تقاليد أكل المنسَف
المَنسَف طعام الولائم والأعراس والمناسبات الكبرى؛ كما يقدم أيضاً للضيوف أصحاب المكانة الاجتماعية والشجاعة والكرم والعقل الراجح.
والمنسف وعاء نحاسي كبير وواسع يحمله رجلان أو أربعة بواسطة حلقتين (خَذمتين) أو أكثر ويقدم للضيوف مليئاً بالأرز واللحم يكلله رأس الذبيحة، كما يضم أيضاً طبقة من البرغل تكون تحت الأرز، ليتسنى لمن يحب أكل البرغل أن يحفر في المنسف؛ ليجد مشتهاه منه، ويُقدّم المليحي مع المنسف، وهو حساء طيب المذاق مصنوع من اللبن المغلي ويقوم المُعزِّب أي صاحب الدعوة بصب السمن العربي المغلي على المناسف أمامهم زيادة في الحفاوة والتكريم. وعند تقديم أكثر من منسف، يجب أن يوضع المنسف الأكبر الذي يحمل رأس الذبيحة أمام الضيف الذي أقيمت الوليمة على شرفه ويدعو المُعزب الحضور للطعام مشيراً إلى الضيف الأكثر أهمية، قائلاً: تفضلوا على ما يَسَّر الله على شرف فلان أبو فلان.
ومن التقاليد المرعية بطعام المنسف أن يتقدم الرجل للمنسف المقابل له إلا إذا خصّه المعزب بمكان مخصوص على مسامع الحاضرين. كما يجب الأكل من المنسف باليد اليمنى حصراً، ويُعاب كثيراً من يستعين بيده اليسرى لكشط اللحم من العظم أو كسر الجمجمة. وعلى من يجاور الضيف أن يقدم له بعض اللحم زيادة في الاحترام والتكريم ويأكل الرجل من أمامه فقط، ويحظر عليه جلب قطعة لحم من أمام غيره، وإن فعلها يصبح مضرب المثل بالعار والشنار. يستحسن أن يأكل الإنسان بسرعة؛ ويقوم قبل الذين حوله بعد أن يشرب جرعة كبيرة من المليحي بختام الطعام لتسهيل الهضم. أما أصحاب الدعوة وأهل المنزل فلا يقومون عن الطعام باكراً، ويتمهّلون حتى لا يسببون حرجاً للضيوف، فيقوم الضيوف عن الطعام قبل أن يشبعوا.
محمد غالب حسين