دراساتصحيفة البعث

ماكرون يمهل جونسون.. أي تهديد هذا؟

 

ترجمة: لمى عجاج
عن موقع الغارديان 6/10/2019

أعطى الرئيس الفرنسي بريطانيا مهلة حتى نهاية الأسبوع لإجراء تعديل جذريّ على خطتها للخروج من الاتحاد الأوروبي، في خطوة تزيد من فرص انهيار المفاوضات بين لندن وبروكسل خلال الأيام القادمة, حيث اعتبر ماكرون أن المقترحات التي تقدّم بها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأسبوع الماضي في بروكسل ليست أساساً لصفقة، وأكد إيمانويل ماكرون أن الأمر متروك للمملكة المتحدة للتفكير مجدداً قبل قمة الاتحاد الأوروبي المقبلة.

وبعد أن رفض ماكرون مقابلة رئيس الوزراء بشكلٍ شخصيّ، أصرّ خلال مكالمة هاتفية على أن المحادثات لن تتقدّم إلا من خلال ميشيل بارنييه كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي من أجل تقييم ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق يحترم مبادئ الاتحاد الأوروبي في نهاية الأسبوع، لكن ديفيد فروست كبير مفاوضي رئيس الوزراء قال إنه لن يتمّ إجراء مفاوضات في اللحظة الأخيرة مع قادة الاتحاد الأوروبي في القمة الأوروبية التي ستعقد في 17 تشرين الأول الجاري، حيث تتضمن المقترحات البريطانية إعادة الحدود الجمركية في جزيرة إيرلندا، وحق النقض الديمقراطي الاتحادي في إيرلندا الشمالية للبقاء في السوق الموحدة للبضائع في الاتحاد الأوروبي، وهو ترتيب مصمّم لتجنّب عمليات التفتيش على الحدود.
لقد كانت رسالة ماكرون إلى جونسون صدى لكلمات رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي الذي أبلغ رئيس الوزراء في مكالمة أجراها معه سابقاً أن دول الاتحاد الأوروبي لن تقبل باتفاق أقام حدوداً جمركية في إيرلندا، وأضاف في تغريدةٍ لاحقة أنه “لا تزال هناك أسئلة مهمة حول المقترحات البريطانية”، حيث من المتوقع أن يسرّع نواب المعارضة في التصويت على المطالبة بنشر النص القانوني الكامل المكوّن من 40 صفحة لخطة الدعم البديلة التي قدّمتها المملكة المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي، ولكن إلى الآن لم يتمّ نشر سوى مذكرة توضيحية من سبع صفحات. هذا وقال سكرتير الظل في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كير ستارمر: “إنه من المهم أن نرى التفاصيل القانونية، لأننا نشك في أنها ستؤكد أن مقترحات الحكومة تعني بشكل حتمي البدء بإدخال البنية التحتية في إيرلندا الشمالية، وأن هذا سوف يتناقض مع التأكيدات التي قدّمها جونسون في منزله بأنه لن تكون هناك حاجة إلى بنية تحتية جديدة، وأضاف ستارمر أن النص القانوني سيوضح ما إذا كانت حقوق العمال محمية أم لا”.
في الماضي كان نواب المعارضة قادرين على استخدام أمر مجلس العموم الدائم رقم 24 لإثارة نقاش طارئ حول اقتراح “خطاب متواضع” ملزم يطالب بإصدار الأوراق الحكومية، أما اليوم فإن مثل هذا النقاش لن يتمّ إلا بموافقة رئيس البرلمان، ومع بقاء بضعة أيام أمام المملكة المتحدة للتراجع عن الجوانب الرئيسية لمقترحاتها، وصف المسؤولون في بروكسل المحادثات بأنها “مهزلة”. ويبدو أن الجانبين عالقان في طريق مسدود، حيث أبلغ فروست مسؤولي المفوضية الأوروبية أن المملكة المتحدة لن تتحرك في موقفها التفاوضي حتى تقبل بروكسل مقترحاتها الرئيسية كأساس للمحادثات، وأخبر دومينيك كامينغز كبير مستشاري جونسون مساعدي المحافظين أن الحكومة لن تقوم أساساً بتغيير مقترحاتها، وفي الوقت نفسه صرّح رئيس وزراء لاتفيا كريشان جانيس لـ “بي بي سي” بأن المسؤولية تقع على جونسون للقيام بهذه الخطوة، حيث قال: “إذا تبيّن أن العرض المقدّم من المملكة المتحدة كان بمثابة قبول أو مغادرة، فسيكون من الصعب جداً أن أوافق على ذلك، وهذا يعتمد اعتماداً كاملاً على إرادة السيد جونسون لأننا من الجانب الأوروبي منفتحون دائماً ونتطلع إلى صفقة”.