زواياصحيفة البعثمحليات

المنازلة وما بعدها

 

 

ليست حرب تشرين التحريرية المنازلة الميدانية الأولى وليست الأخيرة، عند السوريين “شيباً وشباباً” ضد أطراف امتهنت العداء لهذا البلد الأمين، إن كانت واجهتها إسرائيل، فإن أذرعها وعملاءها الغربيين والشرقيين آثروا أن يلعبوا حرباً ليست بتلك التقليدية، بل وصلت من القذارة لدرجة الإبداع في الارتكاب والقتل والتدمير والتشويه والتضليل بما لم ولا تفعله وتستطيعه المعارك والمواجهات التقليدية المباشرة بين جيشين أو أكثر.
في الحرب الجديدة التي شنّها أصدقاء إسرائيل وشركاؤها في الخراب يتجسّد الاستكمال الواضح للحرب القديمة التي استطاع الجيش العربي السوري ومعه الجيش المصري تحطيم صورة أسطورة “الجيش الذي لا يُقهر”. وكما فعل الآباء والأجداد وحقّقوا النصر المؤزر في تشرين عام 1973 يتابع الأبناء والأحفاد تسطير الملاحم على جبهات القتال لعدو “وكيل” جاء بلبوس الإرهاب الأعمى، وما الميدان وبطولاته سوى شهادة وإثبات على صنيعة رجال الجيش ومعهم أولئك الحلفاء والرديفون الذين ناصروا الحق وجاؤوا من بلدان الحلفاء والأصدقاء لمواجهة جحافل الظلام و”مجاهدي” النفاق والرياء المدعوم ممن يدّعون العروبة والغيرية على الدين.
نعم إنها سورية المكلّلة بنصر تشرين منذ 46 عاماً كانت ولا تزال محجّة المناضلين والشرفاء، على ثغورها أُسقطت كل الخطط العدوانية وشرائع القتل والذبح والتدمير والتخريب والتضليل الإعلامي، ولا يختلف المشهد كثيراً عند السوريين الذين خبروا من أين تأتي الصفعات، وكيف تحاك المؤامرات في غرف العمليات، حتى ولو كنّا في أزمان وسنوات السلام والهدوء، فالعقل الوطني يعرف أن الحروب قادمة في أية لحظة، والاستعداد لها واجب، وفي هذا المدماك كان النصر حليف الجيش العربي السوري في حربه التي يخوضها منذ تسع سنوات ويسجّل الانتصار تلو الآخر، في وقت لم تهدأ ورشات الإعمار والبناء عن الحراك والعمل لضمان استمرارية تدفق الحياة التي نحارب بها في جبهة داخلية لا تقلّ شأناً عن خنادق وبيارق المعارك.
يحفظ الصغير قبل الكبير أن من يصنع النصر هم الشهداء الذين يشقّون طرق العبور إلى الكرامة والكبرياء والشموخ، وهم الذين تنبت دماؤهم خضرةً للأجيال القادمة التي ستفتخر بما أورثهم إياه “صناديد الوطن” من معروف وفضائل تعطي القادمات إكسير الديمومة والخلود، فإلى أرواحهم وعلى كل جريح ومصاب السلام والإكبار.
أبناء سورية صف “العسكر والعمال والطلاب والفلاحين والموظفين والصناعيين والتّجار والمواطنين” سيبقون المدافعين عن إرثهم وتاريخهم وأرضهم، وستبقى بلدهم جمهورية السيادة والاستقلال بفضل أبطالها الذين أفشلوا كل مخطّطات أعداء الوطن، وهاهم بكافة شرائحهم يصنعون النصر على الإرهاب وداعميه.
وكل عام وحماة الديار صانعو المعجزات وأكاديمية العلوم العسكرية العالمية بألف خير.. وإلى النصر ماضون خلفكم.
علي بلال قاسم