الصفحة الاولىصحيفة البعث

طهران: سننسحب من معاهدة الحظر حال إحالة الملف إلى مجلس الأمن

 

حذّر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أوروبا من إحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي، مؤكداً أن بلاده ستنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي “إن. بي. تي”، وقال، في كلمة له بمجلس الشورى الإسلامي، حول برنامج وزارة الخارجية لمواجهة قرار الترويكا الأوروبية في استخدام آلية فض النزاع في الاتفاق النووي: إذا استمر الأوروبيون في تصرفاتهم غير المنطقية، وإذا تمّت إحالة ملف إيران إلى مجلس الأمن الدولي، فإننا سننسحب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. وأوضح ظريف أن بلاده بدأت بأسلوب حل الخلاف مع الأوروبيين بشكل رسمي في أيار 2018 بعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي، وبعثت بثلاث رسائل بهذا الشأن إلى المسؤولة السابقة للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني، مبيناً أن طهران اتخذت خمس خطوات بشأن خفض التزاماتها حيال الاتفاق النووي، وأمهلت الاتحاد الأوروبي خلالها 7 أشهر، مشيراً إلى أنه ليس من المفروض أن تتخذ خطوة أخرى في هذا المجال، وأضاف: إذا عاد الأوروبيون إلى التزاماتهم فإن إيران ستوقف خفض التزاماتها، لكن إذا استمر الأوروبيون في نهجهم، على أساس الألاعيب السياسية، والتي لا يوجد لها أساس قانوني، فإن لدينا إمكانيات متعددة.
إلى ذلك أكد المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، في مؤتمره الصحفي الأسبوعي، أن إيران قلّصت من التزاماتها في إطار الاتفاق النووي نظراً لعدم التزام الأطراف الأخرى بتعهّداتها، وشدّد على أن الخطوة الخامسة من تقليص الالتزامات بموجب الاتفاق هي الأخيرة، وإذا لم يتجاوب الأوروبيون، فستقوم طهران بإجراء قوي ومختلف.
كما جدّد موسوي رفض بلاده إعلان الأوروبيين تفعيل آلية فض النزاع في الاتفاق النووي، مؤكداً أنه أمر “غير مقبول على الإطلاق”، مضيفاً: إن ما يهمنا من الأوروبيين هو الفعل وليس القول، لكنه أكد أن بلاده لم تغلق باب التفاوض مع الدول الأوروبية، والكرة الآن في ملعب هذه الدول، مذكّراً بأن طهران قدّمت مقترحات للأوروبيين للخروج من الأزمة الراهنة في الاتفاق النووي، وتأمل ألا يخضعوا للضغوط الأمريكية.
وأعلن موسوي أن ظريف لن يشارك في منتدى دافوس في سويسرا لهذا العام، وقال: “رغم الدعوة الرسمية الأولية الموجّهة له للمشاركة في المنتدى إلا أن المسؤولين عنه غيّروا البرنامج المتفق عليه، ولهذا السبب فإن الزيارة لن تتم”، وأضاف: “لا أعتقد أن إيران مستعدة للتفاوض في ظل الشروط التي في أذهانهم”، مؤكداً أن “مزاعم القوى الأوروبية بشأن انتهاك إيران للاتفاق لا أساس لها من الصحة”.
وكرّر موسوي رفض إيران “اتفاق ترامب”، معتبراً أن وضع اسم شخص على اتفاق “يظهر أنهم ليسوا على دراية بالأوضاع، فأي اتفاق يحمل اسم شخص ليس له معنى”.
يذكر أن كلاً من بريطانيا وفرنسا وألمانيا زعموا الأسبوع الماضي أن إيران تنتهك الاتفاق، كما فعّلوا آلية لتسوية النزاعات قد تسفر في نهاية الأمر عن إحالة القضية إلى مجلس الأمن وإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة.
وفي السياق نفسه، اتهم وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالإخفاق في حل الخلافات مع إيران، وقال، لصحيفة “بيلد أم زونتاغ” الألمانية: إن “التهديدات والأعمال العسكرية لم تغيّر شيئاً”، ودعا إلى الالتزام بالنهج الأوروبي في هذه الأزمة، وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يعوّل على الدبلوماسية بدلاً من التصعيد، كما دافع عن الاتفاق النووي.
يشار إلى أنه منذ خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران في أيار عام 2018، زادت الاضطرابات مجدداً بين البلدين.
في الأثناء، التقى ظريف وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أرياسا في طهران للتباحث في القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأكد وزير الخارجية الإيراني خلال اللقاء أن “الشهيد قاسم سليماني كان شخصية بارزة في جبهة المقاومة في حياته، وبعد استشهاده أصبح ملهماً لها”، مضيفاً: إن “الشعب الإيراني طالب بالدفاع عن حقنا المشروع، وعدم الخضوع أمام هيمنة النظام الأمريكي”.
بدوره، قدّم أرياسا التعازي للشعب الإيراني وحكومته لاستشهاد الفريق سليماني وركّاب الطائرة الأوكرانية، مبيناً أن “شهادة سليماني كان لها أثر كبير في الشعب الفنزويلي ولاسيما الشباب.
بالتوازي، أقيمت مراسم تنصيب العميد إسماعيل قاآني قائداً جديداً لفيلق القدس، وخلال المراسم تمّ تعيين العميد محمد حجازي نائباً لقائد قوة القدس في الحرس الثوري، وقال قاآني بعد تنصيبه: “سننتقم من أعداء الشهيد سليماني”، وأشار إلى “أن الأعداء لم يواجهوا الشهيد سليماني في ساحة الحرب والمعركة، بل قتلوه بغدر وجبن”.
هذا وتقلّد العميد حجازي مناصب عديدة كنائب القائد العام للحرس الثوري في المنطقة الرابعة في البلاد، ومسؤول التنسيق لقوى التعبئة، والمسؤول الإنساني في قوات التعبئة، وقائد قوات التعبئة لمدة 10 سنوات، وغيرها من المهام التي كانت على عاتقه.