مهرجان العجيلي الروائي يعود إلى الحياة
من وحي كلمة العجيلي (نحن السوريون ربما كان علينا واجب أن نعود إلى أنفسنا لنتلمس فيها الغنى والقوة والصمود) واحتفاءً بيوم الثقافة السوري (الثقافة ذاكرة وطن) وعلى مدى أربعة أيام أحيت مديرية ثقافة الرقة مهرجان العجيلي للإبداع الروائي في دورته السابعة،كي تعيد إلى الأذهان اسم الروائي الكبير الراحل الدكتور عبد السلام العجيلي،الذي ارتبط اسمه بالرقة فكان الفرات الثاني واللحن الخالد في ذاكرة الأجيال السورية، العجيلي الأديب والإنسان والمجاهد والمقاوم غاب جسدا وحضر روحا وفكرا،وذكرى تتمرد أبدا على النسيان، وثلة من الأدباء السوريين والعرب جاؤوا إلى السبخة في ريف الرقة الشرقي المحرر مؤكدين أن سورية منتصرة وعائدة كما كانت راعية للعلم والثقافة وعصية على الإرهاب، وكما رأى محمد عبدون مدير ثقافة الرقة (إن المهرجان احتفالية تعبر عن إرادة شعب عشق الحضارة والفن والثقافة، وساهم في بناء الحضارة الإنسانية).
توزعت فعاليات المهرجان على عدة محاور، فتحدث الكاتب حسن م يوسف (سورية)عن العجيلي ومكانته الأدبية والسياسية ومشاركته في جيش الإنقاذ عام 1948في فلسطين حينما ترك البرلمان السوري ولبى داعي الجهاد وكان له قول مأثور عنه (ذهبت للقتال في فلسطين كي لا يصل اليهود الصهاينة إلى مدينتي) واستعرض يوسف مسيرة العجيلي الأدبية بدءا من مجموعته القصصية الأولى بنت الساحرة وصولا إلى أعماله التي أصدرها في سبعينيات القرن الماضي .وتحدث د. غسان غنيم عن الفضاء والبيئة القصصية في مؤلفات العجيلي والتي صدرت خلال القرن الماضي،خاصة ما تطرق منها إلى المقاومة في لبنان وفلسطين، كما تطرق إلى الحرب الأمريكية على العراق، واستشهد ببعض الأعمال الأدبية التي رصدت تلك الحرب في لبنان والأردن وفلسطين، بينما تحدث الكاتب منير الحافظ (سورية) عن تاريخ مدينة الرقة القديم ومكانتها الثقافية وبخاصة في العصرين الأموي والعباسي، وقدم الأديب د. حسن حميد (فلسطين) شهادة عن الحرب والروايات التي كتبت عن الحرب على سورية مثل روايات: (لاتبكي يا بلدي الحبيب- جنوب القلب- ارض الجهاد-سأرى بعينيك ياحبيبي) وميز حميد بين الروايات في موضوعها وموضوعيتها، وما بين جمالياتها وجمالها، وانقسام المثقفين في الرأي عن الحرب، بين داخل وخارج،هل هي حرب أهلية؟ أم إرهاب؟.. وخص مؤلفات العجيلي حول فلسطين وخاصة (أزاهير تشرين المدماة،وكفن حمود) ببعض التفصيل كأدب مقاومة،عبر حوار أجراه مع الراحل موضحا مكانة العجيلي الأدبية في المشهد الثقافي العربي والعالمي .
وتحدث د. طلال الحديثي (العراق ) عن رواية (أرض الجهاد) ذات العلاقة بالرقة وصلتها بالحرب على سورية في إطار دراسة نقدية في الرواية العربية، وكيف جسدت الرواية الحياة الاجتماعية والسياسية في ظل سيطرة الاحتلال الأمريكي وتمزق الشعب العراقي في المحور السادس تحدث الأديب نذير جعفر (سورية)عن الرواية في سورية من خلال تناوله لثلاثة أعمال أدبية للدكتور عبد السلام العجيلي هي (بنت الساحرة، ووجوه الراحلين،والحب والنفس) منوها إلى أن أعمال العجيلي اعتمدت للتدريس في كلية الآداب بجامعة دمشق كجزء من أدب المقاومة. وتحدث الأديب رشاد أبو شاور(فلسطين) عن طفولته في فلسطين والتي سبقت النكبة بستة أعوام راصدا جرائم الاحتلال الصهيوني بحق الشعب العربي الفلسطيني من خلال مشاهد حية، ونوه إلى أعمال العجيلي الأدبية في المقاومة .وقدمت الأديبة توفيقة خضور دراسة نقدية عن رواياتها مؤكدة على دور المرأة في المجتمع. وقدم الأديب السوري غسان كامل ونوس ورقة رصدت الأعمال الأدبية التي تناولت الحرب الظالمة على سورية من قصة ورواية. ورصد الكاتب محمد احمد الطاهر في روايته(أرض الجهاد) مشاهد يومية من معاناة السوريين من إرهاب تنظيم داعش، كما تحدث عبد الحميد الخلف عن الرقة والثقافة خلال نصف قرن مضى رصد فيها سيرورة المشهد الثقافي الرقاوي والأدباء والفنانين الذين تركوا بصمات في تاريخ ثقافة الرقة والهيئات الداعمة للعمل الثقافي،ونيابة عن الباحث محمد العزو قرأ الخلف بحثا بعنوان (تاريخ الرقة والحركة الثقافية في العصور القديمة).
رافق المهرجان افتتاح فعاليات موازية تمثلت في افتتاح معرض للفن التشكيلي بعنوان (الفرات مهد الحضارة )،ومعرض للتصوير الضوئي بعنوان (الرقة بين النور والظلام )،ومعرض للتراث الشعبي بعنوان (من وحي الفرات ) وعرض فيلم سينمائي يتحدث عن الحركة الثقافية الرقية وعرض فني لفرقة اركيديا الحموية .
الرقة- محمود البعلاو