أخبارصحيفة البعث

طهران: السلام في أفغانستان يتحقّق عبر الحوار الأفغاني-الأفغاني

غداة إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه لقاء متزعمي حركة طالبان المسلحة في المستقبل القريب، مشيداً باتفاق أبرمه في وقت سابق مفاوضوه مع الحركة، التي تواصل عملياتها المسلحة، في بلد يشهد أعمال عنف متصاعدة، أكدت إيران أن الولايات المتحدة لا تحظى بمكانة قانونية تخوّلها توقيع اتفاق سلام مع حركة طالبان نيابة عن الأفغان أو تقرير مصير مستقبل أفغانستان.
وقالت وزارة الخارجية في بيان، تعليقاً على الاتفاق بين واشنطن وحركة طالبان، “إن اتفاق السلام المستديم في أفغانستان إنما يتم عبر الحوار بين الأفغان انفسهم بمشاركة الفئات السياسية في البلاد، ومن بينها طالبان، مع الآخذ بالنظر اعتبارات الدول الجارة لها”، وأضافت: “إن الجمهورية الإسلامية تعتبر أن إجراءات الولايات المتحدة في أفغانستان هدفها إضفاء الشرعية على تواجد قواتها في هذا البلد وطهران تعارض ذلك بالتأكيد”.
وأشار البيان إلى أن إيران وفي إطار احترامها لسيادة ووحدة الأراضي الأفغانية مستعدة في سياق استراتيجية أمنها القومي لتقديم أي مساعدة ممكنة لإرساء السلام والاستقرار والأمن في أفغانستان، وتأمل بأن تأتي حكومة إلى سدة الحكم تكون لها علاقات ودية وأخوية مع جيرانها وتتمكن من اجتثاث جذور الإرهاب، وأكد أن وجود القوات الأجنبية في أفغانستان غير شرعي ويعد من الأسباب الرئيسية للحرب وزعزعة الأمن فيها، لذا فإن خروج هذه القوات يشكل ضرورة للوصول إلى السلام والأمن في هذا البلد.
يذكر أن هدنة تاريخية لمدة أسبوع سبقت توقيع هذا الاتفاق بين واشنطن و”طالبان”، وشكلّت شرطاً مسبقاً لتوقيع الاتفاق.
هذا وأكد الرئيس الأفغاني أشرف غني أن الحكومة الأفغانية لم تقطع تعهداً بالإفراج عن خمسة آلاف سجين من حركة طالبان، كما جاء في الاتفاق الذي وقّعته الولايات المتحدة مع “طالبان”، وقال: “إن مطالبة طالبان بالإفراج عن سجنائها لا يمكن أن يكون شرطاً مسبقاً لإجراء محادثات مباشرة مع الجماعة المتشددة”، وفق غني.
هذا وينص الاتفاق الذي وقعته واشنطن و”طالبان” على “التزام الجانبين بالعمل بسرعة للإفراج عن السجناء من المقاتلين كإجراء لبناء الثقة بالتنسيق والموافقة من جميع الأطراف المعنية”.
ونصّ الاتفاق كذلك على أنه سيتم إطلاق سراح ما يصل إلى 5000 من سجناء “طالبان” مقابل ما يصل إلى 1000 أسير من الحكومة الأفغانية بحلول 10 آذار الجاري.
وفي هذا السياق، قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية: إن الرئيس ترامب لم يترك أي شك في أن أولويته الأولى في أفغانستان هي معاهدة سلام ستمكنه من الادّعاء بأنه يفي بتعهده بسحب القوات الأميركية من هذا البلد، مشيرة إلى أن مساعديه السابقين للأمن القومي الأميركي يقولون إنه أقل اهتماماً بسلام أفغاني حقيقي، واعتبرت أن هذا يخلق مخاطرة هائلة لترامب ولأفغانستان، مشيرة إلى أن الاتفاق يشبه اتفاق السلام الذي أبرمه الرئيس ريتشارد نيكسون مع فيتنام في كانون الثاني 1973.
ورأت الصحيفة الأميركية أن الاتفاق الذي تمّ توقيعه سيعجّل بالخروج الأميركي من أفغانستان ولن يفعل الكثير لتحقيق الاستقرار في حكومة ستكون حليفة للولايات المتحدة.
واحتلت الولايات المتحدة أفغانستان بعد غزوها له في العام 2001 بذريعة محاربة حركة طالبان وتنظيم القاعدة الإرهابيين بعد أحداث الحادي عشر من أيلول ليتحوّل هذا البلد الفقير إلى بؤرة للتنظيمات الإرهابية وللفوضى.