ثقافةصحيفة البعث

إيمان عمر “حصاة الصبر” أُنجِز خلال فترة قياسية

بعد عملها الطويل في مجال تصميم الدمى في مسرح العرائس نجحت الفنانة إيمان عمر في خوض تجربتها الإخراجية الأولى في مسرح الطفل والعرائس من خلال مسرحية “حصاة الصبر” التي انتهت عروضها مؤخراً والتي قدمت فيها شكلاً جديداً لمسرح العرائس لم يعتد عليه جمهور هذا المسرح وحقق نجاحاً كبيراً.

حصاة الصبر

ولا تخفي عمر في حوارها مع “البعث” أنها انتظرت ثلاث سنوات لتخوض تجربة الإخراج،  وما أخَّرها عدم وجود نص مناسب بعيد عن النصوص القديمة التي سبق وأن عُرِضت في مسرح العرائس،  دون أن تنكر أن محاولات عديدة قامت بها مع بعض الكتّاب لإنجاز نص مسرحي خاص لمسرح الدمى إلا أن ذلك لم يثمر،  إلى أن التقت بالراحل د. محمد قارصلي الذي اقترح عليها قبل وفاته بسنة نصين،  اختارت منهما نص “حصاة الصبر” لما يحمل من قيم جميلة وهادفة للصغار والكبار، مؤكدة أن العمل أُنجِز خلال فترة قياسية ليكون ضمن عروض يوم الثقافة وهي قبلت التحدي لإنجازه بعد اختصاره وإعداده لأكثر من مرة ليصل النص إلى الشكل الأخير، مشيرة إلى المساندة الكبيرة التي تلقتها من الموسيقي سامر الفقير لإخراج هذا العرض بالشكل الجميل الذي ظهر فيه للأطفال، مبينة إيمان عمر أنها اختارت نص “حصاة الصبر” للعبر الكثيرة التي ركز عليها والتي تفيد الأطفال والكبار في مواجهة تحديات الحياة التي نعيشها من خلال تأكيده على الصبر وتحمل المتاعب في الحياة والتصدي للظلم والحذر من الأشخاص المقربين والتعبير عن كل ذلك من خلال دمى استُخدمت بطريقة جديدة في مسرح العرائس وهي دمى لم تُقدم في عرض مسرحي متكامل بالشكل الذي قدمته عمر في “حصاة الصبر” في محاولة منها للتجديد في مسرح العرائس وتعريف الأطفال على كل أنواع مسرح الدمى، وقد أسعدها كثيراً أن كل من حضر العرض من مختلف الأعمار والشرائح والمستويات الأدبية أُعجب بالشكل الجديد للدمى وبطريقة تحريكها وعرضها على خشبة المسرح، وأعجب كذلك بالنص والموسيقا.

مصممو الدمى قلة

وتوضح إيمان عمر أن أصعب مرحلة في تنفيذ العرض كانت مرحلة دراسة وتصميم الشخصيات المناسبة للنص وتصنيعها للدمى التي تخلقها من روحها والتي تصبح بعد تصنيعها جزءاً منها ومن جسدها، فتغمرها فرحة لا يمكن وصفها حين تراها وقد اكتملت على أرض الواقع، موضحة أن تصنيع الدمى لمسرح العرائس هو من السهل الممتنع، حيث هناك أساسيات يجب أن تكون موجودة عند المصمم والمنفذ للدمى،  منها خبرة الرسم والنحت وتصميم الملابس وتنفيذها (حياكتها) وهذا لا يكون سهلاً عند من لا يمتلك كل هذه الخبرات، ويؤسفها أن مصممي الدمى ما زالوا قلة، ومنهم من يعتمد على دمى القفاز ولا يتبعون الحداثة لا بشكلها ولا بحركتها، مع وجود من ينتحل صفة مصنّع دمى فيصنع دمى مخيفة للطفل.. من هنا تؤكد عمر على ضرورة تحديث صناعة الدمى وحركاتها بشكل دائم، وكذلك العمل على تصميم الديكور المناسب لمسرح الدمى لأن أغلب مصممي الديكور ليست لديهم الخبرة في تصميم وتنفيذ الديكور المناسب لمسرح الدمى، دون أن تنسى الدور الكبير للإضاءة التي يجب أن تكون مناسبة لعروض هذا المسرح.

حلم تحقق

ترى إيمان عمر أن الإخراج مرحلة جديدة بالنسبة لها، ولكنها ليست سهلة وتحتاج لطاقة تحمّل كبيرة وعمل مضنٍ شبيه بتشكيل لوحة تشكيلية متكاملة من ألوان ودمى جميلة تتناسب ملابسها مع ألوان الديكور والإضاءة، مع إشارتها إلى الرابط الكبير بين التصميم والإخراج،  فالاثنان يحتاجان إلى رؤية خاصة وخيال واسع للرسم والتصميم والخلق الملموس بطريقة مباشرة على أرض الواقع، منوهة إلى أن الإخراج وتقديم ما هو جديد في مسرح العرائس كان بالنسبة لها حلماً تحقق وهي ستستمر به إلى أن تضع بصمة واضحة في مجال مسرح الدمى عبر عروض جديدة تحمل أفكاراً ونصوصاً هادفة للأطفال والكبار إيماناً منها أن هذا المسرح هو للعائلة . وتختتم عمر كلامها شاكرة مديرية المسارح والموسيقا- مسرح الطفل والعرائس- التي أنتجت “حصاة الصبر” وساندتها ليرى النور وكذلك كل المشاركين في العرض،  مشيرة إلى أنها بصدد التحضير لفيلم سينمائي وآخر وثائقي خاص بالدمى بالشراكة مع المخرج السينمائي العراقي د.مصطفى الشوكي.

بطاقة العمل: محركو الدمى: تماضر غانم، نجاح مختار، رندا الشماس، أيهم جيجكلي، زينب ديب، رنا صعب، تسجيل الأصوات: جمال نصار، مروان فرحات،  مازن عباس، عادل أبو حسون، مجد نعيم، تماضر غانم، إشراف فني مأمون الخطيب، التأليف الموسيقي سامر الفقير، تصميم الإضاءة بسام حميدي، تصميم وتنفيذ الدمى إيمان عمر، تصميم ديكور محمد كامل، مدير منصة عصام الحمدان،  تنفيذ الإضاءة محمد قطان، تنفيذ الصوت إياد العساودة، غناء دينة زين الدين ومازن عباس، كلمات ماهر الإبراهيم، تصوير فوتوغرافي يوسف بدوي.

أمينة عباس