رؤى الماوردي: الانتقال إلى كتاب يوثق كلماتك خطوة ضرورية لأي كاتب
لم تكتب رؤى الماوردي يوماً شيئاً عادياً أو عابراً، بل خطفت الأنظار كنجمة منذ كتاباتها الأولى التي حققت جماهيرية لافتة عبر صفحتها الفيسبوكية، إلا أن حروفها الذهبية ومعانيها الجميلة كانت تستحق منذ البداية أن تخلد في “رواية” وتتحول حكاياتها الافتراضية إلى ورق وحبر حقيقي يتلمسه القراء بأيديهم ليكونوا أكثر حميمية وقرباً منها وذلك عبر روايتها التي أبصرت النور مؤخراً ” أغلق الكتاب الآن” والتي تستفزك منذ صفحاتها الأولى إلى أن تغلق كل ما يدور حولك ما عداها هي.
أغلق الكتاب الآن
تؤكد رؤى بأن إصدار كتاب بالنسبة لها كان حتمياً، فالانتقال من الكتابة في وسائل التواصل لمرحلة الكتاب المطبوع هو خطوة ضرورية والطريق السليم المنطقي لأي كاتب وأهم ما فيه هو الانتقال من مرحلة لأخرى أكثر نضجاً تدركها فقط حين تستطيع أن تلمس ما في دواخلك متجسداً أمامك على هيئة ورق وحبر، ولكنها أيضاً تحتاج لجرأة ومغامرة وإلى أن تكون مستعداً لجميع الصعوبات المتوقعة، وما يجعلك تعرف أنّه آن الأوان لهذه الخطوة هو انتشار كتاباتك وأن تجدها بأسماء أخرى نسبوها إليهم، هذا الشيء لطالما أزعجني إلى أن قال لي أحدهم أنه يجب عليّ الشعور بالفرح، حيث أنه أصبح لديّ ما يستحق السرقة! وهنا كان لا بدّ من الانتقال لتوثيق الكتابة والخيال والعاطفة في كتاب يحتضن كلّاً منها بانسجام، لذلك جاءت روايتي “أغلق الكتاب الآن” التي هي عبارة عن عشر قصص تقع في ٢٤٥ صفحة وهي روايات صغيرة كما يحلو لي تسميتها مكثفة في أحداثها ورسائلها، مباشرة في حواراتها وموضوعاتها اجتماعية متنوعة تمس الصداقة والحب والأخوة والأقارب والعلاقات الاجتماعية بشكل عام، منوهة إلى أنه منذ عامين تقريباً ودار النشر الجزائرية “الجزائر تقرأ” يحثوني على التأليف والنشر، لكن دراستي أجلت خطوتي هذه إلى أن رأى الكتاب النور نهاية العام الفائت وكانت بدايتي في الجزائر في حاضنة كبيرة ومميزة من دار نشر احترافية وليست تجارية وإلى القراء الممتازين في المغرب العربي الحبيب ويتواجد كتابي حالياً في سورية والجزائر ولبنان ومصر، كما تعمل دور النشر على انتشار أوسع قريباً في دول أخرى كتونس والعراق والأردن، مؤكدة أن لتواجد الكتاب في سورية خصوصية مختلفة فهذا جزء ضروري من الموضوع ككلّ فمن الجميل تواجده بين يدي من حولك لتلمس انطباعهم بشكل قريب ولأهمية تواجده في بلدي سورية التي لطالما احتضنت الأدب بشتى أنواعه لنؤكد أنها ما زالت حاضنة للكتاب والقراءة رغم كل المآسي التي نالتها فمن الضروري أن نؤمن بها حتى النهاية.
عنوان فرض نفسه
وعن أهمية العنوان تحدثت رؤى قائلةً العنوان دوره كبير جداً وأساسي في الجذب لكن هذا الدور ينتهي عند اقتناء القارئ للكتاب فيقع الكاتب هنا تحت امتحان خذلان القارئ وتضليله أو إرضاءه وإسعاده، لذا العنوان لكتابي لم يوضع إلا عندما انتهيت من الكتابة ومن طريقة كتابته والرسائل في داخله قامت هذه العبارة “أغلق الكتاب الآن” بوضع نفسها كعنوان وفرضت نفسها لتلغي كل عنوان عداها وهذا ما سيلمسه كل من سيشرفني بقراءة الكتاب، لافتة إلى أن مقياس نجاح الكتاب يعتمد على ما يريده مؤلفه منه فهل مقياسك كم ربحت من الكتاب؟! أم مقياسك كيف كان انطباع من قرأه؟! وبالنسبة لي قد تكون رسالة صغيرة وتعليق طيب غاية النجاح وذروة الحلم، مشيرة إلى أنه لابد من وجود بعض التعليقات السلبية وهذا طبيعي جداً ولكن الانطباع العام عن الرواية لحد الآن رائع ومرض جداً، وأشارت رؤى إلى أن الدعم الأكبر الذي تلقته في مسيرتها كان معنوياً، ففي حياة كل منّا هناك أشخاص يؤمنون به دون مقابل ويفتخرون بنجاحه أكثر منه، هذا الإيمان يشكل له الرافعة والحاضنة الأساسية ويبقى السند له في جميع خطواته وتخص بالذكر عائلتها التي آمنت بها ويليهم أشخاص لهم الفضل الكبير وهم جنود مجهولين يصفقون لنا متوارين في آخر الصفوف مع أنهم يستحقون الوقوف في أولها، ورأت الماوردي أن الإنتاج الأول في جميع المجالات له خصوصيته بالطبع فهو مثل الحصاد الأول للفلاح وسيكون له تميز الخطوة الأولى لطفل عند والديه ولكنّه لن يأخذ من نصيب بقية الأبناء في المستقبل، واعدة القراء في النهاية بأنها لن تتوقف عن التأليف والنشر ولكنها تعود لتؤكد أنها لن تكون غزيرة الإنتاج دون نوعية المضمون.
لوردا فوزي