الصفحة الاولىصحيفة البعث

الاحتلال يعتقل مجدّداً محافظ القدس وقياديين من فتح

 

طالت حملة مداهمات واعتقالات شنّتها قوات الاحتلال في القدس المحتلة محافظ القدس عدنان غيث بعد مداهمة منزله في سلوان واقتياده للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية، كما اعتقلت أمين سر حركة فتح بالقدس شادي مطور، وأمين سر حركة فتح في بلدة العيسوية ياسر درويش، وقال رئيس لجنة أهالي أسرى القدس أمجد أبو عصب: “ضمن حربه المسعورة على السيادة في القدس المحتلة، الاحتلال يعتقل محافظ القدس، وكذلك يعتقل أمين سر فتح في القدس شادي المطور، من منزله بعد الاعتداء عليه”، فيما أدانت محافظة القدس عملية الاعتقال، مؤكدةً أن الاعتداء على الرموز المقدسية، وعلى رأسهم المحافظ، يندرج في إطار استهداف الوجود الفلسطيني في القدس واستهداف الشخصيات الوطنية المقدسية.
يذكر أن محافظ القدس، الذي اعتُقِل عدّة مرات خلال العام الجاري، تسلّم قبل ذلك قراراً عسكرياً يقضي بمنعه من الدخول أو الوجود في مناطق الضفة الغربية المحتلة مدة 6 أشهر، وعدم الوجود أو الحضور أو الاتصال بشكل مباشر أو غير مباشر مع مجموعة شخصيات فلسطينية معينة.
في السياق نفسه، داهمت قوات الاحتلال عدّة منازل عقب اقتحامها بلدة سبسطية شمال نابلس، وقال رئيس البلدية محمد عازم: “إنّ قوات الاحتلال اقتحمت البلدة، وداهمت عشرات المنازل، مهدّدةً بإطلاق النار واعتقال كل من يشارك في التصدي لاقتحام المستوطنين لإقامة احتفالات لمناسبة الأعياد اليهودية”.
كما اقتحم 95 مستوطناً المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته وسط حراسة مشدّدة من قوات الاحتلال.
وفي فضح لأهداف الاحتلال من وراء ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين، كشف فيديو لقوات الاحتلال، نُشر على موقع صحيفة “هآرتس”، أن الهدف من تنفيذ العمليات والاقتحامات داخل البلدات الفلسطينية وخاصة في منطقة العيسوية شرق مدينة القدس المحتلة هو استفزاز السكان.
وكان الجنود قد التقطوا الفيديو في شهر نيسان الماضي، حينما اقتحموا بلدة العيسوية، واعتقلوا عدداً من المواطنين.
يُشار إلى أن الفيديو قُدّم خلال محاكمة أحد سكان بلدة العيسوية، الذي كان قد اتُّهم برشق جنود الاحتلال بالحجارة، وطلب المحامي، الذي ترافع عن المواطن بتخفيف العقوبة بناءً على ما ورد في الفيديو، وتمّ الحكم عليه بالسجن 7 أشهر ونصف.
وكانت صحيفة “هآرتس” نشرت قبل شهر تقريراً أثبتت من خلاله قيام عناصر من شرطة الاحتلال بدسّ سلاح في حديقة أحد الفلسطينيين بالبلدة، ثم اعتقاله لمجرد تصوير فيديو عن الأوضاع هناك.
وتعليقاً على عمليات الاستيطان والتوسع التي تلتهم أراضي فلسطينية واسعة، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية صمت المجتمع الدولي تجاه عمليات الاستيطان ومخططات الاحتلال الإسرائيلي التهويدية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وانتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان، مشيرةً إلى أن ذلك يفقد المجالس والمنظمات الأممية المختصة ما تبقى لها من مصداقية.
وأوضحت الخارجية أن سلطات الاحتلال تصعّد من اعتداءاتها بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته من خلال زيادة وتيرة اقتحامات المستوطنين للأقصى وعدوان الاحتلال المتواصل على بلدة العيسوية في القدس المحتلة، والاستيلاء على مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين، وخاصة القريبة من الينابيع ومناطق البحر الميت والمواقع التاريخية والأثرية مثل سبسطية وغيرها.
وطالبت الخارجية الدول التي تدّعي الحرص على مبادئ حقوق الإنسان والتي لم تعترف بعد بدولة فلسطين بالإسراع بالاعتراف بها كخطوة لا بدّ منها لمواجهة مخططات الاحتلال الاستعمارية.
وفي كلمة له في مؤتمر “اللقاء المشرقي”، أكد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون أن ممارسات كيان الاحتلال وانتهاكاته المخالفة لكل القوانين والأعراف الدولية تهدف إلى تجزئة المنطقة خدمةً لمخططاته العدوانية، وأشار عون إلى أن سياسات هذا الكيان تهدف لفرض أمر واقع جديد في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي الجولان السوري المحتل وتفتيت المشرق بمختلف النواحي بما يخدم ما يسمى “صفقة القرن” وتصفية القضية الفلسطينية، وأضاف: “إن رسالتنا كمشرقيين أن نطور ثقافة جديدة تدحض كل ما يقال ويكتب عن صراع الديانات والحضارات، لأن هناك حضارة إنسانية واحدة متعددة الثقافات، والمشرق الذي أعطى الفكر الديني للعالم لا يمكن أن يسمح بتحويله الى مساحة صغيرة معزولة”.