جابر الساجور: الاحتفالية أعادت الحياة لحلب
لأهميتها التاريخية عبر العصور ولأنها من أقدم المدن المأهولة في العالم وما تزال تنبض بالحياة وقد ترعرع في أحيائها وفي قلعتها أعلام في الفكر والفن.. كان من الطبيعي برأي جابر الساجور مدير ثقافة حلب أن يتم اختيار حلب عاصمة للثقافة السورية ضمن مشروع العواصم الثقافية في سورية الذي أطلقته وزارة الثقافة، مؤكدا أن هذا الاختيار هو تحية لأهالي حلب الذين صمدوا في وجه الإرهاب وانتصروا، مبينا أنه من محاسن الصدف أن تتزامن احتفالية حلب عاصمة للثقافة السورية مع دخول الجيش العربي السوري إلى منبج والرقة وريف الحسكة ودير الزور ومناطق أخرى، مشيرا الساجور إلى أن الاحتفالية تمتد على مدار شهر وهي تتضمن أكثر من ١٢٠ فعالية في كافة الجوانب الفكرية الثقافية والأدبية والفنية ضمن برنامج تم وضعه بالتعاون مع لجنة مختصة بوزارة الثقافة وهي تضم كافة مديريات الوزارة، من هنا جاء التنوع في الفعاليات لتشمل كافة المناحي الفكرية والثقافية والأدبية، منوهاً الساجور كذلك إلى أن وزارة الثقافة ومديرية الثقافة في حلب كانتا حريصتين على تكريم تلك الشخصيات الأدبية والثقافية والفنية التي بقيت في حلب تعمل لتقدم للحركة الأدبية والفكرية فيها نتاجاتها وقد عانت ويلات الحصار وصمدت في وجه العدوان الممنهج الذي شنّ على حلب وكان لها بصمة في المكتبة العربية، مؤكداً أن المديرية حاولت أن تشارك أكبر عدد من أبناء مدينة حلب في هذه الاحتفالية خاصة وأنها مدينة تمتلك طاقات كثيرة كان من الصعب أن تستوعبها هذه الاحتفالية، وأن من لم يشارك فيها سيكون حاضرا في احتفاليات أُخرى قادمة كاحتفالية يوم الثقاقة ويوم المسرح.
فعاليات مختلفة للأطفال
ولأن شريحة الأطفال تعرضت لأذى كبير خلال فترة الحرب كان لهم قبل الاحتفالية وأثناءها حيّز كبير من الاهتمام، مشيرا الساجور إلى أن فريق مديرية ثقافة حلب للدعم النفسي بالتعاون مع منظمة اليونيسيف لم يتوقف عن تقديم خدماته للأطفال في المدارس والساحات والبيوت، وخاصة لأحياء حلب الشرقية التي عانت في فترة الحرب من تمركز المسلحين فيها حيث تضمنت الاحتفالية ورشات عمل وعروض مسرحية وأنشطة مختلفة تقدم للأطفال بالتعاون مع بعض الجمعيات، مذكرا الساجور أن مديرية الثقافة لم تنس ذوي الاحتياجات الخاصة حيث تم تقديم عرضين مسرحيين لهما، الأول لفرقة المعري التابع للمسرح القومي والتي تم تأسيسها في فترة الحرب وشارك فيه ١٢ فنانا كفيفا ومخرجا كفيفا بالتعاون مع الجمعية السورية لمكافحة العمى، كما سيقدم في الأول من تشرين الثاني مسرحية “مسرحي لأصحاب الهمم” من قبل فرقة السلام التابعة للمسرح القومي ويشارك فيها أصحاب الإعاقة الحركية لتقديمه خلال الشهر المقبل الذي يصادف فيه اليوم العالمي للمعاق.
عروض مسرحية قادمة
وكمدير للمسرح القومي أيضاً يبين الساجور أنه يتم التحضير لعملين، الأول (منحنى خطر) إخراج حكمت عقاد وسيتم عرضه ضمن احتفالية يوم الثقافة على مسرح نقابة الفنانين بالإضافة إلى التحضير لعمل آخر من قبل المخرج وانيس باندك والذي سيعرض في المهرجان المسرحي المقام من قبل نقابة الفنانين في حلب ٦ كانون الأول، كما سيتم الاتفاق مع بعض الفرق الخاصة في مسرح الأطفال لتقديم مجموعة من العروض ضمن مهرجان ربيع الطفل الذي يقام في العطلة الانتصافية.
ثقافة الحياة
ويشير الساجور إلى أن ما تعرضت له حلب خلال الفترة الماضية من تدمير ممنهج للمقرات الثقافية من قِبَل العصابات الإرهابية المسلّحة خلق خللا كبيراً في انطلاق وعودة الحياة الثقافية كما كانت في السابق لكن وبجهود كبيرة تم توفير مقرات بديلة لإقامة الفعاليات التي لم تتوقف حتى في أتعس الظروف، ليبدو الجميع اليوم سعيدا لأن مسارح حلب تغص بالجمهور، وما إن تنتهي فعالية حتى يتوجه مباشرة إلى الفعالية الثانية من هنا فقد أعادت هذه الاحتفالية الروح للحياة الثقافية في مدينة حلب والثقة بقوة الدولة وثقافة الحياة التي تنتهجها الحكومة السورية لمواجهة ثقافة الموت والفكر الظلامي.
أمينة عباس