رياضةصحيفة البعث

تحرير الكشوف وآلياته

 

 

تنتظر كوادر رياضتنا هذه الأيام القرار المعتاد بتحرير كشوف اللاعبين واللاعبات مع بدء الدورة الرياضية الجديدة، حيث تتفاوت وجهات النظر حول القرار وتطبيقه وفق مصالح بعض الأندية التي تطالب بالتسريع به، والبقاء على صيغته التي طبقت خلال الدورة الماضية، ومن يطالب بإيجاد آلية جديدة تحفظ حقوق الأندية واللاعبين.
وبما أن تحرير الكشوف من أبجديات الدورة الجديدة فإن المدافعين عنه بصيغته الراهنة يمتلكون حججاً كثيرة فيها بعض المنطق، وخاصة في ضوء سياسة الإهمال التي تتبعها بعض الأندية تجاه الألعاب الفردية، ورغبة اللاعبين في البحث عن مكان تتوفر فيه أساسيات الرياضة، والقليل من الدعم.
على الضفة الأخرى تتخوف الأندية الفقيرة من أن يتكرر السيناريو الذي جرى في فترات سابقة، حيث تخسر لاعبيها، خاصة الموهوبين، لمصلحة الأندية الغنية، وبالتالي تذهب كل جهودها والمبالغ التي صرفتها هباء لصالح أندية تعوّدت على استقبال اللاعب الجاهز دون أن تبذل أي جهد أو تتكبد أية مشقة.
بالتأكيد الموضوع على أهميته يجب أن يشكّل أولوية للمكتب التنفيذي الذي تعهد بتغيير حقيقي، وتصحيح الأخطاء التي كانت تحصل، وقبيل صدور القرار فإن الفرصة مناسبة لإيجاد صيغة جديدة تضع تحرير الكشوف في سياقه الصحيح، وتضمن مصالح جميع الأندية، فالآليات التي يمكن أخذها بالحسبان كثيرة، ومن أبرزها أن يتم لحظ تعويضات مالية للأندية التي رعت اللاعبين، وتحديداً في الفئات العمرية، وعدم السماح للاعبين أبطال الجمهورية، وللاعبي المنتخب الوطني، بمغادرة أنديتهم إلا لأسباب محددة، مع تقييد عدد اللاعبين الذين يمكن للأندية الكبيرة ضمهم، وفي الألعاب التي شاركت بها خلال الموسم الماضي.
طبعاً توسيع المنافسة، ووجود أكثر من ناد قوي، يساعدان على رفع المستوى الفني، وكل ذلك لمصلحة المنتخبات الوطنية، وهذا الأمر لن يحصل إلا عبر توفير العدالة، ومساعدة الأندية في الحفاظ على حقوقها، وهذا يعد أمراً بديهياً إذا أردنا رياضة مبنية على أسس صحيحة.

مؤيد البش