داعمو الإرهاب يحوّلون مجلس الأمن إلى منصة لسوق الأكاذيب وذرف دموع التماسيح الجعفري: سورية تطالب بلجم السلوك العدواني للنظام التركي
جدد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري التأكيد على رفض سورية القاطع لأي وجود تركي أو أجنبي غير شرعي على أراضيها، مطالباً مجلس الأمن بلجم السلوك العدواني للنظام التركي، وبوقف الاعتداءات الإسرائيلية التي تكشف التحالف العدواني بينهما ضد سورية وفي دعم التنظيمات الإرهابية فيها، وأوضح، خلال جلسة لمجلس الأمن حول الحالة في الشرق الأوسط، أنه في ظل الرئاسة البلجيكية للمجلس للشهر الجاري برز بشكل كبير سعي بعض الدول الأعضاء إلى تحويله إلى منصة لحلف الناتو لدعم العدوان التركي، وتوجيه تهديدات لسورية تنتهك أحكام الميثاق، وتقوّض دور مجلس الأمن في حفظ السلم والأمن الدوليين، مشدداً على أن قيام الجيش العربي السوري وحلفائه بكسر شوكة التنظيمات الإرهابية في إدلب ورعاتها سمح لملايين السوريين في حلب باستعادة الشعور بالأمان والفرح لخروج مدينتهم من مدى قذائف الحقد والإرهاب، كما سمح بإعادة تشغيل مطار حلب الدولي وتسيير أول رحلة جوية إليه منذ ثماني سنوات، مؤكداً أن ما قامت به سورية لمكافحة الإرهاب هو واجب وطني دستوري وتطبيق لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وبيّن الجعفري أن سورية، وحرصاً منها على أمن وسلامة مواطنيها وبعد اتخاذها جملة مبادرات منها فتح عدد من الممرات الإنسانية، وجّهت الدعوة لأبنائها ممن غادروا مناطقهم ومنازلهم مؤخراً في المناطق التي تم تحريرها من الإرهاب في شمال غربي سورية إلى العودة لأماكن سكنهم، وأكدت التزامها بضمان أمنهم وحمايتهم وتوفير كل مستلزمات الحياة الكريمة لهم.
وجدد الجعفري مطالبة سورية للدول ذات النفوذ على النظام التركي والتنظيمات الإرهابية التابعة له بإلزامهم السماح للمهجرين بالعودة إلى منازلهم، وبعودة مليون سوري هجّرتهم أعمال العدوان التركية من مدن منبج وعفرين وتل رفعت وجرابلس وعين العرب وغيرها، وضرورة توفير منظمات الأمم المتحدة المساعدات الإنسانية بشكل فوري لهؤلاء المواطنين، بدلاً من الاكتفاء بإصدار بيانات وتقديم إحاطات لا تعكس حقيقة الواقع، ولم تساهم إلا في التغطية على ممارسات التنظيمات الإرهابية والدول الراعية لها.
واستغرب الجعفري تنصيب وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارك لوكوك نفسه مروّجاً لأفلام تضليلية تهدف إلى الإساءة لسورية وتنتهك متطلبات ولايته، مستغلاً في ذلك العزلة التي فرضها البعض على نفسه بإغلاق سفاراته في دمشق، والبعد الجغرافي للبعض الآخر عن منطقتنا، وعدم معرفته الكافية في بعض الأحيان بالأدوار التدخلية الخارجية التي تلقي بآثارها الكارثية على منطقتنا منذ عقود.
وأشار إلى أن لوكوك تجاهل في إحاطته أمام المجلس في التاسع عشر من الشهر الجاري أن العاملين الإنسانيين في منظمة أوكسفام الإنسانية البريطانية وسام هزيم وعادل الحلبي اللذين استشهدا قبل أيام خلال قيامهما بعملهما الإنساني في محافظة درعا هما مواطنان سوريان قتلتهما بدم بارد تنظيمات إرهابية تواصل عرقلة العمل الإنساني وجهود الدولة السورية وشركائها لإيصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها، وهذه التنظيمات لا يزال لوكوك يصر على وصفها بأنها “معارضة مسلحة من غير الدول”، بينما يروج لها آخرون بأنها تنظيمات “جهادية”. وأوضح الجعفري أن التعاون بين سورية وشركائها من المنظمات الأجنبية غير الحكومية الـ38 والجمعيات الأهلية الوطنية الـ1400 والأمم المتحدة ووكالاتها مكّن على مدى سنوات الأزمة من مواصلة توفير المساعدات الإنسانية والدعم الاجتماعي والرعاية الصحية والخدمات الأساسية لملايين السوريين بمن فيهم أولئك الذين يقطنون في أماكن تصنفها الأمم المتحدة على أنها “خارج سيطرة الدولة السورية”، وهو الأمر الذي تؤكد عليه الفقرة الـ22 من تقرير الأمين العام الـ65 حول تنفيذ القرارات المتعلقة بالشأن الإنساني والتي تشير إلى إيصال الدولة السورية والأمم المتحدة معاً مساعدات غذائية إلى أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون شخص شهرياً في المناطق المسماة بأماكن سيطرة الدولة وإلى شمال شرق سورية ما يعني أنه من الممكن تغطية الوصول إلى مناطق شمال شرق البلاد من داخل الحدود وبالتعاون والتنسيق التامين مع الدولة السورية بعيداً عن محاولات الاستعداء وتسييس العمل الإنساني ومن دون الحاجة إلى المعابر، التي أشار إليها القرار 2504، والتي حولها نظام أردوغان إلى معابر لآلياته وقواته العسكرية المعتدية والداعمة للإرهاب في ظل صمت مطبق من مجلس الأمن.
وأعرب الجعفري عن خيبة أمل سورية لتباطؤ منظمة الصحة العالمية في إدخال شحنة الأدوية العالقة في العراق رغم تلقيها قبل شهر موافقة الدولة السورية على إدخالها عبر معبر البوكمال، حيث تم توجيه رسالة إلى المدير الإقليمي للمنظمة لإعلامه استعداد سورية للتعاون مع السلطات العراقية لنقل هذه المساعدات إلى سورية عبر معبر البوكمال أو أي معبر رسمي شرعي بما في ذلك المطارات وميناءا طرطوس واللاذقية، لافتاً إلى أن سورية أبلغت منظمة الصحة بموافقتها على نقل تلك المساعدات لمرة واحدة عن طريق مطار أربيل في العراق إلى مطار القامشلي على أن يتم توزيعها بإشراف الهلال الأحمر العربي السوري والجهات الحكومية السورية وبمشاركة الأمم المتحدة، وتمّ إعلام الأمين العام ورئيس مجلس الأمن والدول الأعضاء في المجلس بذلك.
وبيّن الجعفري أن سورية وافقت على نقل المساعدات عبر خطوط التماس إلى مناطق الاحتياجات داخل سورية شريطة وصولها إلى المدنيين السوريين المستحقين لها حصراً، وضمان عدم وصولها إلى أي مجموعات إرهابية أو تنظيمات سياسية غير شرعية أو ميليشيات عميلة للخارج، بحيث يتم توزيعها بإشراف الدولة السورية والهلال الأحمر العربي السوري والشركاء من منظمات الأمم المتحدة المعنية، مشيراً إلى إبلاغ المنسق المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في سورية عمران رضا رسمياً بالموافقة على نقل المساعدات الطبية عبر الطرقات البرية في جميع أنحاء البلاد ولا سيما في ضوء تحرير الطريق الدولي دمشق- حلب وطرق دولية أخرى من المجموعات الإرهابية، حيث يمثّل تحريرها إنجازاً كبيراً يخدم العمل الإنساني وإيصال المساعدات إلى المدنيين المحتاجين في سورية وكل من يقدم صورة أو تفسيراً مغايراً لهذا الواقع إما جاهل بما يجري أو داعم للإرهاب.
نيبنزيا وتاو: القضاء على الإرهاب في إدلب نهائياً
من جانبه، أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا ضرورة القضاء على الإرهاب في إدلب بشكل نهائي، مشيراً إلى أن الإجراءات الاقتصادية أحادية الجانب المفروضة على سورية تؤثر بشكل كبير على حياة السوريين وتعيق عملية إعادة الإعمار، وقال: “الحل الوحيد لمشكلة إدلب هو طرد الإرهابيين منها بشكل نهائي، فهناك عمليات خطف وتعذيب ومنع نقل المدنيين إلى مناطق أكثر آمناً، ونحن لا نبالغ في هذه المشكلة، حيث أشار تقرير الأمين العام إلى ذلك بشكل واضح، لكن بعض الأعضاء يتلاعبون بهذه المعلومات”. وأشار نيبينزيا إلى أن سيطرة الإرهابيين على الموارد الطبيعية، والإجراءات الاقتصادية أحادية الجانب المفروضة على سورية، تؤثّر بشكل كبير على حياة السوريين وتعيق عملية إعادة الإعمار، لافتاً إلى أن سورية تقدّم كل التسهيلات لوكالات الأمم المتحدة المعنية بتقديم المساعدات الإنسانية، وتعمل على إزالة العوائق المتصلة بإيصال هذه المساعدات لمستحقيها، لكن البعض يصر على تسييس هذا الأمر.
بدوره، شدد نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة وو هاي تاو على ضرورة القضاء على الإرهاب في سورية، واحترام سيادتها وسلامتها ووحدة أراضيها، وقال: “التنظيمات الإرهابية في إدلب تواصل اعتداءاتها على المدنيين، ما يستوجب القضاء على هذه التنظيمات وفقاً لقرارات مجلس الأمن والقانون الدولى”، مشيراً إلى ضرورة مواصلة الجهود للمضي قدماً في العملية السياسية بملكية وقيادة سورية بعيداً عن أي تدخل خارجي ووفقاً لقرار مجلس الأمن 2254، الذي يؤكّد على سيادة سورية واستقلالها وسلامة أراضيها.
من جانبها تواصل الدول المعادية والداعمة للإرهاب استغلال مجلس الأمن الدولي لسوق الأكاذيب ضد الدولة السورية وعمليات الجيش العربي السوري في مكافحة الإرهاب في إدلب وريف حلب، وذرف دموع التماسيح على الوضع الإنساني. فالداعم الأكبر للإرهاب في سورية والمنطقة، الولايات المتحدة، وعلى لسان مندوبتها في مجلس الأمن وصفت ما يحدث في سورية بـ “كابوس إنساني وأن الكثير من السوريين بحاجة إلى المأوى والغذاء والدواء”، متناسية أن الإدارة الأمريكية وعبر دعمها المباشر للإرهاب واحتلالها أجزاء من الأراضي السورية ونهبها آبار النفط فيها وفرضها الحصار الاقتصادي على الشعب السوري هي السبب الرئيس في معاناة السوريين على مدى عمر الحرب الإرهابية ضد سورية.
سلسلة من الأضاليل مارسها مندوبا فرنسا وبريطانيا في سياق وصفهما العمليات العسكرية السورية والروسية في سياق مكافحة التنظيمات الإرهابية في إدلب، إذ ادعيا بأنها “عشوائية تؤثر على حياة المدنيين”، متجاهلين أن دعم دولتيهما والغرب الاستعماري ومشيخات الخليج والنظام التركي للإرهاب هو سبب معاناة المدنيين الواقعين تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية التي يسعى الجيش العربي إلى تخليصهم من سطوتها، كما حقق ذلك في العديد من المناطق التي استباحها الإرهاب.
وزير الخارجية الألماني هيكو ماس يسوق حملة من المعايير المزدوجة، فهو يطلب احترام القانون الإنساني الدولي في عملية مكافحة الإرهاب، دون أن يسمي النظام التركي الذي تجاوز القانون الدولي بشكل فاضح، واحتل أراضي سورية، وهجّر أهلها، وقدّم دعماً مباشراً للتنظيمات الإرهابية تحت ذرائع واهية حول مكافحة الإرهاب.
حملة النفاق السياسي الإنساني يفضحها عدم اكتراث تلك الدول بممارسات الإرهابيين وجرائمهم ضد السوريين في أكثر من منطقة ومكان، ولا سيما قطع النظام التركي ومرتزقته الإرهابيين المياه عن مئات آلاف المدنيين في مدينة الحسكة قبل أيام.