صحيفة البعثمحليات

عزوف الفلاحين عن الزراعات الباكورية

 

 

درعا – دعاء الرفاعي

تعتبر أراضي منطقة الشجرة في حوض اليرموك في ريف درعا الغربي من أفضل المناطق للزراعات الباكورية بمختلف أصنافها، ويعتمد المزارعون في تلك المنطقة على الباكوريات في مصدر رزقهم ودخلهم، حيث تتركز زراعة الكوسا والبندورة والخيار والفاصولياء باعتماد هذه الزراعات وفق أحدث الطرق، وبعد تحرير منطقة حوض اليرموك من تنظيم “داعش” وعودة الأمن والأمان لكامل المناطق واستقرارها نسبياً، تم زراعة 5 آلاف دونم زراعي من بينها 500 دونم في منطقة وادي كويا الموسم الزراعي الماضي، بينما اليوم تعاني هذه الزراعة من ارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل جنوني وانخفاض المساحات المزروعة بشكل كبير لعدم استطاعة الفلاح شراء البذار وتحمل تكاليف الإنتاج وحده، ولفت العديد من المزارعين إلى معاناتهم والصعوبات التي تواجه عملهم الزراعي من حيث وجود انهيارات ترابية على الطرق الزراعية نتيجة تشكل السيول الجارفة وانتشار قطعان الخنازير البرية التي تقوم بأكل المزروعات وإتلاف المحصولات الزراعية مطالبين بضرورة مكافحتها بأسرع وقت.
وذكر المزارعون أن منطقة حوض اليرموك تعتبر سلة غذائية لمحافظة درعا بخيراتها الوفيرة وتنوعها الحيوي ومن الضروري وضع آليات جديدة وزيادة كميات السماد الزراعي وتقديم كل أشكال الدعم لتنشيط الزراعة نتيجة المردود المادي للفلاحين، حيث يعمل بها حوالي90% من السكان، وضرورة أن تقوم الوحدات الإرشادية بتقديم العون للمزارع وعدم الاكتفاء بتوزيع أنواع محددة من الدواء والأسمدة، ولاسيما بعد الارتفاع الكبير في أسعار الأسمدة والبذار ما أدى إلى صعوبة تأمينها من الفلاحين.
المهندس الزراعي عمران السموري كشف عن أبرز معوقات المزارعين بعدم قدرتهم على شراء البذار، ومع اقتراب موسم زراعة الكوسا الباكورية يرى أن علبة الكوسا الهجين يتم استجرارها من الشركة الرئيسية في دمشق بـ40 ألف ليرة، بينما كانت تباع العام الماضي بـ17 ألفاً للمزارع، وكذلك الحال مع محصول البندورة.
ولفت السموري أيضاً إلى ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج إضافة للبذار كالأسمدة، فليتر المبيد الحشري العام الماضي كمتوسط كان يباع بـ6000 ليرة، واليوم وصل سعر أقل ليتر إلى 15 ألفاً.
ويبقى ارتفاع تكاليف زراعة المحاصيل، وانعدام بعض المواد الأولية السبب الرئيسي في الانخفاض الكبير في مستوى الإنتاج الزراعي، الأمر الذي سيكون له انعكاسات سلبية اقتصادياً ومعيشياً، على الفلاح الخاسر الوحيد والمواطن بالدرجة الأولى.