الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

في ذكرى تشرين التحرير.. مواصلة الحرب ضد الإرهاب بمختلف مسمياته وتحرير كل أرض محتلة قيادة الحزب: شحذ الهمم في معركتنا المفصلية ضد قوى الاستعمار الجديد والصهيونية وتابعيهم التكفيريين

تحتفل اليوم جماهير شعبنا وحزبنا بالذكرى السادسة والأربعين لحرب تشرين التحريرية المجيدة، وسورية، شعباً وجيشاً وقائداً، مصمّمة أكثر من أي وقت مضى على استكمال الحرب ضد الإرهاب بمختلف مسمياته حتى تطهير كل الأراضي السورية منه، ودفع المسار السياسي قدماً بما يحقق تطلعات الشعب السوري في الحفاظ على سيادة وطنه واستقلاله ووحدته، واستعادة كافة الأراضي المحتلة، وبناء مستقبل آمن ومزدهر للأجيال القادمة.
حرب تشرين التحريرية، التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد، لم تكن محطة تاريخية وحسب، بل كانت “معجزة عسكرية سورية”، بكل ما في الكلمة من معنى، إذ حوّلت أحلام العدو الإسرائيلي، رغم الدعم الأمريكي والغربي اللامحدود، إلى هباء منثور، وكشفت كذبة “الجيش الذي لا يُقهر”، وأسست لزمن الانتصارات بالمنطقة، وكرّست منطق المقاومة ونهجها. واليوم تأتي ذكرى الانتصار، ومعظم ربوع سورية تحرّرت من الإرهاب، المدجّج بفكر وهابي تكفيري ومدعوم من واشنطن والغرب، بفضل تضحيات الجيش العربي السوري، بعقيدته الوطنية، وصمود شعبنا، وحكمة القائد الرمز السيد الرئيس بشار الأسد.
وبهذه المناسبة، أكدت القيادة المركزية للحزب أن الذكرى ليست تاريخاً مضى بقدر ما هي رمز لثقافة المقاومة التي ينتهجها أبناء شعبنا وجيشنا وقيادتنا، ممثّلة بالرفيق الأمين العام للحزب سيادة الرئيس بشار الأسد، وأن أول ما تتطلبه هذه الذكرى منّا جميعاً وقفة إجلال وإكبار إلى روح بطل التشرينين القائد المؤسس حافظ الأسد، المناضل الوطني والقومي التاريخي، الذي جعل من تشرين واقعاً عربياً بعد أن كان أمنية بعيدة المنال في نفوس أبناء الأمة الشرفاء.
وأضافت القيادة المركزية للحزب في بيان: لا شك أن الذكرى السنوية محطّة للتبصر والمراجعة، والتأكيد على ثوابت أمتنا العربية وشعبنا العربي السوري وتقاليده الكفاحية التي أضحت عنواناً لسورية، وتابعت: شكّلت حرب تشرين التحريرية تحوّلاً مهماً في معادلة الصراع العربي الصهيوني، بعدما غيّرت المعادلات الإقليمية، وحطّمت أسطورة العدو الذي لا يُقهر، وأفشلت المخططات الغربية الصهيونية في فرض معادلات الاستسلام والذل والتطبيع، ورسّخت مفاهيم وطنية وقومية مليئة بالعنفوان والكرامة.
وأشارت قيادة الحزب إلى أن استلهام دروس تشرين يكتسب أهمية خاصة في هذه المرحلة، لأن الشعب العربي السوري يصنع اليوم ملحمة كفاحية على الدرب نفسه، درب الوطنية والعروبة والاستقلال الناجز، حيث يستمر هذا الشعب في تقاليده الكفاحية متصدّياً لأعتى حرب عرفها التاريخ وأكثرها وحشية وتدميراً، يقوده قائد تتمثّل في شخصيته قيم هذا الشعب وجوهره الكفاحي، قائد يتحلّى بالحكمة والشجاعة في إدارة صمود وتصدٍّ ظن الكثيرون أنه مستحيل، فإذ به يتحوّل إلى واقع ونصر يليق بهذا الشعب العظيم وجيشه وقائده.
وتوجّهت قيادة الحزب بالتحية لذكرى تشرين، وبأسمى آيات الإجلال والإكبار إلى أرواح شهداء تشرين، وشهداء معركتنا المفصلية ضد الإرهاب وصانعيه، قوى الاستعمار الجديد والصهيونية، وتابعيهم التكفيريين بجميع أشكالهم، وأضافت: إن تسجيلنا لذكرى تشرين التحريرية هو قبل كل شيء حافز على شحذ الهمم، واستلهام الدروس، وتعزيز القدرة على التبصّر، والاندفاع بحماسة أكبر لصياغة المستقبل في الحاضر استناداً إلى الماضي.
ووجّهت قيادة الحزب التحية لأبطال قواتنا المسلحة الباسلة، وكل التقدير لأصدقائنا وشركائنا في مواجهتنا التاريخية المشتركة ضد قوى الشر والعدوان، والرحمة لشهدائنا الأبرار والشفاء لجرحانا، والاعتزاز كل الاعتزاز بصمود شعبنا وصلابة وحكمة قائدنا الرفيق الأمين العام للحزب سيادة الرئيس بشار الأسد.

مجلس الشعب: سورية
ستبقى عزيزة قوية منيعة

من جانبه، أكد مجلس الشعب أن حرب تشرين التحريرية تمثّل ملحمة العرب البطولية الكبرى في التاريخ الحديث، ومشعلاً ينير درب المناضلين الصادقين في وجه المتآمرين، الذين نسوا أو تناسوا أن سورية لم تكن يوماً إلا رمزاً للعزة والشموخ والصمود والوحدة الوطنية، وأشار في بيان إلى أن ذكرى تشرين تمر على سورية، وهي في الفصل الأخير من مواجهتها للحرب الكونية الظالمة التي تشن عليها منذ قرابة تسعة أعوام تحت ذرائع وحجج واهية من قبل دول الهيمنة والاستعمار بهدف تدمير مقومات الدولة والنيل من استقلالية قرارها السياسي وسيادتها الوطنية بسبب ثبات مواقفها الوطنية والقومية، وأضاف: نؤكد بكل فخر واعتزاز أن البطولات التي صنعها جيشنا الباسل والانتصارات التي يحققها شعبنا الأبي ستكتب تاريخاً جديداً للمنطقة والعالم، وسيصبح أنموذجاً يحتذى في حب الوطن والدفاع عنه، وستبقى سورية عزيزة قوية منيعة يسقط على أسوارها حقد وإجرام المعتدين والمتآمرين.

قوى عروبية: سورية وجيشها مرتكز معركة المصير القومي

كما أكد لقاء الأحزاب والقوى الوطنية والقومية اللبنانية في البقاع أن حرب تشرين التحريرية شكّلت انعطافاً نوعياً في تاريخ العرب المعاصر، ترسّخت دلالاتها ومعانيها في وجدان وضمير الشعب العربي كمعلم بارز من معالم النضال قلب الموازين والمعادلات، وجدّد ثقة المقاتل العربي بنفسه وسلاحه وقدراته، وقال في بيان: “إن هذه الحرب شكّلت انعطافة قومية رائدة مجسّدة قومية المعركة مع العدو الصهيوني”، مضيفاً: “إن سورية وجيشها مرتكز معركة المصير القومي، شهدت أعتى وأقسى مؤامرة كونية إرهابية خلال السنوات الأخيرة لضرب وحدتها وإشغال جيشها وتشتيت قدراتها بتكافل حاقد بين الرجعية العربية وأمريكا و”إسرائيل”، وكالعادة ومن وحي تشرين التحرير فإن سورية تنتصر بجيشها وشعبها وحكمة قيادتها”.
كما أكدت رئاسة هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني أن حرب تشرين التحريرية محطّة تاريخية مهمة في الصراع العربي الصهيوني، ونتائجها تطوّرت وانعكست على مسيرة القضية الفلسطينية، وستبقى يوماً من أيام العرب الخالدة.
ونوّهت رئاسة الهيئة بملاحم البطولة التي سطّرها الجيش العربي السوري في هذه الحرب، مؤكدة أنه اليوم يستكمل دوره كقلعة حصينة للوطن والأمة بالوقوف البطولي الأسطوري في مواجهة أعتى حرب شهدها التاريخ، لتكون انتصاراته على الإرهاب امتداداً لانتصارات حرب تشرين التحريرية، فيما أكدت جبهة النضال أن حرب تشرين التحريرية شكّلت نقطة تحوّل مفصلية في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، ورسّخت دور سورية في الدفاع عن الأمة العربية ومستقبلها، معربة عن فخرها واعتزازها بالبطولات والتضحيات الجسام التي قدّمها الجيش العربي السوري، والتي أعادت العزة والكرامة لسورية والأمة العربية.