صحيفة البعثمحليات

إطلاق عمليات نوعية ونادرة لم تجر من قبل.. مؤتمر لمناقشة عمليات “زراعة الأعضاء” والاستفادة من حالات الموت الدماغي

 

دمشق– حياه عيسى
مع أنه لا يمكن الاختباء وراء الإصبع والجزم بعدم وجود أخطاء وارتكابات طبية في مفاصل القطاع الطبي، ولكن يجب التفريق بين الاختلاط الموجود بكل عمل جراحي في جميع دول العالم حتى في الدول المتقدمة، ضمن حدود معيّنة لا يمكن تجاوزها أو تخطيها، والتي لم ينكر المدير العام للهيئة العامة لمشفى المواساة الجامعي الدكتور عصام الأمين في تصريحه لـ”البعث” وجود بعض الأخطاء الطبية ضمن المنظومة الطبية في المشفى، واعتبرها ضمن الحدود الطبيعية المتعارف عليها عالمياً، معرجاً على المشكلة الأخيرة التي وقعت في المشفى والمتمثّلة بحادثة الفتاة التي أُصيبت بشلل نتيجة خطأ أو اختلاط ولم يتم تحديد المشكلة حتى الآن -حسب قوله– لأن الموضوع مازال قيد التحقيق والتمحيص، وبيد القضاء واللجان المختصة التي حملت على عاتقها البحث في القصة والتعرف على أسباب ما حدث، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف سيتمّ إقناع الرأي العام بأن ما حدث لا يمكن رميه على كاهل الكادر الطبي ومن المحتمل أن يكون عبارة عن اختلاط؟، ولاسيما أن أكبر دول العالم تطوراً في المجال الطبي “الولايات المتحدة الأمريكية” حدث فيها أكثر 200 ألف خطأ طبي العام الماضي، أي أصبح السبب الرابع للوفيات في أميركا.
وتابع الأمين حديثه: المشفى قدّم كافة الإجراءات اللازمة من احتضان المريضة وتقديم كل ما يلزم لها، وهي بحالة صحية جيدة واستعادة عافيتها وعادت لممارسة حياتها بشكل طبيعي، مؤكداً حرصهم على تطبيق كافة البروتوكولات العالمية ومقاربة المرضى للابتعاد قدر الإمكان عن الأخطاء الطبية التي من شأنها أن تودي بحياة المرضى، إضافة إلى كافة الإجراءات المتعارف عليها عالمياً كـ”الكولوتي اشونس”، أي الجودة النوعية الموجودة في المشافي العالمية الكبرى المتمثّلة بتطبيق بروتوكولات عمل لكل مفصل من ناحية التعقيم، التنظيف، مقاربة المريض، بالتزامن مع بروتوكولات العمل الجراحي التي تتبع لمعايير صارمة يجب تطبيقها، إضافة إلى اتباع برامج جديدة في بعض أقسام المشفى من أجل موضوع “الايزوا” الذي يعدّ “ستاندر” عالمياً لمثالية كل قسم من أقسام المشفى والتقيد بالجودة والنوعية.
كما تطرق مدير المشفى إلى التوجه حالياً لإطلاق عمليات نوعية ونادرة لم تجرَ من قبل، كالتحضير لعمليات “زراعة الأعضاء” الذي من شأنه أن يفتح آمالاً لمجموعة كبيرة من المرضى، وهو قيد الدراسة والتحضير لمؤتمر يضم كافة الجوانب ذات الصلة (تشريعية، دينية، طبية)، بهدف الاستفادة من حالات الموت الدماغي لمسايرة دول العالم التي تقوم بنقل الأعضاء عن طريق مرضى الموت الدماغي أو عن طريق متبرّع حيّ، ولاسيما أن الموت الدماغي لم يأخذ في سورية شكله الذي يجب استخدامه مقارنةً مع دول العالم التي تعتبر كل مريض متبرعاً بأعضائه، إلا إذا هو أوصى بعدم التبرع. أما في دول الشرق الأوسط فيجب على المريض أن يقرّ ويوصي بالتبرع بأعضائه أو الورثة هم من يقررون ذلك، لذلك يتمّ التحضير للمؤتمر آنف الذكر للتوصل إلى نقاط وسط للمضي بعمليات زرع الأعضاء وتعميمها بشكل شرعي وطبي حديث.
وبيّن الأمين أن المشفى يعدّ الرائد والوحيد في القطر في مجال زراعة الأعضاء، كزراعة الكلية والقرنية من متبرع حيّ عبر الكوادر والمكان المؤهل، مع تأكيده على مجانية العمليات والأدوية، إضافة إلى التطلع لتطبيق عمليات “الخلايا الجذعية” التي تفتح آفاقاً جديدة لمرضى الأمراض المزمنة، ويتمّ العمل عليها من خلال تهيئة الكوادر والمكان، وبناء جسور تبادل علمي مع الإيرانيين الذين يعتبرون من دول “البيونير” بالعالم الثالث بهذا الموضوع، إضافة إلى الاستفادة من الخبرات الروسية للتأهيل والتدريب.
يُشار إلى أن المشفى مقبل خلال الأيام القليلة القادمة على افتتاح مشاريع تطويرية بقيمة مليار و400 مليون ليرة، وهي مشاريع تطويرية تعتبر استمراراً لمشاريع بدأت منذ عامين أو أكثر، حيث تمّت إعادة تأهيل قسم الإسعاف المركزي، قسم الانتانية، النفسية، والعنايات المركزة، وإنشاء محطة أوكسجين كانت نقلة نوعية للمشفى وفرت على الحكومة مئات الملايين، إضافة إلى إعادة تأهيل قسم الأذنية وغرفة اليوم الواحد والدور الإلكتروني غير المسبوق، وتفعيل المرنان الجديد الذي بلغت قيمته نحو مليار ليرة ووضعه في الخدمة، ويتميّز بقدرته على تحمّل الأوزان الثقيلة وأكثر من 20 برنامجاً لتصوير مختلف أنحاء الجسم، بالتزامن مع مشروع المجمع الإسعافي الذي يعدّ أكبر مجمع إسعافي موجود في المنطقة ودول الجوار، ويشمل إكساء بناء يتكوّن من 11 طابقاً و172 سريراً ومهبط طائرة، إضافة إلى الحالات الإسعافية ولاسيما التي تحتاج لنقل مباشر بالطائرة و7 غرف عناية مركزة ومدرج أكاديمي كبير يتسع لأكثر من 500 شخص مربوط بغرف العمليات ليكون الدارس بمتابعة قريبة جداً من العمليات التي تُجرى في المشفى، وقد تمّ إنجاز نحو 60% من المجمع ومن المتوقع خلال نهاية عام 2020 وبداية عام 2021 أن يكون قيد الخدمة، ولاسيما أنه تمّ بالتزامن مع الإكساء العمل على التجهيزات اللازمة مما يمكن المشفى من استقبال عدد أكبر من المرضى، علماً أن الإسعاف المركزي للمشفى يستقبل نحو 400 مريض يومياً، وعند انتهاء المجمع سيتمكن المشفى من استقبال نحو 1500 مريض في اليوم أي أربعة أضعاف القدرة الاستيعابية التي يتحملها المشفى.