فائض في إنتاج المنظفات والمعقمات.. وتوجّه لصناعة الجل المعقم
دمشق ــ ريم ربيع
مع تزايد الإجراءات الوقائية المتخذة لمنع تفشي فيروس كورونا اختلفت أولويات الإنتاج والصناعة، لتتركز الجهود على توفير المستلزمات الأساسية، لاسيما الطبية منها؛ كما شهدت أسواق المعقمات ومواد التنظيف تزايداً ملحوظاً في الطلب ترافق مع قرارات حكومية عديدة لتأمين الكميات الكافية، ومحاولات خجولة لضبط الأسعار التي ارتفعت بشكل ملحوظ بعد استغلال التجار “هوس” البعض ومبالغته في شراء المنظفات، ما دفع وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لتشكيل لجنة خاصة للتواصل مع المعامل المنتجة للمعقمات والمنظفات ومعرفة تكلفتها الحقيقية ليتم ضبط المحال التي تبيعها بسعر مضاعف، إلا أن هذا الإجراء لم ينعكس بالشكل المطلوب على واقع الأسعار المستمرة بالارتفاع.
الإقبال على شراء المنظفات جاء ضمن حرص الأهالي على إجراءات الوقاية والتعقيم في المنازل، وخوفاً من فقدان المادة في الأسواق، فيما شدّد عضو مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق وريفها ورئيس القطاع الكيميائي أكرم الحلاق على توافر فائض كبير في إنتاج المنظفات، مشيراً في تصريحٍ لـ “البعث” إلى أن حجم الطلب على المنظفات والمعقمات مازال مستقراً، كما تعمل شركات صناعة الصابون والمعقمات والمنظفات بالطاقة القصوى، وهي بطبيعة الأحوال ذات إنتاج كبير تتضمن طاقات إنتاجية كبيرة فائضة، حيث كانت الشركات تعمل على تصدير كمية موازية لما يتم طرحه بالأسواق، مؤكداً أن أية زيادة في الطلب يتم توفيرها بكل مرونة.
ورغم قرار وزارة الاقتصاد إيقاف تصدير بعض المواد كالمعقمات والمنظفات، رأى الحلاق أن فائض الإنتاج يمكن أن يتيح مجالاً للتصدير ودعم الاقتصاد الوطني دون تأثر السوق المحلية، أما بما يتعلق باستيراد المواد الأولية فلم يخفِ رئيس القطاع الكيميائي صعوبة تأمينها في ظل العقوبات، إلا أن عقوداً كثيرة تنفذ بشكل متواصل بكل الوسائل الممكنة لاستمرار الصناعة والإنتاج.
ولفت الحلاق إلى تحول بعض معامل صناعة الألبسة لصناعة الأقنعة الواقية “الكمامات”، كما زادت تشكيلة معامل المعقمات حيث نوعت منتجاتها لضمان توفر كافة الأنواع المطلوبة، واتجهت معظم الشركات لصناعة الجل المعقم بسوية إنتاجية عالية، مشدداً على مطالبة جميع الشركات الالتزام بأسعار تناسب القدرة الشرائية للمواطن.
وحول الإجراءات الوقائية لمنع تفشي فيروس كورونا، بيّن الحلاق أن جميع الشركات والمعامل التزمت تأمين ميزان حرارة لقياس حرارة جميع العمال يومياً، وتأمين الأقنعة الواقية، والتأكيد على النظافة الشخصية وإجراءات الوقاية الموصى بها، كما أن معظم العمال وأرباب العمل المعمّرين التزموا بيوتهم في هذه الفترة، ذلك فضلاً عن الحملة التوعوية المكثفة التي أطلقتها غرفة الصناعة لحماية العمال والصناعيين.