البسطات العشوائية في شوارع وأسواق حلب قلق دائم للأهالي والمحلات التجارية.. ومصدر رزق للعائلات!
مع عودة نبض الحياة إلى الأحياء، والنشاط التجاري إلى الأسواق التجارية في حلب، تتضاعف مطالب الأهالي بتحسين الواقع الخدمي، وخاصة في الأحياء الأكثر كثافة وتضرراً لجهة صيانة الأرصفة، وتزفيت الشوارع، والاهتمام بالنظافة، والعناية بالمستديرات والحدائق، وتأمين مصادر الطاقة، وتشديد الرقابة على الأسواق لضبط الأسعار، ووقف المتاجرة بقوت المواطن، ومنع التعديات على الأملاك العامة والخاصة، وتحقيق الانسيابية المطلوبة لمرور المشاة والسيارات على السواء.
وفي خضم هذه المطالب المحقة التي تتفاوت بين حي وآخر تبرز ظاهرة انتشار “البسطات” في شوارع مدينة حلب، لاسيما في مناطق الأسواق والتجمعات السكنية في عدد من مناطق وشوارع المدينة التي تكتسب أهمية تجارية كشارع سيف الدولة الرئيسي الممتد من دوار الكرة الأرضية وحتى نهاية خط باص النقل الداخلي، حيث تنتشر البسطات يميناً ويساراً، وأحياناً تحتل هذه البسطات جزءاً من الشارع الرئيسي وبشكل فوضوي وعشوائي، ما يتسبب في عرقلة مرور السيارات والمشاة، ناهيك عن تشويه المنظر العام، وانتشار القمامة من مخلفات البسطات، والإزعاج الذي تسببه للأهالي ولأصحاب المحال التجارية الذين يعانون كثيراً من تموضع البسطات أمام محالهم، فيما يشدد الكثيرون على ضرورة معالجة هذه الظاهرة والحد منها، ويرى البعض أهمية تنظيم هذه المسألة بما يضمن تأمين مصدر رزق ثابت لأصحابها من الطبقة الفقيرة، خاصة أن معظمهم خسروا محالهم جراء الإرهاب الذي ضرب مدينة حلب على مدى السنوات الماضية.
البعث تابعت هذه القضية، والتقت العديد من الفعاليات التجارية في حي سيف الدولة، وأجمعت الآراء على ضرورة تدخل الجهات المعنية والخدمية لتنظيم الشارع، وإزالة المخالفات والتعديات الموجودة، وبالتالي إعادة الألق لهذا الحي، وأكد أصحاب المحال أن وجود البسطات بهذه الكثافة يلحق الضرر بهم ويؤثر سلباً على عملهم كون أسعار البسطات غالباً ما تكون منخفضة بالنسبة لأسعار المحال التي تترتب عليها إيجارات غالية وضرائب كبيرة.
“البسطات تجذب الزبائن”
ويشير أحد أصحاب المحال إلى أن البسطات تساعد على جذب الناس واستقطاب الزبائن، إلا أنها تتسبب في حدوث اختناقات وحالات ازدحام، بالإضافة إلى وقوع حوادث كثيرة بين أصحاب البسطات أنفسهم نتيجة التنافس في العرض والبيع.
معاناة الأهالي
من جانبهم اشتكى الأهالي من تمادي أصحاب البسطات، والاستيلاء على واجهات ومداخل الأبنية السكنية، بالإضافة إلى مخلفاتهم من القمامة والأوساخ التي تشوه الحي، كما اشتكى البعض من قيام بعض أصحاب البسطات بممارسات غير لائقة، وإحداث فوضى عارمة في الشارع على مدار الساعة من خلال افتعال المشاجرات فيما بينهم، وطالب الأهالي بضرورة إيجاد حل لهذه المشكلة المزمنة، وإيجاد مواقع بديلة لهم بعيداً عن منازلهم.
“وضع معيشي صعب”
أصحاب البسطات بدورهم اشتكوا من ضيق ذات اليد، وظروفهم المعيشية الصعبة، وحاجتهم إلى البحث عن مصدر رزق، وقال أحدهم: لو كان عندي مكان مخصص أعتاش منه ما كنت عرّضت نفسي لهذه “البهدلة” بالشوارع، “بس مو طالع بايدي شي”.
بائع آخر، وهو صاحب بسطة ألبسة ولادية، قال لنا: قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق، مضيفاً بأنه استأجر الرصيف من صاحب المحل، ويدفع له أجوراً أسبوعية مقابل تأمين البضائع عنده ليلاً، وللهروب أيضاً من دوريات البلدية.
“حلول قادمة”
في اتصالنا مع المهندس أحمد الأحمد، مدير مديرية خدمات قطاع الأنصاري الذي استلم مهامه الجديدة قبل أيام قليلة، أكد أن حي سيف الدولة سيكون ضمن أولويات عمل القطاع، وسيحظى بالاهتمام والرعاية المطلوبة، وسيتم العمل على إيجاد الحلول لكافة المشكلات، ومنها مشكلة انتشار البسطات.
المنظر العام
مما تقدم نجد أن ظاهرة انتشار البسطات في مدينة حلب عموماً، وسيف الدولة خاصة مقلقة للأهالي، ومشوهة للمنظر العام للمدينة، وبالتالي لابد من معالجة هذه القضية بإيجاد أماكن وأسواق بديلة، ووضع ضوابط لآليات عملها وتوزعها ضمن المدينة أو في محيطها، وعلمت البعث أن مجلس المحافظة يدرس حالياً خيارات عدة لتنظيم هذه المسألة من خلال تخديم بعض الساحات والمواقع ضمن المدينة، وتخصيصها للباعة المتجولين، ولأصحاب البسطات، وقد تكون البداية من منطقة الفيض، الملعب البلدي.
أحمد هاشم الطويل
تصوير- يوسف نو