فضل الوشاية الحسنة..!
يعلل المواطن السوري نفسه –هذه الأيام- بآمال انفراجات اقتصادية قد تنعكس على تحسين وضعه المعيشي..!
وقد باتت هذه الآمال حقيقة متنفساً للهروب من ضغوط الحياة التي تأخذ منحى تصاعدياً نتيجة ارتفاع مستوى التضخم، وبطء عجلة الإنتاج، وجثم العقوبات الاقتصادية على صدر الاقتصاد الوطني، يضاف إليها عدم وجود برامج حكومية كفيلة تتواءم مع هذا الواقع الصعب لجهة تأمين أبسط مستلزمات العيش الكريم على الصعيدين المعيشي والخدمي..!
ألا يحتم هذا الواقع علينا حكومة وشعباً معرفة مواطن الخلل والفساد سواء الحكومي أم الشعبي..؟!
ألا يجدر بنا الاشتغال على اجتثاث هذه المواطن من جذورها بأية وسيلة كانت، حتى لو اعتمدنا في سبيل ذلك طُرقاً وأساليبَ قد يكون ظاهرها بعيداً عن منطق الأخلاق حسب قاموس البعض الذين يعتبرون الوشاية بموظف فاسد عملاً مشيناً كونه يهدد مستقبله الوظيفي..؟!
وربما يأخذ هذا الاشتغال زخماً أكبر إذا ما علمنا أن الأزمة ومفرزاتها أثبتت أن قوت العباد أهم بكثير من مستقبل أي موظف كان مهما كبر أو صغر، تماماً مثل أن ظفر أي مريض أهم من مستقبل أي طبيب يرتكب خطأ طبياً ولو كان لا يذكر في أوساط المجتمع الطبي..!
نستطيع القول بعد أن فقدنا الأمل بالبرامج الحكومية… إننا محكومون بالأمل بإمكانياتنا، لجهة استئصال كل مفصل حكومي وغير حكومي، تاجراً كان أم صناعياً، ساهم بتعكير صفائنا ولو قيد أنملة عبر ممارسات لم تستطع جهاتنا الحكومية قمعها إما لتواطئها أو لعجزها، وذلك عبر استنهاض إرادتنا وتغيير عاداتنا سواء المسلكية أم الأخلاقية أم الاستهلاكية الدخيلة على مجتمعنا على أمل تخطي هذه المرحلة بأقل الخسائر..!
وعلى اعتبار أن المواطن لا خيار أمامه سوى الإيمان بأن القادم أفضل، فعلينا أن نعي أن هذا الإيمان لا يتأتى إلا بالقناعة بأن حالة الارتباك والتخبط التي نعيشها، ما هي سوى حالة عابرة في طريقها إلى الزوال فيما لو أحسنّا الاستفادة من مفرزاتها للمراحل القادمة…!
حسن النابلسي
hasanla@yahoo.com