الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

الحنتور.. تكسي القامشلي قديماً

 

الحنتور لوحة من الماضي الجميل لمدينة القامشلي، عندما كان وسيلة نقل بين كافة أحياء المدينة وريفها، فبعد أن توسعت المدينة ونظمت شوارعها، احتاج الأمر إلى وسيلة نقل للمواطن لكي ينتقل من مكان إلى آخر، وذلك ضمن المدينة والريف القريب، فكان تكسي المدينة “الحنتور” عبارة عن عربة لنقل الركاب تتألف من صندوق خشبي مكسو بالجلد الملّون، وتحتوي على طاقة بمثابة النافذة، إضافة إلى ثلاث كراس مخصصة للركاب، وفي القسم الأمامي كرسيان اثنان، أحدهما مخصص لـ”الحنتورجي” وهو سائق العربة، الذي يقوم بإضافات كثيرة إليها خاصة من ناحية التزيين هذا ما قاله الباحث في التاريخ جوزيف آنطي وأضاف: أغلبية العربات كانت توضع عليها أضواء أمامية للرؤية وجانبية للتنبيه، عبارة عن فوانيس يتم إيقادها بالكاز، وصوت زموره كان معروفاً بتميزه وقوته عند كل أبناء المدينة، وكانت لها أربع عجلات من الخشب ملبسة بالمطاط لامتصاص الصدمات، بعض الحناتير كان يجرها حصانان ، وكان لها موقف خاص في القامشلي على شارع البلدية، وصل عددهم إلى 50 حنتوراً في الثلاثينيات، كل حنتور يسجّل في البلدية ويعطى لصاحبه رخصة كعربة رسمية، ويمنح رقماً كأرقام السيارات الحالية، كما أن لون الأغلبية تميل إلى اللون الأحمر والأسود، أصحابها كانوا يعملون ليلاً ونهاراً ولم تزد تعرفة الركوب عن الليرة الواحدة، إذ استعمل كوسيلة نقل حتى عام 1963 ثم أبطل استعماله، فمنحت الدولة لكل اثنين من أصحاب الحناتير رقم سيارة تعويضاً لهم، فكانت تلك العربة أقدم وسيلة نقل في المدينة تبهج وتمتع الناس بمنظرها وتريّحهم بركوبها ولا سيما في مواسم الأعياد والأفراح.
عبد العظيم العبد الله