الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

الرئيس الأسد لـ خاجي: معركة إدلب هدفها القضاء على الإرهاب الذي يهدد أمن وسلامة المواطنين فيها

 

استقبل السيد الرئيس بشار الأسد، أمس، علي أصغر خاجي كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة والوفد المرافق له.
واستمع الرئيس الأسد من خاجي لعرض حول آخر مستجدات اجتماع أستانا الأخير، والمناقشات التي دارت خلاله حول عدد من المواضيع، وعلى رأسها موضوع لجنة مناقشة الدستور، والتطوّرات في منطقة الجزيرة السورية.
وأشار الرئيس الأسد إلى محاولات الطرف الآخر والدول الداعمة له وضع العراقيل والعقبات أمام عمل اللجنة تحت مسميات متعدّدة لحرفها عن مهامها وهدفها.
وشدّد الرئيس الأسد على أن معركة إدلب هدفها القضاء على الإرهاب الذي يهدد أمن وسلامة المواطنين السوريين في تلك المنطقة، مشدداً على أن عملية مكافحة الإرهاب مستمرة، وتشكّل أولوية بالنسبة للدولة السورية قبل أي شيء آخر.
كما عرض الوفد الإيراني أهم النقاط التي تناولها لقاء جنيف الأخير بين كل من إيران وروسيا وتركيا، وأشاد أعضاء الوفد بتقدّم الجيش العربي السوري في منطقة الجزيرة السورية، وهنؤوا الرئيس الأسد والشعب السوري بالانتصارات التي تحققها العملية العسكرية في إدلب حالياً.
وتطرّق اللقاء للعلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أكد خاجي أن إيران كانت وستبقى مع كل ما من شأنه تحقيق مصلحة الشعب السوري والحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها.
حضر اللقاء الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية، والدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين، وأيمن رعد مدير إدارة آسيا في وزارة الخارجية والمغتربين.
وفي الإطار ذاته بحث وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين مع خاجي والوفد المرافق له مستجدات الأوضاع في سورية في مجالي مكافحة الإرهاب والعملية السياسية، بالإضافة إلى مختلف التطورات والأحداث السياسية في المنطقة والتحديات المختلفة التي تواجه كلا البلدين، وخصوصاً مع تصعيد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وأدواتها ضد البلدين الشقيقين ومؤامراتها التي تستهدف استقلالهما ومواقفهما المبدئية.
وكانت وجهات النظر متفقة تجاه كل القضايا التي تمّ التطرق إليها، وتمّ التأكيد على أهمية استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين على كل المستويات وحول مختلف القضايا والتطوّرات.
حضر اللقاء المقداد ومدير إدارة آسيا في وزارة الخارجية والمغتربين ومحمد العمراني مدير إدارة المكتب الخاص في الوزارة، كما حضره جواد ترك آبادي سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق.
خاجي: الوجود الأمريكي سبب انعدام الأمن والاستقرار

وفي تصريح للصحفيين عقب لقائه المعلم، أكد خاجي أن انتشار الجيش العربي السوري في المناطق الحدودية مع تركيا من شأنه ترسيخ الأمن والهدوء والاستقرار في ربوع سورية كافة، وتكريس سيادة الدولة السورية على أراضيها، منوّهاً بالانتصارات والإنجازات التي يحققها الجيش في مواجهة التنظيمات الإرهابية، وأشار إلى أن زيارته إلى سورية تأتي في إطار اللقاءات السياسية التي تجري بشكل دوري مع المسؤولين السوريين من أجل مناقشة ومتابعة آخر التطورات والمستجدات السياسية المرتبطة بالشأن السوري والشأنين الإقليمي والدولي.
وبيّن خاجي أن اللقاءات مع المسؤولين السوريين تناولت آخر التطوّرات والمستجدات المرتبطة بالشأنين السياسي والميداني في سورية وأيضاً الملف الليبي، وهناك وجهات نظر متقاربة بين الجانبين حول تطوّرات الساحة الليبية، لافتاً إلى الإنجازات الكثيرة التي حققتها سورية في المرحلة الحالية وتعاطيها بشكل إيجابي وبنّاء مع عمل لجنة مناقشة الدستور، التي عقدت اجتماعات على مدى مرحلتين، وهناك مرحلة أخرى ستعقد في المستقبل.
ورداً على سؤال حول الموقف الإيراني من الاعتداءات الأمريكية المستمرة على الأراضي السورية والعراقية، التي كان آخرها الاعتداء على الحشد الشعبي في العراق، والموقف من الاعتداءات الإسرائيلية على سورية، أوضح خاجي أن الموقفين الإيراني والسوري متقاربان بهذا الشأن، وقد استنكرت إيران خلال لقاء أنقرة بشكل كامل الاعتداءات الإسرائيلية الآثمة على سورية، مشيراً أيضاً إلى موقف سورية الذي أدان الاعتداء العسكري الأمريكي الأخير على الأراضي العراقية، وموقف إيران الواضح بهذا الشأن الذي تم التعبير عنه من قبل المسؤولين الإيرانيين، ويتمثّل بإدانة واستنكار هذه الاعتداءات الأمريكية السافرة بشكل كامل.
وشدّد خاجي على أن إيران وسورية تعارضان وترفضان بشكل كامل أي وجود للقوات الأمريكية على الأراضي السورية، وهناك مطالبة جدية وحثيثة بخروج تلك القوات بأسرع وقت ممكن، مبيناً أن الوجود الأمريكي في المنطقة عاد بالوبال على الولايات المتحدة، إضافة إلى انعدام الأمن والاستقرار.
ورداً على سؤال حول موقف إيران من إعلان الولايات المتحدة أن عدوانها على الحشد الشعبي في العراق يمثّل رسالة إلى إيران، بيّن خاجي أن هذه ليست المرة الأولى التي تمارس فيها الولايات المتحدة اعتداءاتها الآثمة على دول المنطقة وشعوبها، وما حدث مؤخراً ما هو إلا نوع آخر من هذه الاعتداءات الأمريكية، مؤكداً أن بلاده راسخة وثابتة في مواقفها، وقد تعوّدت على مثل هذه الرسائل الدموية من قبل الولايات المتحدة من خلال اعتداءاتها العسكرية.
المقداد: أي وجود أجنبي غير مشروع عدوان واحتلال

وفي رد على سؤال حول الموقف السوري من الوجود الأمريكي على الأراضي السورية، أكد المقداد أن سورية وإيران في حرب واحدة ضد الإرهاب، داعياً المجتمع الدولي إلى أن يكون معهما في هذه الحرب، كما دعا الدول المتورّطة بدعم الإرهاب، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، إلى التوقف عن هذا الدعم، لأن العالم كشف عن وجهها القبيح، وخاصة بعد العدوان الأمريكي الدموي والمرفوض ضد فصائل الحشد الشعبي العراقية، التي تعد إحدى أدوات الدولة العراقية في مكافحة الإرهاب، موضحاً أنه كان يجب أن يتم دعم الحشد وليس قصفه، ولكن هذه هي السياسات الأمريكية.
وأضاف المقداد: نحن على استعداد دائم للتضحية دفاعاً عن وحدة أرض وشعب وسيادة سورية، وإن أي وجود أجنبي غربي وأمريكي أو غير ذلك غير مشروع على الأراضي السورية سيتمّ التعامل معه على أنه عدوان واحتلال غير مشروع لأراضي سورية، وهذا هو موقفنا الدائم تجاه سياسات الولايات المتحدة الأمريكية العدوانية في المنطقة، ودعمها المستمر للاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية الفلسطينية والسورية.
ورداً على سؤال حول الموقف السوري من التوغل التركي في الأراضي السورية وما تسمّى بنقاط المراقبة التركية، أوضح المقداد أن سورية تعرف النوايا التركية والأردوغانية، ولكنها ستتعامل مع أي وجود تركي على الأراضي السورية على أنه احتلال، وهم يعرفون ماذا يعني الاحتلال، حيث كانت لديهم تجربة في الربع الأول من القرن الماضي عندما خرجوا من المنطقة، وهم يعرفون حالياً أنهم سيخرجون أيضاً.