً بدعم من الاتحاد الأوربي لتمكين دور المرأة في السينما السورية، حيث يسلط الضوء على قصة زوجين تعرض حيّهما للحصار وتدخل الزوجة في مخاض مبكّر يستحيل معه وصول القابلة إليها بسبب وجود قنّاص يترصّد العابرين، وقد عبَّر المخرج حجو في جلسة النقاش التي عقدت بعد الانتهاء من عرض الفيلم بوجود الكاتب رامي كوسا وبطلي الفيلم يزن خليل ونانسي خوري عن سعادته بالحفاوة التي استقبل بها من قبل الجمهور الذي عبَّر عن إعجابه الشديد بالسينما التي قدمها، مشيراً إلى أهمية عرض الفيلم في المهرجانات الدولية لنقل وجهة نظرنا للمشاهد الغربي الذي يسمع وجهات نظر مختلفة عما يجري في سورية، منوهاً إلى أن الفيلم لا يسلط الضوء على عملية الولادة فقط بل يتحدث عن الرسائل التي كانت ترسلها المرأة وهي رسائل الحب والسلام، موضحاً أنه بدأ الإخراج التلفزيوني عام 2001 وتأخر في خوض تجربة الإخراج السينمائي إلى أن وجد الفكرة المغرية والشرط المناسب ولم يخفِ أنها كانت مسؤولية كبيرة، وهو لا يدّعي معرفته الكاملة بفن السينما وأنه ما زال يتلمس طريقه فيها، لأنه عالم مختلف وصعب ومغرٍ في الوقت ذاته، معترفاً أن تجربته كان من الممكن أن تكون أفضل، موضحاً أنه استهلك وقتاً طويلاً بعد أن قرأ النص ليختار الممثلين ومواقع التصوير للوصول إلى النتيجة النهائية التي شاهدها الجمهور، منوهاً إلى أن عروضاً عدة تلقاها سابقاً من مؤسسة السينما،إلا أن عدم وجود شرط فني منعه من ذلك، متمنياً أن يتوفر هذا الشرط ليتعاون مع المؤسسة.

مسؤولية كبيرة
أما الكاتب رامي كوسا فقد أشار إلى أنه ابن الحرب ويعرف يومياتها، لذلك لم يستطع الانفصال عما كان يجري حوله، وما كتبه كان جزءاً من حكايات شاهدها أو سمع عنها، ومنها فعل الولادة في ظل ظروف الحرب غير الصحيحة، مشيراً إلى أن الحكاية قد تكون مكررة ولكن الأهم في الدراما ليس ماذا ستقول بل كيف، مبيناً أنه لا مشكلة في استمرار الدراما بتقديم ما حدث أثناء الحرب، فأعمال كثيرة ما زالت تنجز عن الحرب العالمية الأولى، مؤكداً وهو الذي أنجز عدة أفلام قصيرة أن التعامل مع مخرج قدير كحجو سهَّلَ إنجاز الفيلم وجعله أجمل وأن العمل معه حمَّله مسؤولية كبيرة.

المرة الأولى
ولم تخفِ نانسي خوري بطلة الفيلم أن دورها في تجسيد شخصية المرأة الحامل وهي في حالة الوضع كان صعباً، وهي في كل مرة تشاهده تبدو وكأنها المرة الأولى، منوهة إلى أنها استفادت كثيراً من تجربة والدتها كقابلة قانونية، كما شاهدت العديد من فيديوهات الوضع، ويسعدها أن تكون جزءاً من صنّاع الفيلم لرسائله المتعددة، وأهمها تأثير الحرب على المرأة ومهمتها في استمرار الحياة، شاكرة حجو الذي أتاح لها فرصة المشاركة في هذا الفيلم.
يُذكَر أن الفيلم عُرض بالتعاون بين الغرفة الفتية الدولية–دمشق ووزارة الثقافة ودار الأسد للثقافة والفنون وبرعاية شركة مرجان والمدينة إف إم وقد كرمت الغرفة الفتية المشاركين في الفيلم وهو من تمثيل نانسي خوري، يزن الخليل، ضحى الدبس، جمال العلي، سناء سواح وآخرين.

أمينة عباس