الصفحة الاولىصحيفة البعث

وزير الدفاع البريطاني: واشنطن تفقد دورها جراء سياسات ترامب الانعزالية

 

تتراجع مكانة واشنطن على المستوى الدولي، وتتصاعد الانتقادات الموجّهة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب داخلياً وخارجياً، وكل ذلك نتيجة سياساته المتهوّرة والتخبّط الذي أبداه خلال فترة ولايته. فقد، طالب وزير الدفاع البريطاني روبرت والاس بتقليص اعتماد بريطانيا على الولايات المتحدة في المجال العسكري، مشيراً إلى أن السياسة الانعزالية التي يتّبعها ترامب جعلت دور واشنطن يتراجع في العالم.
وقال والاس في حديث لصحيفة “صنداي تايمز” البريطانية: “على الحكومة البريطانية أن تستخدم المراجعة الدفاعية المقبلة من أجل شراء معدّات تضمن مستقبلاً عدم اضطرارها للاعتماد على القوات الجوية الأمريكية وطائراتها للتجسس في الصراعات المستقبلية”.
في وقت تنظر بريطانيا إلى الولايات المتحدة الأميركية على أنها “حليف قوي”، كما أنها تُعد أيضاً بشكل تقليدي دعامة ومدافعاً قوياً عن حلف شمال الأطلسي. وأقرّ والاس بأن بريطانيا تعتمد اعتماداً كبيراً على الغطاء الجوي الأمريكي وعلى أجهزة الاستخبارات والاستطلاع والمراقبة الأمريكية، مشدّداً على أن بقاء بريطانيا ضمن التحالف الأمريكي بشكل دائم لم يعد افتراضاً معقولاً، ويجب أن تضع الحكومة البريطانية خططها المقبلة اعتماداً على هذه الحقيقة وتنوّع أصولها العسكرية.
ومع استعدادها للانسحاب من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير كانون الثاني، أوضحت الحكومة البريطانية أن العلاقات مع واشنطن ذات أهمية قصوى مع تصدّر المحادثات التجارية جدول الأعمال.
وتأتي تعليقات والاس الذي ترتبط بلاده عادةً بعلاقة تحالف استراتيجي وثيق مع واشنطن على خلفية السياسات المتهورة والمواقف المتناقضة التي يتّبعها ترامب، وجعلت حتى أقرب حلفائه يبتعدون عنه، وخاصة فيما يتعلق بانسحابه من الاتفاق النووي الإيراني واتفاقيات دولية أخرى كثيرة، ما جعل الولايات المتحدة دولة منعزلة.
في سياق آخر، وتزامناً مع ذكرى مرور 18 عاماً على افتتاح المعتقل الأمريكي غوانتانامو، تظاهر عشرات الأشخاص وسط واشنطن للمطالبة بإغلاقه، حيث ذكر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني أن العشرات احتشدوا قرب البيت الأبيض مرتدين ملابس برتقالية تمثل زي المعتقلين في غوانتانامو، ورافعين لافتات تطالب بإغلاق المعتقل سيئ الصيت.
وانضمّت منظمة الأمن والتعاون الأوروبي إلى الأصوات المطالبة بإغلاق المعتقل، قائلةً في بيان نشره مركز أنباء الأمم المتحدة: “إن الحفاظ على حقوق الإنسان ليس مسألة اختيار، بل التزام قانوني”.
يذكر أن ترامب قرر في كانون الثاني عام 2018 الإبقاء على المعتقل مفتوحاً، وهو ما يدينه المدافعون عن حقوق الإنسان، لأن المعتقلين فيه لا يحاكمون أمام محاكم مدنية، بل من قبل لجان عسكرية وأثار وضعهم اعتراضات في القضاء، وأُرجِئَت محاكماتهم لفترات طويلة، عدا عن الانتهاكات التي تمارس بحقّهم من تعذيب على مختلف المستويات.