دراساتصحيفة البعث

أوروبا اللاعب الرئيسي في تدمير سورية

ترجمة: البعث

عن موقع غلوبال ريسيرش 15/12/2019

مونيكا ماجيوني صحفية إيطالية ومديرة تنفيذية لـ Rai.com، التي تبثّ “Rai News 24 TV”، وهي من بين آخرين قابلت الرئيس السوري بشار الأسد في 26 تشرين الثاني الماضي، وكان من المقرّر بث المقابلة في 2 كانون الأول الحالي، لكن تمّ تأجيله في ظروف غامضة.

ما الذي كان متفجراً في المقابلة لدرجة أن وسائل الإعلام الإيطالية أرادت أن تخفيه عن المشاهدين الإيطاليين؟ يعتقد الكثيرون أن الأمر يتعلق بالسؤالين 8 و9، وردّ الرئيس الأسد.

< السؤال 8: في هذه اللحظة، عندما تنظر أوروبا إلى سورية، بصرف النظر عن الاعتبارات المتعلقة بالبلاد، هناك قضيتان رئيسيتان: الأولى هي اللاجئون، والأخرى الإرهابيون أو المقاتلون الأجانب الذين يعودون إلى أوروبا. كيف ترى هذه المخاوف الأوروبية؟.

<< الرئيس الأسد: علينا أن نبدأ بسؤال بسيط: من الذي خلق هذه المشكلة؟ لماذا لديك لاجئون في أوروبا؟ إنه سؤال بسيط: بسبب الإرهاب الذي تدعمه أوروبا -وبالطبع الولايات المتحدة وتركيا وغيرها- ولكن أوروبا كانت اللاعب الرئيسي في خلق الفوضى في سورية.

< السؤال 9: لماذا تقول إنها كانت اللاعب الرئيسي؟.

<< الرئيس الأسد: لأنهم دعموا علناً، فقد دعم الاتحاد الأوروبي الإرهابيين في سورية منذ اليوم الأول أو الأسبوع الأول أو من البداية، وقد أرسلت بعض الأنظمة مثل النظام الفرنسي أسلحة للإرهابيين، وهم الذين خلقوا هذه الفوضى.

هجوم الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي على سورية لم يسبق له مثيل في التاريخ. كان هذا هجوماً منسقاً دولياً على سورية من قبل الولايات المتحدة وأوروبا. تمّ التحريض عليه من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، ووافق عليه أعضاء الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، ومنذ المراحل الأولى للحرب على سورية، قدّمت الولايات المتحدة وأوروبا دعماً سياسياً وعسكرياً ولوجستياً لـ”الإرهابيين” في سورية ورفضوا وصفهم بالإرهابيين.

في عام 2013، أعلن الرئيس الأسد أنه مستعد لحوار وطني إذا سلم الإرهابيون أسلحتهم، لكن خطة الولايات المتحدة والناتو والاتحاد الأوروبي رفضت إلقاء سلاح الإرهابيين، وبدلاً من ذلك تمّ تصدير الأسلحة والضباط الأوروبيين لتدريب الإرهابيين، أرادت أوروبا فقط تأجيج الحرائق في سورية، ولم تخطّط أبداً لتكون صوت السلام والقانون الدولي.

وفيما يلي عرض لدعم الاتحاد الأوروبي والناتو للإرهاب في سورية: بلغاريا: قام السيد Boïko Borissov، رئيس الوزراء منذ عام 2014، بتزويد “الإرهابيين” في سورية بالحبوب المخدرة “كبتاغون” بناء على أوامر من وكالة المخابرات المركزية. ألمانيا: كانت سفينة تحمل أجهزة تجسّس عبر الأقمار الصناعية قبالة ساحل سورية تزوّد الإرهابيين بمواقع وتحركات الجيش السوري. بريطانيا العظمى: زودت المخابرات البريطانية الإرهابيين بمعلومات عن التحركات العسكرية السورية. في عام 2012، كانت قوات الكوماندوز التابعة لـ SAS تقوم بعمليات سرية داخل الأراضي السورية، وقدّمت للإرهابيين مساعدات عسكرية، بما في ذلك معدات الاتصالات والإمدادات الطبية، وقدّمت الدعم الاستخباراتي من قواعدها القبرصية. فرنسا: تمّ تأسيس مجموعة “أصدقاء سورية” من قبل الرئيس الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي في عام 2012، وأعلنوا عزمهم على دعم الإرهابيين في سورية. في عام 2013، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن فرنسا مستعدة لبدء تقديم المساعدات الفتاكة للإرهابيين، وبحلول عام 2014 أكد هولاند أن فرنسا سلّمت الأسلحة للإرهابيين، وبحلول عام 2015 بدأت غارات جوية على سورية. إيطاليا: في 28 شباط 2013، عقد “أصدقاء سورية” اجتماعهم في روما، وكان من بين الأعضاء 11 فرنسياً وألمانياً وإيطالياً والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي. وفي دراسة نشرت في عام 2019، بلغ عدد الإرهابيين من إيطاليا الذين كانوا في سورية 135 حتى تموز 2018. الاتحاد الأوروبي: في عام 2013 قررت بروكسل مساعدة الإرهابيين عبر تدريبهم على الأسلحة. أبلغت Jane’s Defense Weekly عن شحنة أمريكية من 994 طناً من الأسلحة والذخيرة في كانون الأول 2015 من أوروبا الشرقية إلى الإرهابيين في سورية، بما في ذلك صواريخ M17 المضادة للدبابات وRPG-7s وAK-47S وDShKs وPKMs. في أوائل آذار 2013، كشف مصدر أمني أردني أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا كانتا تدربان الإرهابيين في الأردن. بحلول عام 2019، أصدر الاتحاد الأوروبي بياناً عن سورية يدّعون فيه الآن أنهم يدعون إلى السلام والمفاوضات السياسية لتسوية النزاع لمدة 9 سنوات تقريباً ودعمهم المساعدات الإنسانية والاقتصادية هناك. لكن عندما يواجه التاريخ الموثق، فإن هذا البيان سيكون عبارة عن كذبة صلعاء. كان موقف الاتحاد الأوروبي منذ بداية النزاع هو دعم الإرهابيين المسلحين ومنع حتى الأدوية التي يتمّ استيرادها إلى سورية بسبب العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والتي تمنع اليوم أي جهد لإعادة الإعمار.