الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

فارس تشرين

شعر د. صابر فلحوط

يا أنت يا كبراً بجبهتنا
يزهو بظل شموخه الشمـم
بشّر بفجر البعث قافلة
تغفو على أضلاع قيدهـــم
واصمد لتبعث أمة غرقت
في ألف بحر من وعودهم
واقدح زنادك تشتعل دول
الديكور(لا عرب ولا عجم)
خل سياط الغدر تحرقنا
خل الرعاة تســوقها الغنــم
ولنمض في الصحراء دون هدى
ومزادنا التشـــريد والألـــم
يجثو على أشلاء مهجتنا
الأســـودان: اليـأس والنـــدم
نمنا كأهل الكهف لا أمل
يـــــــرجى ولا نبـض ولا حـــــــــــــلـــم
هم هكذا شاءت سياستهم
يا سوء ما ساسوا وما رسموا
إنا لنسقي الصبح من دمنا
****
فانــع عليــهم طـول ليلــهم
لن يترك الميدان فارسه
لا، لم تزل لنسورها القمم
إن يكب عبر الساح مختضباً
فهديره البركـــان والحمــم
لا تحفلن بموجة طفرت
فعلى قرون الشط تنحطــم
نحن الأولى رهن بقبضتنا
يوم العراك العرش والصنم
إنا لنسقي الصبح من دمنا
فانــع عليهــم طول ليلهــم
****
حصّن ذرى تشرين يا أملاً
وعيوننا لشبولك الأجم
للمجــــد ما نبنــي لأمتنـــا
وشعاع رايك جحفل عرم
ضاقت فقلنا من يفرجها
وقد تداعى الحل والحرم
كل الذرى راحت مطأطئة
هاماتها إلاك يا علم
كل القلوب تفطّرت فرقا
والنار عندك وهجها شبم
فن السياسة أن توازنها
في آنها إذ – لاؤها – نعم
والعبقرية أن تقول -نعم –
وزناد – لائك – نارها ضرم
فتمد – شعرة- شيخنا- فإذا
أرخوا شددّت، وحقــك الحكــم
لو أن من ناديتهم عرباً
أسمعتهم لكنهم (عجم)
فاشدد رباط خناقهم فغداً
يتنمرون إذا انقضى الحلم
لا بأس، بل لا يأس موعدنا
والفجر ساعات وتنصرم
وستقرأ الأجيال ما كتبت
يمناك إذ عنوانه الشمم
وبأن – أقصانا – مقدسة
حجاره سيعود رغمهم
فليشربوا البحر الذي ركبوا
والحقد يغلي في صدورهم
ويل لهم من نار نقمتنا
الموت يركع يوم ننتقم