الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

مثقفو السويداء يدعون لصناعة المثقف العالم

أقام المركز الثقافي العربي بالسويداء ندوة بعنوان “التحديات التي تواجه الثقافة العربية” تشير إلى أن الإشكالية ليست في وصف حالة تردي واقع الثقافة العربية بل في المعالجة، وقد يكون ابتعاد المثقف والانكفاء حول ذاته ساهم إلى حد كبير في خلق هذه الفجوة الفكرية داخل المجتمع، ويبدو أيضا أن الإشكاليات التي تعاني منها روافع بناء الثقافة وهي المدرسة والمجتمع والدولة وما تعانيه هذه الروافع من أزمات ساهم في هذه الحالة، فالمجتمع اليوم كما يقول د. فايز عز الدين يعيد تشكيل نفسه إلى ما قبل الدولة وهذا يتطلب العودة إلى بناء المعلم والاهتمام بالتربية قبل التعليم لما يلعبه ذلك من دور أساسي في صناعة ذلك المثقف العالم، ويجد د. أديب عقيل أن المواد التي تقدمها الفضائيات العربية من أهم التحديات التي تواجه الثقافة العربية وجيل الشباب مثل كرة القدم وأفلام الكرتون والأغنية الهابطة، وكذلك برامج الأطفال القائمة على العنف والرعب، ومن آثار ذلك حسب د. عقيل إضعاف القيم وطمس الهوية العربية وتفكيك الأسرة، ولمواجهة ذلك بين د. عقيل أهمية العودة إلى الإعلام الوطني الذي يساهم بعودة ثقافة المجتمع عبر قنوات فضائية ذات سياسة مدروسة ورفع سوية الإعلام العربي عبر مده بالتقنيات والخبراء المختصين.
أما د. رحاب صافي فأشارت إلى العوامل التي تؤثر في بناء ثقافة الفرد وأهمها المؤثرات البيئية وأهمية التربية البيئية في تعزيز السلوكيات الإيجابية وهنا تلعب الأسرة دورا كبيرا في ذلك.
وركزت د. صافي على مخاطر اتخاذ الشباب من بعض الشخصيات السلبية قدوة لهم وتقليد سلوكياتهم القبيحة، وهذا يتطلب تضافر كافة الجهود لتقويم هذا السلوك عند الشباب ومعالجة إعاقتهم الفكرية عبر إيجاد نص قانوني يساهم بحماية الشباب من الوقوع في الخطأ.
د. صالح شقير عميد كلية الآداب الثانية في السويداء تحدث عن الانقسامات بين المثقفين أنفسهم في مواجهة التحديات التي تواجه الثقافة العربية فالبعض يدعو إلى التمسك بالأصالة والعودة للتاريخ واتجاه آخر يدعو إلى التقدم والعلم ومحاكاة الغرب والاقتداء به وهناك فريق ثالث يدعو إلى التوافقية ولكل فريق كان له أنصاره ومبرراته إلا أن الفئات الثلاث أخفقت ولم تقدم شيئا للوطن والمواطن فبرز التيار الديني بقوة في معظم الأقطار العربية، وبين د. شقير أن غياب الدولة المدنية الحديثة وترهل المثقف العربي ساهم في تردي الحالة الثقافية حيث مازال المثقف العربي يجتر إخفاقاته.
بدوره مدير الثقافة باسل الحناوي أشار إلى دور المؤسسات الثقافية باحتضان الإبداع والمبدعين وتطويرهم وتأمين البيئة المناسبة لهم لتطوير أدواتهم وإمكانياتهم.
رفعت الديك