ثقافة

حيويـــــــة التشكيل السوري

تبدأ الفعاليات الحقيقية للفن التشكيلي مع بداية فصل الخريف حيث افتتاح المعارض وعقد الندوات الحوارية، هكذا هي العادة التي تتوج بمعرض الخريف السنوي الذي تقيمه وزارة الثقافة، إلا أن الواقع منذ سنوات قليلة أضحى شيئا مختلفا ففصل الصيف شهد نشاطا تشكيليا ترفيهيا تحول إلى مهرجان فنون ونحت، حيث أقيمت في هذا الصيف أهم الملتقيات النحتية، ففي طرطوس أقيم ملتقى النحت الدائم في بلدة النقيب بمشاركة كبيرة من خبرات النحت السوري، وكانت النتيجة مجموعة من الأعمال النصبية التي تقارب في ارتفاعها الثلاثة أمتار من الحجر التدمري، كما انتهت منذ أيام فعاليات ملتقى نحتي آخر أقيم بالتعاون بين مديرية الفنون الجميلة وشركة انترادوس للتطوير السياحي وضمن تراسات فندق جونادا السياحي في طرطوس، حيث أقيم معرض للأعمال المشاركة والتي أنجزها مجموعة منتقاة من النحاتين والنحاتات السوريات أنجزوا أعمالهم على مادة الخشب، كما شهدت العاصمة عددا من المعارض الفردية والجماعية وأهمها المعرض الذي أقيم في صالة اتحاد الفنانين التشكيليين في الفردوس برعاية محافظ دمشق وضم بعض مقتنيات الصالات الخاصة، كما استمرت صالات المراكز الثقافية في تقديم التجارب الجديدة وبمعدل ثلاثة معارض كل شهر في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة مثلا، كما استضافت قلعة دمشق ملتقى النحت على الخشب “سورية جسر المحبة السنوي الثالث”، ولا نغفل المشاركة السورية الكبيرة في مهرجان الفنون التشكيلية الذي أقيم في بيروت ” آرت فير بيروت ” وحضور للشباب التشكيلي السوري في جانب آخر لهذا المعرض بصيغة جديدة دعت إليها إدارة الآرت فير للبحث عن مواهب واعدة في المنتج العربي والشمال أفريقي .

هذا النشاط يؤكد عافية الحال التشكيلي على مستوى عدد الأنشطة ومستوى النوع مما يؤكد انتفاء حال الموسمية ونفيها في العروض التشكيلية التي يدعيها البعض ،  مما يعني أن هناك كما ثقافيا لا بد من البحث فيه عن الحالات النوعية وتقديمها ودعمها خاصة على مستوى الشباب وعدم الوقوف عند الحالة الموسمية التي يكرسها بعض المشتغلين في إدارة الحياة الفنية ، متغافلين لأهمية التشكيل السوري وحيويته كثقافة وحياة .

أكسم طلاع