المكائد تحاك في حقول النفط السورية
ترجمة: لمى عجاج
عن موقع نيو استرن أوتلوك27/10/2019
عندما “انسحبت” الولايات المتحدة من سورية، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه سيعمل على حماية وتأمين النفط السوري من “داعش”، إلى جانب تصريحات أخرى أن الولايات المتحدة ستبقي على 500 جندي في سورية وبأن هذه القوات ستتحرك بواسطة مدرعات ثقيلة، وطبعاً تدور كل هذه الأحداث خارج إطار بنود الاتفاق مع روسيا في انتهاك صارخ للسيادة السورية. يُضاف إلى ذلك الإعلان عن تمركز ما يزيد عن 400 مقاول عسكري خاص في منطقة حقول النفط السورية.
جاء إعلان ترامب عن هذه التصريحات في الوقت الذي يعلم فيه الجميع بأن هذه المنطقة قد تم تطهيرها من “داعش”، لكنه اخترع هذه الكذبة ليضمن سيطرة الولايات المتحدة وحلفائها على الحقول النفطية السورية، كانت تلك كذبة وقحة وسافرة من بين سيل الأكاذيب التي اصطنعها ترامب، ولكنها هذه المرة جاءت مختلفة عن سابقاتها. لقد تم إثبات التهمة على الولايات المتحدة في العديد من المرات وتأكد قيامها بحماية قواعد “داعش” في المنطقة ولم تقتصر الاتهامات على ذلك فقط بل أنها قامت في الكثير من الأوقات باستخدام القوة الجوية “الائتلافية” للهجوم على القوات السورية وأيضاً على القوات الروسية.
أكد قادة الاستخبارات الروس على تواجد القواعد الأمريكية في حقول النفط السورية ومحيطها في مناطق قريبة من تشكيلات “داعش”، وأن هناك فيضٌ من الأدلة على وجود تعاون وثيق بين الولايات المتحدة و”داعش”. كما يوجد الكثير من الشهود والروايات أغلبها من العراق تفيد بأن الولايات المتحدة كانت تنقل وتزود مقاتلي “داعش” بالإمدادات بشكل منتظم. السرقة الآن تأتي ضمن سياق تاريخ طويل من النهب والسرقة التي تعرض لها النفط السوري والتي نستطيع أن ندلل عليها بالتصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس الأسد الذي أكد أن تركيا تحت الحكم الأردوغاني قامت بسرقة الكثير من الأموال من الأصول السورية إلى جانب المصانع بكل محتوياتها والنفط، والقمح والآثار، والكثير الكثير.
اليوم القضية الراهنة هي سرقة النفط السوري حيث اكتشفت قوات الطيران الروسية قيام الولايات المتحدة بالتستر والتغاضي عما يقارب 20.000 شاحنة نفط كانت تقوم بنهب حقول النفط في شمال العراق وشرق سورية لا بل كانت تعمل على حمايتها في مشهدٍ قريب للسياسة الأمريكية التي كانت متبعة قديماً، والتي يعود تاريخها إلى عام 2004 عندما كان أليكس باورز رئيس شركة VT في ذلك الوقت يشرف على إنتاج النفط العراقي نيابة عن قائد الاحتلال بول بريمر، عرفت أليكس لبعض الوقت عندما عملت على “مشاريع” في البنتاغون والذي تذكر بالأحداث التي حصلت في ذاك التاريخ، كالاتفاق الخاص مع مسؤولي بوش و كان الكثير منهم موالين لإسرائيل وتشاركوا معها في أرباح النفط المسروق من العراق وشحنه عبر خطوط الأنابيب، بعد أن يتم تحديد النفط العراقي وشحنه على أنه من أذربيجان.
منهجية عُرفت بما يسمى “pig” وهو تعويم الكتروني متحرك يفصل شحنات النفط المتفاوتة ويسحبها داخل خط الأنابيب نفسه. لقد تم الحديث أيضاً مع رئيس مكتب VT الحالي جيفري سيلفرمان الذي أكد استمرار الحال على ما كان عليه سابقاً، حيث قام بالتغطية على مليارات الدولارات من النفط المسروق من العراق، والتهريب والسرقة التي لا تزال مستمرة حتى الآن في سورية، بنفس المنهجية المتبعة تحت غطاء الشركات الأذربيجانية التي تعمل مع بريتش بتروليوم وإكسون ليعود إلى البال من جديد، تصريح ترامب حول “تأمين النفط” بعد أن أثبتت المصادر أن الشركات الأمريكية كانت تعمل داخل سورية طوال هذه الفترة بالتعاون وبالشراكة مع “داعش” لنقل النفط السوري إلى تركيا ونهبه عبر خطوط الأنابيب ليتم التعريف عنه على أنه نفط مستخرج من بحر قزوين من حقول نفط باكو.