الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

استشهاد 10 مدنيين أغلبهم أطفال في اعتداء مرتزقة أردوغان على تل رفعت

استشهد أكثر من 10 مدنيين، وأصيب 16 آخرون بجروح جراء عدوان نفّذته التنظيمات الإرهابية المدعومة من قوات الاحتلال التركي على مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن ثلاثة عسكريين روس أصيبوا بجروح طفيفة لدى انفجار عبوة ناسفة قرب مدرعتهم في منطقة عين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي، في وقت نفت المزاعم التي روّجت لها صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية حول استهداف طائرات روسية مخيماً للنازحين في سورية.
وأفادت مصادر محلية بأن قصفاً مدفعياً من قبل التنظيمات الإرهابية المرتبطة بقوات الاحتلال التركي استهدف مدينة تل رفعت خلال الساعات الماضية، ما تسبب باستشهاد أكثر من 10 مدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة 16 آخرين بجروح متفاوتة، إضافة إلى وقوع أضرار مادية بالبنى التحتية والمباني السكنية التي تمّ استهدافها، ولفتت إلى أن عمليات القصف تزامنت مع خروج الطلاب من مدارسهم، مشيرة إلى أن حصيلة الشهداء مرشحة للازدياد لوجود جرحى حالة بعضهم حرجة.
من جانبها، أفادت مصادر إعلامية بأن القصف أودى بحياة 10 أشخاص على الأقل، بينهم 8 أطفال، إضافة إلى إصابة 16 أشخاص آخرين معظمهم أيضاً من الأطفال، مشيرة إلى أن القصف المدفعي استهدف مباشرة مواقع مكتظة بالمدنيين.
وتستهدف التنظيمات الإرهابية المنتشرة في مناطق عفرين واعزاز بريف حلب الشمالي بشكل متكرر مدينة تل رفعت بالقذائف والصواريخ، الأمر الذي يؤدّي إلى وقوع ضحايا وإصابات بين الأهالي.
كما اختطف إرهابيون يعملون بإمرة قوات الاحتلال التركي عدداً من الشبان من أبناء قرية القاطوف في منطقة رأس العين بالحسكة، وأقدموا على سرقة منازل فيها، بينما تزايدت عمليات اقتتال الإرهابيين فيما بينهم، والتي أسفرت عن مقتل العديد منهم.
وذكر مراسل سانا في الحسكة أن قوات الاحتلال التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية واصلوا ممارساتهم العدوانية بحق المدنيين في ريف الحسكة الشمالي الغربي، واعتقلوا عدداً من الشباب من قرية القاطوف في منطقة رأس العين، كما سرق الإرهابيون عدداً من منازل القرية الخالية من سكانها الذين هجّروا بفعل اعتداءات الإرهابيين وممارسات قوات الاحتلال التركي التي تشغلهم، ولفت إلى مقتل ثمانية من مرتزقة أردوغان في قرية الهراس بريف رأس العين نتيجة اقتتال فيما بينهم، بالتوازي مع مواصلتهم أعمال النهب والسرقة، حيث أقدموا على سرقة محولة الكهرباء التي تغذي بئر قرية المدان بريف رأس العين بالكهرباء، ما تسبّب بانقطاع المياه عن قرابة عشر قرى.
وفي سياق محاولاتها لإحداث تغييرات ديموغرافية نقلت قوات الاحتلال التركي ثماني عائلات جديدة لمرتزقتها الإرهابيين إلى قريتي حميد والعرادة بريف رأس العين.
وأشار المراسل إلى إقدام قوات الاحتلال التركي على نقل غرف مسبقة الصنع إلى نقطة عسكرية لها في قرية السودة بريف رأس العين، وذلك مع إقدامها على إنشاء نقطتين عسكريتين في قريتي الكنيهر والطولان بريف رأس العين أيضاً.
وأكد مراسل سانا أن أصوات الانفجارات التي سمعت في جبلة ناجمة عن تدريبات عسكرية، فيما أصيب مدني بجروح جراء اعتداء المجموعات الإرهابية بقذائف المدفعية على منازل المواطنين في بلدة الرصيف في سهل الغاب شمال غربي حماة، وأدى الاعتداء إلى وقوع أضرار مادية في الممتلكات.
وتنتشر في إدلب وريفها مجموعات إرهابية تتبع معظمها إلى تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي، تعتدي على القرى الآمنة والنقاط العسكرية بريف حماة الشمالي العاملة على حمايتها.
يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن ثلاثة عسكريين روس أصيبوا بجروح طفيفة لدى انفجار عبوة ناسفة قرب مدرعتهم في منطقة عين العرب بريف حلب الشمالي الشرقي، وأشارت في بيان إلى أن “عبوة ناسفة انفجرت أثناء قيام مجموعة من العسكريين بمهمة استطلاع الطريق لتسيير دورية روسية تركية مشتركة على بعد 1.5 كيلو متر غرب قرية كوران بمنطقة عين العرب أقصى ريف حلب الشمالي الشرقي”، وأوضحت أن “الانفجار ألحق أضراراً بالمركبة، وتسبّب بإصابة العسكريين الروس الثلاثة الجالسين فيها بجروح لا تهدد حياتهم”.
ويتم تسيير دورات روسية تركية مشتركة في عدد من مناطق الريف الشمالي لمحافظات حلب والرقة والحسكة بناء على مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين روسيا والنظام التركي في سوتشي في الـ 22 من تشرين الأول الماضي.
بالتوازي، نفت وزارة الدفاع الروسية المزاعم التي روجت لها صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية حول استهداف طائرات روسية مخيماً للنازحين في سورية.
ووصف المتحدث باسم الوزارة اللواء إيغور كوناشينكوف ما روجته الصحيفة بأنه اتهامات سخيفة وبدائية ولا طائل منها، ومبنية على مقطع فيديو مجهول المصدر يظهر محتالين من “الخوذ البيضاء” أمام مبان كبيرة لمخيم مزعوم للنازحين، ويحتوي على لقطات لسماء زرقاء، حيث كان من المفترض أن تحلّق طائرة روسية ومقتطفات من عبارات روسية نسبت لطيارين من القوات الجوية الفضائية الروسية.
وأشار كوناشينكوف إلى أن التقرير يشدّد على أن صحفيي نيويورك تايمز بذلوا جهوداً خرافية على مدى شهور طويلة في ما وصف بفك شيفرة الأحاديث بين الطيارين الروس في سورية، مضيفاً: مضطرون مرة أخرى لتذكير طالبي إعداد هذا الخبر الزائف بأن إبلاغ الطيارين الروس بإحداثيات الأهداف أو تقديم التقارير حول تنفيذهم المهام لا يجريان صوتياً في البث الإذاعي المفتوح.
ولفتت الوزارة أيضاً إلى إعلان ما يسمى “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له، واشتهر أيضاً بتقاريره المزيفة، يوم الـ27 من تشرين الثاني، أي قبل عدة أيام من نشر خبر الصحيفة الأمريكية، عن توقيع اتفاق تعاون مع نيويورك تايمز حول إجراء تحقيقات مشتركة في “جرائم الحرب” بسورية.
سياسياً، أكد عدد من الخبراء والمحللين السياسيين الروس أن هدف الوجود العسكري الأمريكي والتركي غير الشرعي في سورية هو نهب موارد النفط السورية والمساس بسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها.
وقال عميد كلية السياسة العالمية في جامعة موسكو الحكومية أناتولي سيدورف في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو: “إن الولايات المتحدة تستخدم القوة العسكرية لإطالة أمد الأزمة في سورية إلى أبعد حد ممكن، واستغلال موارد النفط فيها لتمويل ما تسميه (المعارضة)”، مؤكداً أن وجود القوات الأمريكية والتركية في الأراضي السورية دون موافقة حكومتها هو وجود غير شرعي، ويتناقض مع مبادئ القانون الدولي.
وفي مقابلة مماثلة، قال الباحث في قسم الأمن الأوروبي بمعهد أوروبا التابع لأكاديمية العلوم الروسية البروفيسور في معهد العلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية ديميتري دانيلوف: إن الولايات المتحدة تتدخل بالأزمة في سورية من أجل تحقيق أهدافها وخططها المتعددة الجوانب والمتعلقة بجعل شعار ترامب “أمريكا أولاً” هدفاً رئيسياً لها.
وحول العدوان التركي على الأراضي السورية قال دانيلوف: “إن الموقف الروسي واضح وصريح، ويؤكد على ضرورة عودة الأراضي إلى سيطرة الحكومة السورية وفقاً لاتفاقات أستانا وتطبيقاً لقوانين الشرعية الدولية”.
بدوره أكد نائب رئيس مجلس الشؤون الدولية في الرئاسة الروسية الفريق في القوات الاحتياطية يفغيني بوجينسكي أن وجود القوات التركية والأمريكية في سورية غير شرعي، ويتعارض مع قواعد الشرعية الدولية، وهدفه إطالة أمد الأزمة فيها.
وتواصل الولايات المتحدة خرقها القوانين الدولية، حيث أدخلت مؤخراً عدة قوافل ضمت عشرات السيارات والآليات إلى مناطق انتشار قواتها غير الشرعية حول حقول النفط في شمال شرق سورية بغية الاستمرار بنهب النفط السوري.
وفي براغ، أعرب نائب رئيس مجلس النواب التشيكي، رئيس الحزب الشيوعي التشيكي المورافي فويتيخ فيليب، عن ثقته بحتمية انتصار سورية على الإرهاب وقوى العدوان الخارجي ومعاقبة المعتدين على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبوها في سورية.
وأشار فيليب، في رسالة تضامن مع سورية نشرت في صحيفة “هالو نوفيني”، إلى أن العدوان ضد سورية يؤكد من جديد أن الامبريالية الأمريكية وأتباعها لا يتوانون عن فعل أي شيء في سبيل تحقيق مصالحهم  وأطماعهم الأنانية بما في ذلك ارتكاب جرائم حرب، وأكد أن الولايات المتحدة والنظام التركي والكيان الصهيوني يخرقون وبشكل فظ المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة من خلال الاعتداءات التي يقومون بها على الأراضي السورية والتي أدت إلى تهجير مئات الآلاف من المدنيين بينهم الكثير من الأطفال والنساء.