الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

موسكو: محاربة الإرهاب حق للدولة السورية وواجب عليها الجيش يسيطر على سراقـب الاستراتيجية وانهيـــارات دراماتيكية في صفوف التكفيريين

في إنجاز استراتيجي جديد، سيطر الجيش العربي السوري على مدينة سراقب، ثالث كبرى المدن، التي استعادها بعد معرة النعمان وخان شيخون بريف إدلب، وبدأ بتمشيط المدينة وإزالة الألغام والمفخخات من مخلّفات الإرهابيين، وجاءت سيطرة الجيش على المدينة بعد تطويقها من 3 محاور، وإطباق الحصار عليها من المحور الشمالي الأخير، بسيطرته على بلدات آفس والصالحية ومعارة عليا، ورغم إدخال النظام التركي رتلاً عسكرياً من منطقة أوغلينار، ونشره على خط بلدات بنش -معرة مصرين-تفتناز، بهدف حماية الإرهابيين، واحتواء انهياراتهم المتتالية، وعرقلة تقدّم وحدات الجيش.

وتشكّل سراقب نقطة التقاء بين أوتسترادي حلب-دمشق، وحلب-اللاذقية، كنقطة تربط محافظتي حلب وإدلب باللاذقية غرباً.

وفي محاولة لتحقيق انتصارات وهمية للتعويض عن الخسائر الكبيرة التي تعرّضت لها في سراقب، أعلنت المجموعات الإرهابية، وأبرزها “جبهة النصرة” و”أنصار التوحيد” الموالية لـ”القاعدة”، معركة ضد الجيش العربي السوري في بلدة النيرب غرب مدينة سراقب، والتي تبعد عن مدينة إدلب نحو 9 كم.

وأشارت مصادر متطابقة إلى أن المجموعات الإرهابية حوّلت الأراضي الزراعية المحيطة بمدينة إدلب وصولاً إلى محاور القتال على جبهة النيرب إلى مرابض للمدفعية والراجمات ومدافع الهاون، مؤكدة أن النظام التركي يساند التكفيريين على محور بلدة النيرب، مشددةً على أن عمليات الجيش مستمرة حتى تحقيق هدفها، واجتثاث الإرهاب من جذوره.

يأتي ذلك فيما أكد المتحدّث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن الهجمات الإرهابية المستمرة التي تستهدف الجيش السوري والقوات الروسية تشنّها تنظيمات إرهابية تنتشر، حيث توجد قوات احتلال تركية، فيما أكدت وزارة الخارجية الروسية أن محاربة الإرهاب في سورية حق سيادي للدولة، وواجب عليها للقضاء على خطره، في رسالة واضحة وصريحة لرئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان.

وفي التفاصيل، دخلت وحدات الجيش مدينة سراقب الاستراتيجية بريف إدلب الشرقي من عدة محاور، وبدأت عملية تمشيط واسعة للأحياء والشوارع من الألغام والمفخخات التي زرعها الإرهابيون في البلدة، وذلك بعد ساعات من تحرير بلدة افس شمال المدينة وعدة قرى بالريف الشرقي للمحافظة.

وذكرت مصادر ميدانية أن الوحدات العسكرية دخلت المدينة من المحاور الشمالية والشرقية والغربية والجنوبية بعد تطويق المدينة من جميع الجهات، وباشرت تمشيط الأحياء وإزالة المفخخات والألغام التي زرعها الإرهابيون قبل فرارهم من المدينة.

وتصدّت وحدات الجيش لهجوم عنيف شنّته التنظيمات الإرهابية على محور النيرب شمال غرب سراقب، ومحور داديخ جنوب غرب البلدة، لإحداث خرق في الطوق الذي فرضته القوات على بلدة سراقب، لكن وحدات الجيش أفشلت الهجوم، وكبّدت الإرهابيين خسائر فادحة بالأفراد والعتاد.

وكانت وحدات الجيش دخلت إلى بلدة إفس شمال بلدة سراقب بريف إدلب الشرقي وقرى الذهبية وجديدة طلافح وطلافح وجلاس غرب أبو الضهور، بعد أن حققت أمس الأول تقدّماً كبيراً من محور أبو الضهور إلى بلدة تل طوقان، وسيطرت نارياً على الطريق الدولي حلب-سراقب، لتصبح مدينة سراقب مطوّقة بالكامل.

وأشار مراسل سانا من منطقة العمليات إلى أن استعادة هذه البلدات والقرى أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من الإرهابيين، وفرار أعداد أخرى أمام تقدّم وحدات الجيش، وسط حالة من التخبّط والانهيارات في صفوفهم.

وتزامناً مع العدوان الجوي الإسرائيلي على محيط دمشق والمنطقة الجنوبية، أدخل النظام التركي رتلاً عسكرياً من منطقة أوغلينار، ونشره على خط بلدات “بنش -معرة مصرين-تفتناز”، بهدف حماية الإرهابيين، واحتواء انهياراتهم المتتالية، وعرقلة تقدّم وحدات الجيش.

مراسل سانا أفاد، وفق المشهد الميداني ومجريات العملية العسكرية ضد الإرهابيين بريف إدلب، إن تقدّم الجيش مستمر بنفس الوتيرة بالرغم من النقاط التركية المستجدة، مشيراً إلى أن وحدات الجيش تجاوزت سابقاً عدة نقاط أقامها النظام التركي لعرقلة تقدّم الجيش وحماية الإرهابيين في ريف إدلب. وحررت وحدات الجيش خلال تقدّمها باتجاه مدينة سراقب بريف المحافظة الشرقي بلدة تل طوقان الاستراتيجية وقريتي إسلامين والريان بعد دحر تجمعات الإرهابيين فيها.

وفي ريف حلب خاضت وحدات الجيش اشتباكات عنيفة مع إرهابيي “جبهة النصرة” والمجموعات الإرهابية المنضوية تحت زعامته على محور قريتي خلصة والقلعجية غرب بلدة خان طومان المحررة، واستهدفت تحركات الإرهابيين في عمق جبهة الاشتباك برمايات من سلاح المدفعية، ولفت مراسل سانا إلى وقوع خسائر في صفوف الإرهابيين، في حين تم تدمير نقاط محصنة ومرابض مدافع هاون لهم كانوا يستهدفون بها القرى الآمنة ونقاط الجيش التي تحميها.

وإلى الشمال الغربي من مدينة حلب، بنحو 10 كيلومترات، نفّذت وحدات الجيش رمايات مركّزة بالمدفعية والصواريخ طالت مواقع الإرهابيين وتحصيناتهم ومرابض إطلاق القذائف الصاروخية في بلدتي حريتان وعندان، ما أدى إلى تدمير عدد منها.

وكانت التنظيمات الإرهابية المنتشرة في بلدتي حريتان وعندان اعتدت بقذائف صاروخية على الأحياء السكنية في بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي، ما تسبب بوقوع أضرار مادية بالممتلكات والبنى التحتية فيهما. وحررت وحدات الجيش أمس الأول قريتي جزرايا وزمار بريف حلب الجنوبي بالقرب من الحدود الإدارية لمحافظة إدلب بعد القضاء على آخر تجمعات الإرهابيين فيهما.

وتتابع وحدات الجيش عملياتها لتحرير ريف حلب من الإرهاب بعد أن حققت في الأيام القليلة الماضية تقدّماً كبيراً بتحريرها عدة مناطق غرب حلب وجنوبها الغربي بينها خان طومان والراشدين 5 ومعراتا ومستودعات الوقود ورحبة التسليح ومستودعات خان طومان وقرية خلصة.

وخلال عمليات تمشيط المناطق والبلدات التي استعادتها من التنظيمات الإرهابية في ريف إدلب الجنوبي الشرقي ضبطت وحدات الجيش أسلحة وذخائر وقذائف صاروخية أمريكية وصواريخ (غراد) خلّفتها المجموعات الإرهابية في مقراتها ببلدة كفرعميم بعد فرارها من المنطقة أمام تقدّم وحدات الجيش.

وتم العثور أيضاً على مشفى ميداني لإرهابيي تنظيم جبهة النصرة في بلدة مرديخ يحتوي أدوية ومواد طبية إسعافية مقدّمة من السعودية والكويت وعدة دول أجنبية، إضافة إلى أسرة وأدوات إسعافية أخرى في مقرات إرهابيي ما يسمى “كتيبة الأبابيل” الإرهابية، التي كانت تنتشر في بلدة كفرعميم قبل اندحارها من البلدة.

ووثّقت كاميرا سانا كيف حوّلت التنظيمات الإرهابية موقع إيبلا الأثري إلى مغاور وكهوف ومقار ومعسكرات تدريب لإعداد مرتزقتها الإرهابيين، كما عثرت وحدات من الجيش خلال تمشيطها المناطق التي حررتها من الإرهاب مؤخراً في ريف إدلب الجنوبي الشرقي على مقرات محصنة بداخلها ذخائر وأقنعة واقية من الغازات السامة لإرهابيي ما يسمى “كتيبة الحق” و”فيلق الشام” في قرية جوباس وبلدة بابيلا.

بالتوازي، خرجت محطة تحويل كهرباء تل تمر بريف الحسكة الغربي عن الخدمة نتيجة العدوان التركي على خط التوتر المغذي للمحطة.

وأمعن النظام التركي في عدوانه على الأراضي السورية بريفي الحسكة والرقة عبر استهداف العديد من القرى والبلدات بريفي المحافظتين، مركّزاً على البنى التحتية والمرافق الحيوية، كمحطات المياه والكهرباء والسدود والمنشآت النفطية والأحياء السكنية، ما تسبب باستشهاد عدد من المدنيين ووقوع أضرار ودمار كبير في البنى التحتية.

سياسياً، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن الهجمات الإرهابية المستمرة التي تستهدف الجيش السوري والقوات الروسية تشنّها تنظيمات إرهابية تنتشر، حيث توجد قوات احتلال تركية.

وأعرب بيسكوف في تصريحات صحفية عن قلق موسكو من العمليات العدوانية لهذه التنظيمات الإرهابية في إدلب، حيث تنتشر قوات تركية، ضد الجيش السوري، وكذلك المنشآت العسكرية الروسية في سورية، ولفت إلى أنه لا توجد حالياً خطط لاجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان.

في سياق متصل أكدت وزارة الخارجية الروسية أن محاربة الإرهاب في سورية حق سيادي للدولة وواجب عليها للقضاء على خطره، وقالت في بيان: “إن الوضع في منطقة خفض التصعيد بإدلب شهد خلال الفترة الأخيرة توتراً خطيراً، حيث شن الإرهابيون أكثر من 1000 هجوم في الأسبوعين الأخيرين من الشهر الماضي خلّفت مئات القتلى من العسكريين والمدنيين”.

وشددت الخارجية الروسية على أن كل هذه التطورات تؤكد شيئاً واحداً فقط هو تزايد قدرات الإرهابيين “غير المقبول وإفلاتهم من العقاب”، لافتة إلى أنه في ظل هذه الظروف وجد الجيش السوري نفسه مضطراً للرد على هجمات واعتداءات الإرهابيين بهدف حماية آلاف السوريين من الإرهابيين.

وأكدت الخارجية الروسية أن الجيش السوري يقاتل على أرضه ذات السيادة ضد الإرهابيين المدرجين على قائمة مجلس الأمن الدولي للكيانات الإرهابية، وأضافت: إن الحديث يدور هنا حول الأراضي السيادية لسورية.

وفي براغ، أكد نائب رئيس حزب الحرية والديمقراطية المباشرة عضو مجلس النواب التشيكي راديم فيالا أن الولايات المتحدة تمارس الكذب دون خجل حين تدّعي أنها تعمل على مكافحة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، وأوضح، في حسابه على فيسبوك، أن واشنطن تدعم التنظيمات الإرهابية في سورية، وتقوم بدعم وحماية النظام السعودي الذي يقدّم الدعم لمختلف المجموعات الإرهابية، كما دعمت تنظيم “الإخوان المسلمين” في مصر والإرهابيين في ليبيا، وأشار إلى أن تدخلات الولايات المتحدة في الشؤون الداخلية لدول أخرى واحتلال أراضيها تولّد الكراهية ليس فقط ضد الولايات المتحدة، وإنما أيضاً ضد الدول التي تساعدها.