الصحة العالمية: انخفاض عدد مصابي “كورونا”
دعت وزارة الخارجية الصينية إلى عدم تصديق ما يروّج عن فيروس كورونا، وأكدت أنها تتبع نهجاً مسؤولاً ومنفتحاً بخصوص انتشاره، فيما أعلن الرئيس الصيني، شي جين بينغ، أن الإجراءات التي اتخذتها بلاده لمكافحة تفشي فيروس “كورونا” بدأت تحقق نتائجها الأولى.
وقال شي جين بينغ: إن الصين كلها اتخذت إجراءات ضرورية، و”أصبحت دولة عقل واحد لمواجهة هذا الوباء منذ بدء التفشي”، مضيفاً: إن بلاده “طبّقت تدابير أكثر شدة وصرامة للوقاية والمراقبة، وخاضت حرباً شعبية ضد الوباء”، وشدد: “الإجراءات التي اتخذناها حتى هذه اللحظة لمكافحة الوباء أتت بنتائج إيجابية. الصين تتمتع بقدرات ضخمة على الاستنفار وبخبرة كبيرة في الرد على الحوادث في قطاع الصحة العامة، وبلادنا واثقة تماماً بنفسها وبقدرتها على الانتصار في هذه المعركة ضد انتشار الوباء”.
وأوضح أن الخطوات التي قامت بها الصين تمثّل “إسهاماً ضخماً في الأمن الصحي للعالم برمته”، لافتاً إلى أن حكومة بلاده تولي أهمية بالغة لصحة وأمن كل المواطنين الأجانب الموجودين في الصين، وستواصل اتخاذ إجراءات فعالة لضمان ظروف ملائمة لعملهم وعيشهم.
تزامناً مع ذلك أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن أمس الخميس شهد أول حالة لانخفاض عدد المصابين بالنوع الجديد لفيروس “كورونا” في الصين منذ بدء تفشيه.
وقال المدير التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية المعني ببرامج الطوارئ، مايكل رايان، في مؤتمر صحفي عقده في جنيف: “من السابق لأوانه التقدّم بأي افتراضات بشأن تجاوز التفشي ذروته، لكننا سعداء بأن اليوم هو الأول الذي تم فيه انخفاض العدد الإجمالي للحالات المؤكدة للإصابة بالفيروس في الصين”، وأكد: “من السابق لأوانه الإعلان عن أي توقّعات، لأننا ما زلنا في وسط تفش مكثّف”، وأوضح أن مقاطعي هوبي، التي تعتبر مركزاً للوباء، سجلت ارتفاعاً مستمراً في عدد حالات الإصابة بالفيروس، لكنه لم يتم رصد مثل هذه الوتيرة في المقاطعات الصينية الأخرى.
يأتي ذلك فيما قالت المتحدّثة باسم الخارجية الصينية، هوا تشونينغ: “إن السلطات الصينية تنشر المعلومات بهذا الخصوص في وقتها، وما يشاع حول الفيروس أخطر منه، وإننا لفتنا الانتباه إلى بعض الشائعات والكذب حول الوضع على خلفية انتشار المرض، وهو أخطر من الفيروس بحد ذاته، وأضافت: إن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية قد أعرب عن أمله مؤخراً في ألا تصدّق جميع الأطراف هذه الشائعات وتنشرها، مشيرة إلى أن عدداً من الدول بدأ العمل على تتبع مروجي الشائعات حول هذا الفيروس، ومحاسبة المسؤولين عن فبركة هذه الأخبار ونشرها.
إلى ذلك ارتفع عدد الوفيات جراء الفيروس في الصين إلى 563 حالة، وفق ما أعلنت السلطات الصحية، والتي أشارت إلى أنه تم الإبلاغ عن 28018 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس في 31 منطقة، بينما بلغ عدد الوفيات 563 شخصاً، وأنه تم إخراج 1153 مريضاً من المشافي بعد تماثلهم للشفاء التام من الفيروس.
وتعمل السلطات الصحية في الصين ودول العالم على اتخاذ إجراءات مشددة للحيلولة دون انتشار المرض، وفرض إجراءات صحية استثنائية على المسافرين لمنع انتشاره، فيما قالت مصادر مطلعة: إن الصين تدرس خيار تأجيل الاجتماع السنوي للبرلمان، أكبر هيئة تشريعية لها، بسبب تفشي فيروس “كورونا” الجديد، وأوضح مسؤول صيني حكومي كبير أنه لا يزال التركيز منصباً على اتخاذ خطوات نحو عقد الاجتماع في الموعد المحدد، لكننا نناقش مجموعة من الخيارات، حيث من غير المرجّح احتواء أزمة كورونا بحلول آذار المقبل.
ويجتمع المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، الذي يتكوّن من حوالي 3000 مندوب، عادة في جلسة تستمر 10 أيام على الأقل في بكين، تبدأ في 5 آذار، لإصدار التشريعات والكشف عن الأهداف الاقتصادية الرئيسية لهذا العام.